يختلف الناس في أمر الإنسان العبقري أو الموهوب
فيصفه بعضهم بالمجنون والبعض الآخرون بالذكي الخارق ..
بعض العباقرة أو الموهوبين وللأسف الشديد تتوقف حياتهم العلمية والعملية على أوصاف الناس
ونعوتهم لهم فتجدهم محبطين أو منهزمين نفسياً ..
بسبب كلمة أو نظرة جارحة صدرت من إنسان جاهل .. دون أن يأخذوا في الاعتبار
أن لكل إنسان مقياسه الخاص في تصنيف الآخرين .
( أديسون ) فشل في المدرسة وطرد منها بعد ثلاثة أشهر من التحاقه بها
فقط .. لأنه في نظر مدير المدرسة طفلاً بليداً متخلفاً عقلياً ..
لكن هذا الطفل الذي حكم عليه التفكير المدرسي بالبلادة والعجز قد سجل ( 10093 براءة اختراع )
ولا يزال صاحب الرقم القياسي المسجل لدى مكتب براءات الاختراع في أمريكا.
( أديسون ) هو الذي اخترع الكهرباء والمسجل..
وهو الذي لقي الكثير من السخرية حين أعلن بداية عصر الكهرباء
وانتهاء عصر السرج ( جمع سراج ) والظلام ..
فهل حقاً كان كسولاً أو بليداً أو مجنوناً ؟ ..
هل يحق لنا القول عنه وعن أمثاله بعد ذلك: «خذوا الحكمة من أفواه المجانين»؟
أم أنهم مبدعون ألبسوا ثوب الجنون في نظر من ليسوا مجانين ولا مبدعين؟!
المشكلة إذا هي في عدم حسن اكتشاف الطاقات والمواهب والحل يكمن من وجهة نظري
في البحث عن التربة الخصبة التي تنمو فيها مواهبنا وإبداعاتنا حتى وإن سخر منا الآخرون ..
وعدم الإنصات لكلام المثبطين من أصحاب وزملاء وأقارب حيث إن القدرة والطاقة على تحقيق الإبداع والتميز متواجدة بفضل الله تعالى ومشيئته.
اعلم أخي المبدع والموهوب أن نظرتك الشخصية لذاتك وطموحك هي التي تحدد نجاحك من فشلك
فا حلم واجتهد واعمل لتحلق في سماء الإبداع ورافق دائماً من يقوي عزيمتك .
الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999م كان يكتب على دفاتره
وعلى باب غرفته (الدكتور) وهو لم يزل طالباً في المراحل الدراسية الأولى
وكان والده يناديه بـ ( الدكتور أحمد )
ليكن لسانك مردداً لكلمات التفاؤل ولمن حولك فقد قال صلى الله عليه وسلم:
( لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل. قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة ).
وفي رواية: (ويعجبني الفأل الصالح الكلمة الحسنة ) ..