اقفل سوق الاسهم السعودي بارتفاع طفيف قدره تسع نقاط مع انحسار ملحوظ في كميات السيولة المتداولة التي لم تستطع تجاوز عشرة مليارات ريال طوال شهر كامل الامر الذي يكون عاملا قويا في إفشال أي تنبؤات متفائلة من شأنها ان تنتشل السوق من حالته اليائسة، بسبب كثافة الاوضاع السلبية التي اثرت كثيرا ومازالت تؤثر فيه وكأنها جراح غائرة نهشت جسد السوق من كل النواحي. وهناك مشاهدات تم رصدها خلال ايام الاسبوع وتحديدًا يوم الاحد عندما ارتفع السوق بشكل ايجابي الى حدود المئتي نقطة الا ان ذلك الاقفال الجيد تم اجهاضه من سابك التي واجهت السوق بكميات عالية من الاسهم المعروضة بشكل لافت ومن محافظ منفردة كانت تقاوم بشكل لافت أي اقفال ايجابي للسهم بعدما بلغ سعر 144 ريالا ورفضت محاولات لإقفاله فوق نقطة المقاومة المهمة عند 142.5 واقفل السهم عند مستوى 142 ريالا لتتضح بعد ذلك النية من ابقاء السوق في قناة هابطة تستهدف المزيد من الهبوط الى مستويات نأمل الا يتم فيها كسر حاجز التسعة آلاف نقطة حيث ان كسر هذا الحاجز يفتح المجال واسعا لهبوط قد تكسر فيها نقطة الدعم المهمة عند 8990 وبعدها 8885 والتي لا يوجد بعدها الا نقطة دعم قد لا تكون قوية بالشكل الكافي وهي 8760 نقطة.
كذلك اقتربت اسعار الكثير من الاسهم الاخرى كالدفاعية والاستثمارية المتوسطة من بلوغ ادنى مستوياتها السعرية ولامستها وارتدت منها وهي مؤشرات قد تكون خطيرة توحي بإمكانية تسجيل مستويات متدنية جديدة مع وجود حالات ارتفاع مضاربية بأسهم معينة ببعض القطاعات والتي اصبح الدخول بها خطرا بعدما سجلت مؤشرات القوة النسبية بها تضخما بمستويات الشراء يؤدي الى مشروع تعليقة لا تحمد عقباها. وحالات هذه المضاربات بسوق هابط لها مغزى من وجود احتمالات بهبوط قاس. كذلك هناك حالات بيع اثارت علامات التعجب والتساؤل من كونها تمت بطريقة غريبة فمنها مثلا اتمام صفقة خاصة على سهم بنك البلاد بسعر 107 ريالات للسهم الواحد فيما كان سعر السوق عند حدود الاربعين ريالا وكذا صفقة اخرى على سهم سابك بسعر 127 ريالا تقريبا في وقت كان السعر المعلن هو في حدود 139 ريالا تقريبا، دون وجود أي ايضاحات يمكن تزيل التساؤلات وحالات التعجب من تلك الصفقات واعلان اسماء البائعين والمشترين كما يحدث في الاسواق الاخرى ولا يعفي المسؤولين عن السوق ان سوق الاسهم قد اعتادت على هذا الوضع من اتخاذ الاوضاع السليمة في مثل تلك الحالات.
وأعطى اقفال الاربعاء مؤشرا قد يكون خادعا خاصة انه قد تكونت نماذج ايجابية لحظية سينتج عنها ارتفاعات محدودة بغرض التصريف واختبار لنقاط مقاومة تبدأ من 9570 مرورا بنقطة 9660 واخيرا 9723 والتي يفترض ان الاقفال فوقها قد يلغي الحالة السلبية حتى يتمكن من تجاوز نقطة 9815 وهو احتمال ضعيف جدا، لأن السوق لم يتكيف حتى الآن للخروج من قناته الهابطة ولايزال يسجل اسبوعيا مستويات دعم ادنى من التي تسبقها مع تسجيله مستويات مقاومة اقل من تلك التي سجلها بالاسبوع الذي سبقه، ومثل هذا الوضع ينبغي اتخاذ جوانب الحذر فيه وعدم الاندفاع وراء أي ارتفاعات قد تحدث لأنها تعتبر تسجيل قمم هابطة بقناة هابطة رئيسية بسوق هابط قد تكسر فيه نقطة دعم رئيسية عند 9334 وكسرها سيؤدي الى وصول المؤشر الى حاجز 9000 واختبار نقطة 8990 ثم 8885 نقطة وهو ما ينبغي ملاحظته جيدا.
العرض العادي
