" أمسِك الشمسَ حتى أُكلمك "
نُقِل عن عامر بن قيس أحد التابعين الزهاد : أن رجلاً قال له : كلمني ، فقال له : عامر بن قيس : أمسك الشمس يعني أوقف لي الشمس واحبسها عن المسير حتى أُكلمك ، فإن الزمن متحرك لا يعود بعد مروره ، فخسارته لا يمكن تعويضها واستدراكها ، لأن لكل وقت ما يملؤه من العمل "
ومن أجمل ما قيل في بيان أهمية الوقت : يكفي تقويماً للوقت والزمن أن الفقهاء قد قرروا أن الأجل في البيع يُقابَلُ بشيء من الثمن ، وفي هذا تثمين للوقت وتقديرٌ للزمن أيما تقدير ، فقد قيموا الزمن بالمال .
والمتأمل لحالنا يجد من نتائج ضياع الوقت والزمن ضياع كثير من المصالح التي أحوج ما نكون لها من منابع الثروات فكم رَكَنا وتعاجزنا عن العمل حتى انتظرنا الأجنبي يأتي إلينا لينشيء لنا المؤسسات والشركات أين نحن من تأسيسها؟!
ومن نتائج عدم استغلال الوقت أيضاً الجهل ، فكم رضينا بالجهل مقابل الراحة وعدم الرغبة في استثمار الوقت بالعمل .
إني لست أريد من المحافظة على الزمن أن يملأ كُلُه بالعمل ولا يكون للراحة فيه نصيب" لا "
بل أريد أن تكون أوقات الفراغ تصرف لغاية محددة كما أن أوقات العمل لها غاية محددة
أما أن تكون الغاية من الفراغ قتل الوقت فهذه الغاية ليست مشروعة ، لأن الوقت هو الحياة فقتل الوقت قتلٌ للحياة.
فالذين تشاهدهم يصرفون أوقاتهم بين النوم واللهو والغفلة والمقاهي والتسكع في الأسواق وطول المكث في المجالس تهكماً وتندرا ، فهؤلاء لا يطلبون إلا قتل الوقت وكأن الوقت عدو من أشد أعدائهم !
ثم أننا لا ننسى من تلك النوعية المضيّعة من يعكفون على قراءة المجلات والقصص وارتياد المواقع التي دائماً ما تكون منبهاً للغرائز الجنسية والعلاقات ألا شرعية والمغامرات... ويعتقدون بذلك أن فيها تنمية للثقافة واستغلالاً للأوقات وما هي والله إلا مخدراً للعقول ونسفاً للقيم .
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيعُ
العرض العادي
