تااابع
عقاب وأبن فرهود شيخ قبيلة حرب
وفي بعض السنين نزل على سعدون وأبناء الشيخ مجول إبن شعلان ,
ومعه قسم من قبائل الروله أيام الربيع , وقد إتفق مجول إبن شعلان ,
وسعدون العواجي أن يغيرا على قبائل حرب الموجودين بأراضي ( رخا ) الماء
المعروف , وفعلاً غزوا حرباً وأغاروا عليهم بالمكان المذكور ,
وأخذوا منهم مواشي كثيره , من بينها إبل مشهوره تسمى (( بشملا ))
وكان زعيم قبائل حرب إبن فرهود , كان غائباً عندما أغاروا عليهم ,
وبعد أن رجعوا إلى ديارهم غانمين , رحلوا جميعا إلى الشمال , بديار سورية ,
لإنها بارده في أيام الصيف , وعندما علم إبن فرهود شيخ قبائل حرب ,
برحيل سعدون العواجي وأبنائه وعربانهم مع الشيخ مجول بن شعلان ,
أرسل لهم هذه القصيده , يتهددهم , وقول إرجعوا لدياركم محاولاً أن يأخذ ثأره منهم ,
ومبيناً ندمه أنه لم يحضر عندما أخذت الإبل المشهوره ( شملا ) وهذه قصيدته :
يا مجول الغيبات يقضا بها دين
غيبةجنبها يوم جاها الـــزوال
لا واخسارة لبسنا لتواميـــــن
يوم ان ( شملا ) غربت للشمال
يا عقاب لا تقفي بثار الشعالين
إنكس لدارك يا كريم السبالـي
نجي على قب سواة الشياهيـن
سوٍعلى اللي ينزلون الجبالـي
نبي نطارد شاربيـن الغلاويـن
وناخذ عوض شملا بكار جلالي
إما جدعنا عقاب ليث الغلامين
والا جدعنا حجاب ريف الهزالي
وعندما وصلت هذه القصيدة سعدون أجابه بهذه القصيدة :
أثاري كذبك يا بن فرهود بالحيل
تقول من خوفك نحرنا الشمالـي
لولا علومك ما نكسنا عن الكيـل
من الديرة اللي شفخا شف بالـي
يا ناشـد عنـا ترانـا مقابيـل
ننزل لكم ( رخا ) وناخـذ ليالـي
نبي نطاردكم على شـرد الخيـل
ونشوف منهـو للسبايـا يوالـي
واللي يطارد خيلكم صفوة الخيـل
بايمانهم مثل المحوص المدالـي
وعقاب فوف مشمر تكسر الذيـل
شلايعه من خليكـم كـل غالـي
إليا عدا فيكم عدا فيكـم الويـل
ويروي حدود مصقلات السلالـي
نطاح قاسين الرجـال المشاكيـل
وبالفعل تشهد له جميع الرجالـي
يا ويلكم من زايـدات الغرابيـل
إن طار عن قحص المهار الجلالي
إنشد وتلقانا على قـرح الخيـل
بايماننا ريش الغلب لـه ظلالـي
عدوونا نسقيه ويـل بثـر ويـل
ورجع سعدون بقبائله متحدياً إبن فرهود ,
ونزل منهل حرب ( رخا ) وأغار على قبائل حرب ,
وأخذ أموالاً وخيلاً كثيرة , بعد أن توارى عنه إبن فرهود ,
وهرب طالباً لنفسه النجاة .... ثم قال سعدون العواجي هذه القصيدة ,
مفاخراً ومشيداً بفعل إبنه عقاب , وقومه وقال ان حرباً نفرت
منهم مثل ما تفر الأغنام من الذئاب , وهاهي القصيدة :
إن كان إبن فرهود يطلب لقانـا
جينا على الزرفات خِيل الصحابة
جينا وربعه قوطره فـي نحانـا
مثل القطيع اللي نحته الذيابـه
(وشملا) تزايد نيها في حمانـا
ويا ما خذينا غيرها من جلابـه
وجبنا البكار المكرمات السمانـا
وطرش كثيرٍ ولا عرفنا حسابـه
حنا ليا صلنـا طـوالٍ خطانـا
وهذي عوايدنا نهـار الحرابـه
نجيك فوق مكاظمـات العنانـا
صفر عليهن لابسين العصابـه
عاداتنـا وإن شفنـا اقبـلانـا
من دمهم ( رخا ) نروي ترابـه
وعقاب فـوق مشمـر بمعدانـا
الخيل في يوم الملاقـي تهابـه
منكم يروي حربتـه والسنانـا
وفرسانكم قفت ذعرهـا عقابـه
جاكم سريع بالعَجَل مـا توانـا
ومن يوم حل بخيلكم جا ذهابـه
منكم خذينـا يالحريبـي قرانـا
كل أبلج حنـا قصرنـا شبابـه
نرقد بامان الله وتسهـر عدانـا
ومن فعلنا يسهر كبير المهابـه
حَرِيبنا يقضـي ويلقـى عيانـا
مثل الخشوم الطايلة من هضابه
بعد أن رجع سعدون وقبائله إلى موطنهم , كان عقاب بن سعدون
لا يكفيه أن يهاجم عرباناً بعربانه , لكنه كان دائماً يغزو غزوات بعيده المدى ,
يغنم فيها أموالا من مواشي الأعداء البعيدين , وكان يغزو أحيانا جهات القصيم ,
وأواسط نجد .
وفي غزو من غزواته صادف ثلاثمئة فارس من فرسان حرب وكان معه ثمانون فارسا
فوقع الطراد بينهم وحصل خسائر بين الجميع ولم يغن ابلا من حرب
رغم انه لم يغزي الا من اجلها وثناء رجوعه وعند وصوله الي مضارب قبيلته
اعترضته امرأه من قبيلة عنزة تسأله عن زوجها لانه كان
من ضمن الفرسان المرافقين له :
يا عقاب يا حبس الضعن باللقاء الشين
يلـى حريـبـك بالهزيـمـة يمـنـا
عينت ذيـب الخيـل يـوم الاكاوييـن
نور العيـون بغيبـت الشمـس عنـا
هـو سالمـن و الا رمـوه المعاديـن
يـا عقـاب خبرنـى تـراى اتمـنـا
فرد عليها عقاب العواجى بهذة الابيات:
يا بنت يا للى عن حليلك تساليـن
حنـا لنـا حـي يسالـون عنـا
خمسه عشر ليلة على الوجه مقفين
نـدور وضحـن بالابهـار تحنـا
و شفنا هل الابل شاريبن الغلاوين
من دون رخمـن للحويـر تحنـا
جونـا ثلثميـة وحنـا ثمانـيـن
مثل المحوص الشلف منهم ومنـا
وبانت رديتهن و شفنـا الردييـن
وكلن عرفنا عزوتـه يـوم اكنـا
ليتك تراعى يا عـذاب المزاييـن
يومـن عيـدان القنـا يطعنـنـا
نا حليلـك طـاح بيـن المثاريـن
فى ديرتن فيها الوضيحـى يتثنـا
ومنهم جدعنا عند شوقك ثلاثيـن
وكم خيرن من راس رمحى يونـا
فى ساعتن فيها تشيـب الغلاميـن
انطح نحور الخيـل يـوم اقبلنـا
ياما نقلت الدين و الحقتـه الديـن
و حريبنا فـى نومتـه مـا تهنـا
ارسى لهم يابنت وانتـى تعرفيـن
يا ما حمام النصر رفـرف وغنـا
واردها وا لحق ربوعـن مخليـن
بوجيـه قومـن يطلقـون الاعنـا
عاداتنا نخلى سـروج المسميـن
ونروى حـدود مصقلاتـن تجنـا
وقلايعى من نقوة الخيل عشريـن
قبـن ولا فيهـن ثبـارن ودنــا
ارسى كما فارس بنى عبس راسين
وانا زبون الحـرد حامـى وطنـا
يتبع