حينما يتهافت الناس على اصدار الاحكام والطعن في نوايا غيرهم والتشكيك بهم والتدخل في شؤونهم نصبح امام ازمه ثقافيه حقيقة تضع عراقيل امام تقدم المجتمع وتماسكه كونها تصنع مشاكل مفترضه بين الناس وتضع حواجز وهميه تخلق عداء وتنافر بين ابناء المجتمع الواحد
ان الحكم على الشيئ فرع عن تصوره وحتى نحلل افعال واقوال الناس يجب ان ننظر لها من كل الزوايا حتى نخرج بأدنى حد من تصور صحيح وإلا فأنت مهما تصورت شيئا عن شخص ما فلا تستطيع وصف حالته تماماً لان هناك امور تجهلها عنه وبالتالي يكون حكمك المبني على هذا التصور الناقص ناقصاً ايضاً كونك اتبعت الظنون في تحليلك , اضافه على ان تصوراتنا عن الاشياء ماهي الا انعكاس لمستوى تفكيرنا وادراكنا للامور أي ان ليس كل شخص يملك افق واسع في التفكير
نحن نحتاج لنشر ثقافة الخصوصيه وعدم التدخل في شؤون الاخرين ولا في نواياهم حتى لاتكون خصوصيات الافراد وجبة دسمه في افواه الناس , ونحتاج ايضاً لاحياء ثقافة حسن الظن والا نتعامل بإنتقائيه معها بمعنى اننا نقدم حسن الظن لمن نحب ونقدم سوء الظن لمن نكره , فالعدل هو مع الجميع (( ولا يجرمنكم شناّن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ))
ومن انشغل بنفسه لم يجد وقتاً للحديث عن الناس وللتنظير في شؤونهم لانه سيجد ان عيوبه اكثر واكبر من عيوب الاخرين وبالتالي سيعمل على اصلاحها بدلاً من ان يضيع وقته بلا فائده في شؤون غيره التي لا تعنيه في واقعه
صراحه من اسباب تاخرنا الانشغال باصدار الاحكام على الاخرين والحكم على تصرفاتهم ظاهريا
تذكرت ابيات الشافعي رحمه الله
إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى **** ودينك موفور وعِرْضُكَ صَيِنّ لسانك لا تذكر به عورة امرئ **** فكلك عورات وللناس ألسن وعيناك إن أبدت إليك معايباً **** فدعها وقل يا عين للناس أعين وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى**** ودافع ولكن بالتي هي أحسن.