[align=center]لم تكن هذه الأطروحة ترى النور إلا بعد المهازل الصحفية التي نراها من قبل من يمثلون الصحافة والإعلام في حفر الباطن , ولعلها هي المنفذ الأخير نحو طريقنا إلى التنمية والتطوير ومزاحمة المدن الأخرى في ساحات الإعلام .
والإعلام المستقل لم ينشأ إلا كردة فعل على تسلط الصحافة ومحاولة رسم صورة باهتة وغير واقعية للمجتمعات .
من يرى الآن أن المجتمع في حفر الباطن لم يكن في يوم من الأيام صانعاً للإعلام , وموجهاً له , بل يعتبر كمادة إستهلاكية للمطبوعات , وذلك من خلال كمية الأخبار التي تتلقفها أعين القراء في أرجاء المملكة , مكونة بذلك بعض التوجهات والإنطباعات السلبية والإيجابية عن محافظتنا .
والإعلام المستقل يقوم بالدرجة الأولى على الجهود الفردية , والآن نرى أن الجهود لم تعد فردية بوجود المصدر الأول للمعلومات وهو "الأنترنت ".
ولكي يمكننا تأطير الإعلام المستقل , فنعرّفه بما يلي :
"هو الإعلام الغير خاضع لجهة معينة , وغير مرتبط بتوجه ما , ويحاول نقد الواقع بطريقة تقويمية وتهذيبية ".
فعلى ذلك نقول أن الإعلام المستقل كما نرى من اجتهادات صحفية غير خاضعة لتوجهات صحيفة ما , أو غير مرتبط بوظيفة في القطاع الإعلامي .
ينشأ الإعلام المستقل لعدة أسباب منها :
- عدم الرضا عن المواد الصحافية التي يقدمها الصحفيون النظاميون (العاملون في الصحف).
فالإعلام المستقل هدفه إبراز قيم اجتماعية إيجابية , أو كشف ما يخفى من أمور سلبية , أو لمعالجة الأخطاء بطريقة خصوصية تستهدف الشريحة الاجتماعية المعينة .
فلدينا مثلاً الأخ ناجي الحفراوي هو الوحيد في حفر الباطن الذي فاق في تغطياته العديد من مراسلي المحافظة , الذين يعتمدون على الاخبار الطازجة , أو يعتمدون على المعرفة , في دليل على عدم معرفتهم بعلم الصحافة أو لنخصص "صناعة الخبر ".
وما حديثي عن الأخ ناجي , ليس تلميعاً بقدر ماهو حثاً للجميع على ضرورة صنع الإعلام المستقل الذي يحتفظ بخصوصية حفر الباطن , والذي يساهم في ردم الهوة السلبية التي أحدثها لنا المراسلين من خلال نقلهم لأخبار حفر الباطن السلبية , دون اهتمامهم بضرورة الموازنة بين الأخبار السلبية والإيجابية .
فأبناء المحافظة يجب عليهم أن يكونوا أكثر جرأة في الإعلام , وأكثر مسؤولية نحو محافظتهم , وهذا لا يتطلب إلا مزيداً من إعمال العقل والتفكير فيما يجب صناعته .
وأدوات الإعلام المستقل من وجهة نظري لا تتطلب سوى :
- كاميرا (جوال أو فوتوغرافية) .
- ورقة لتدوين الأفكار والمشاريع الإعلامية .
- جرأة .
فعلى سبيل المثال وهذه نسخة مجانية , وكنت أود العمل عليها لكن لم أستطع لظروفي الخاصة , وهي كردة فعل على الاخبار الرمضانية السيئة من حالات القتل والسرقة :
كنت أود أن أمسك بكاميرتي , وأتوجه إلى وقف اليتيم في حي البلدية , وأقوم بتصويره , ومن ثم أتوجه إلى الوقف الخيري (فندق بودل) , وكذلك أقوم بتصوير عمارات تحت الإنشاء مثل العمارة التي تقع على طريق الصناعية , وكذلك تصوير لوحة مخطط المشروع الذي سيقام بحول الله في تقاطع السوق .
جميعها كنت اود تصويرها , ومن ثم اتوجه إلى المسؤولين لكي أستطيع تدوين كل ما هو يخص هذه المشاريع الخيرية من إنفاق وتبرعات وفوائدها وغير ذلك .
تلك المشاريع التي تعتبر واجهة إيجابية لحفر الباطن , وتعتبر من الأمور الإيجابية التي لم تستطع الصحافة إظهارها للعلن , منشغلة بكل ماهو سيء عن حفر الباطن .
كثيرة هي مجالات الإعلام المستقل :
- المجال التربوي التعليمي .
- المجال الديني .
- المجال الإجتماعي .
- المجال الرياضي .
-المجال الإقتصادي .
فوائد الإعلام المستقل :
-يساهم في التنمية والتطوير .
- يساهم في إضفاء النظرة الإيجابية عن المجتمع الحفراوي .
- يعتبر بيئة تحتية لكثير من العلاقات والزمالات الإجتماعية .
- الإعلامي المستقل يحظى بشعبية في الأوساط الإجتماعية .
- أحياناً يكون مصدر دخل من خلال التعاون مع الصحف المحلية .
- أولاً وأخيراً حب للمهنة , وتنمية للذات , وتوسيع للمدارك والآفاق .
كم نحن بحاجة إلى أكثر من إعلامي مستقل , يساهم في إحداث نقلة نوعية للصحافة في حفر الباطن , ويجعل من محافظته محط انظار إيجابية من خلال الأنترنت .
يقول الأستاذ جمال خاشقجي في أحد حواراته :
أن المجتمع لم يعد يهتم بالصحف لأنها لم توفر له حرية كاملة , كما يوفرها الأنترنت .
بقلم أبو فيصل -- سيصبح إعلامي مستقل بحول الله .[/align]