اتصل بادارة الموقع البحث   التسجيل الرئيسية

 


العودة   منتديات عاصمة الربيع > القسم الإسلامي > الشريعة الاسلامية

الشريعة الاسلامية من كتاب الله وسنة نبيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-12, 01:00 AM   رقم المشاركة : 1
الرسن
العضوية الماسية
الملف الشخصي






 
الحالة
الرسن غير متواجد حالياً

 


 

حوار مجلة روائع مع الشيخان الجبيلان والحمودي

بسم الله الرحمن الرحيم.
من جديد والغلا دايم يزيد معكم يزيد عبدالله الحقباني من مجلة روائع.
يسرنا كما عودناكم دائماً في مجلة الشباب الرائع (روائع) أن نقدم لقاؤنا مع الشيخان الجبيلان والحمودي.
نأمل أن تتحفوتا بأرائكم وإقتراحاتكم وكلما زاد تفاعلكم زاد تفاعلنا مع هذا الموقع.

حوار مع الشيخ سليمان الجبيلان والشيخ صالح الحمودي
(الحلقة الأولى)
عنـاوين
الشيخ الجبيـلان:
• بدأت مشواري الدعوي بعد الحرب العالمية الثانية..!!
• كانوا في الطفولة يسمونني (مضحك الجلسة)..
• ولدت في كيس فرموني في (التنكة)!!
• أصعب دعوة عند الإشارات قد لا يجيدها كبار الدعاة
• الشيخ ابن عثيمين و المفتاح المشبرك..
• وللأطفال أسلوب خاص سيصدر قريباً على شريط فيديو
الشيخ الحمودي:
• الهداية سرور وليست حزن
• يا شباب ما نبي "قدام للدقة والهجة" نبي "قدام للدين"
• نقول للأطفال: أبناؤنا خيركم من تعلم القرآن لا من تعلم البلايستيشن..


مقدمة:
شرفنا في روائع عندما زارنا الشيخين الكريمين صالح الحمودي وسليمان الجبيلان في مقر المجلة بالرياض وبحضور المشرف العام على المجلة الشيخ الدكتور خالد الدايل ورئيس التحرير في لقاء جميل استمر زهاء ساعات ثلاث كانت الطرفة حاضرة والبسمة واضحة على محياهم ، آثروا الحضور رغم اشغالهم وكثرتها ، كان اللقاء بحق أمسية جميلة ، ومما زاد هذا اللقاء حلاوة هي البساطة التي رافقتهما، والتلقائية التي يحسنانها جيدا وأطنبا في الحديث حول اسلوب الدعابة والطرفة الذي يتبعانه، تحدثنا في جوانب عدة ، كيف بدأ كل منهما الطريق الدعوي ، واستعرضنا كذلك بعض الإنتقادات التي تعرضوا لها ، لم يخل اللقاء من قفشات زانته بحلة براقة ، وأطنبا في الحديث حول أسلوب الدعابة والطرفة الذي يتبعانه ،تحدثوا عن الصعوبات التي قد تواجه الداعية الجديد ، لم ينسوا الطفل وقدموا له مفاجأة ، أرسلوا رسالة الى الشباب ، أحببنا أن يكون اللقاء على جزءين حتى نستطيع أن نأتي على بعض ما قالوه ، فمارأيكم أن نستعرض الحوار سويا فأنتم بلا شك في شوق للغوص فيه ..... إليكم الجزء الأول من الحوار :
الجبيلان :
س/ هل تذكر أول مرة بدأت فيها مشوارك الدعوي؟
بدأت الدعوة بعد الحرب العالمية الثانية..!! -لإنه لا يوجد حرب عالمية ثالثة-كان أول مشواري الدعوي مع العمال، كنت أتدرب في هؤلاء الناس البسطاء، أتكلم معهم عند إشارة أو عمارة، عند بنشر.. فأحاول قدر الإمكان أن أتدرب قليلاً قليلاً.. رويداً رويداً.. إلى من هم أرفع قليلاً، ثم أرفع قليلا حتى أستطيع أن أذهب هيبة الناس مني.. حقيقة كانت هذه هي البداية.. وأنصح الإخوة بأن يبدؤوا بمن حولهم، يبدأ بأقاربه بزوجته يتعلم فيها؛ لأن العوام عندنا يقولون "تعلم الحلاقة برؤوس العميان"، فإذا تعلم الإنسان قليلاً قليلاً بالناس الذين حوله بحيث أنه يتدرب، وقد روي عن ابن الجوزي أنه كان يجمع حصى ويتكلم عليهم في بداية دعوته، وأذكر أحد الدعاة يقول كنت آخذ كرسي وأقوم عليه وأجمع الكراسي أمامي وأتخيل أن الكراسي ناس وأنا أخطب فوق المنبر حتى أذهب هيبة المنبر.. هناك طرق عدة للإنسان المبتدئ، وليعلم علم اليقين أن الذي سيبتدئ لابد أن يخطئ.. وأذكر أن الشيخ ابن قعود رحمه الله -وكما تعلمون أنه توفي قريباً في رمضان المنصرم من العام الماضي - أن أحد الشباب الصغار قد يصل عمره خمسة عشر أو ستة عشر عاماً، قام ليتكلم في المسجد ففوجئ أن الشيخ ابن قعود أمامه، فارتبك إلى درجة أنه صار يقول الآية في موضع الحديث والحديث في موضع الآية..؛ ولكن استمر وأخذ على نفسه العزم أن لا يقوم مرة ثانية في أي مسجد، فشاهد هذا الشاب الشيخ ابن قعود يقبل عليه ويعانقه ويقول: ما شاء الله على هذا الكلام الطيب لقد أحسنت وأجدت.. واستمر على هذا الخير الذي أنت فيه ويندر أن نجد ولد في سنك يعظ الناس ويذكر الناس، فيقول هذا ما زادني حماساً لطلب العلم والدعوة وتعليم الخير.. وهو الآن من كبار الدعاة، وهذا الكلام تقريباً قبل عقدين أو ثلاثة عقود من الزمن.. الشيخ حسن هو الذي قص علينا القصة، مسك الشيخ حسن وقبل رأسه وقال أبوك فضله علي ولا أنساه له إلى يوم القيامة، لأنه هو الذي تسبب لي في هذا الموقف، وكان معنا اليوم الشيخ حسن.. فلذلك هذا تنبيه لإخواننا الدعاة وطلبة العلم إذا وجد إنسان في مسجد قام تكلم، قد يخطئ فيكون بالحكمة والتشجيع، لاسيما صغار السن...
س: هل يوجد أحد من العلماء أو الدعاة أخذت منه الطريقة في الدعوة..؟
سبق أن ذكرت في بعض المجلات واللقاءات أن أول من تأثرت بأسلوبه الدعوي –رحمه الله – الشيخ عبد الحميد كشك، خطيب مصر المعروف، وهو رجل أعطاه الله الفصاحة والبلاغة وقوة التأثير عل القلوب.. واستفدت منه قوة الوعظ..
واستفدت من الشيخ محمد –بن عثيمين رحمه الله- البساطة والدخول على الناس وحسن الجذب لهم، فجمعت ما بين الشيخ محمد بن عثيمين بقوة علمه وبساطته وفقهه، والشيخ عبد الحميد كشك -رحمه الله- في وعظه وقوة هزه للمنابر، فأخذت من هذا وأخذت من هذا، لكن البداية التي لا تنسى والفضل الذي لا ينكر للشيخ عبد الحميد كشك، لأني كنت أسمع أشرطته بكثرة..
س/ ننتقل إلى الشيخ صالح الحمودي.. هلا حدثتنا عن بداية مشوارك الدعوي؟
أنا أذكر أن بداية دعوتي كانت في القراءة على جماعة المسجد بين الأذان والإقامة من صلاة العشاء، ثم كنا نذهب مع بعض الإخوان في حلقات التحفيظ أو مكاتب الدعوة، فكانوا يكلفوننا ببعض المواضيع، وبعض الأطروحات.. والحمد لله صار هناك انطلاقة، والفضل كذلك وبداية رحلتي الدعوية مع الشيخ عمر العيد جزاه الله خير، ذهبت معه إلى جنوب المملكة وإلى خارج المملكة، وكانت انطلاقتي مع رحلات الشيخ الدعوية، وندعو للشيخ عمر العيد حفظه الله.. هذه بداية رحلتي الدعوية باختصار..
الجبيلان:
أحب أن أنبه إلى قضية البداية كما ذكر الشيخ صالح عندما ذكر مصاحبته للدعاة الكبار والمشايخ، فذلك يشجع الشاب ويبين له الأخطاء بسرعة من خلال من يصطحب من كبار طلبة العلم أو المشايخ،
أنبه أن بداية الدعوة تكون مع طلبة علم أو مشايخ يتكلم بحضرتهم حتى يكون ذلك كحافز له وتشجيع واستدراك لأخطائه، وتغير لأسلوبه إن كان هناك أسلوب فيه خطأ، وأذكر أن الشيخ محمد -بن عثيمين- كانت له اليد البيضاء في تشجيع الشباب وتحفيزهم، وكان يقيم الشباب في المسجد كل يوم أربعاء ليلة خميس حتى يلقوا وهو يستدرك عليهم سواء في الأخطاء أو في غيرها، كنت من ضمن الذين جاءهم الدور بالحرف، لأن الشيخ كان يقيمهم بالحرف (ألف، باء، تاء)، حتى جاء حرف السين، قالوا له الدور عند أبي عبد العزيز، فقمت وتكلمت بحضرة الشيخ، فكان منه التشجيع والانبساط والانشراح فهو _رحمه الله_ شجعني على هذا الأسلوب الذي في الحقيقة عرف عني كما يقال بأسلوب الدعابة الضحك والابتسامة بالكلمة، فالشيخ شجع على ذلك وانبسط وأنس واستأنس، وكذلك مرة ألقيت كلمة في حضرة الشيخ عبد الله بن جبرين بطلب منه، مع الشيخ منصور بشير، الداعية المعروف، وكنت في أيام الحج، وكنت خارجاً من المستشفى وكنت أول مرة ألتقي فيها بالشيخ لأنه في الرياض وأنا في القصيم، ففرح الشيخ وأنس وانشرح صدره وتكلم بعد كلامي وكلام الأخ الذي معي وقال أحمد الله الذي عيشني حتى هذا الزمان فرأيت أولادي يقومون يتكلمون ويجيدون الكلام وكان هذا الكلام حافزاً لي و كان ذلك قبل أزمة الخليج،
وكذلك الشيخ عبد الله بن قعود عضو هيئة كبار العلماء تكلمت في مسجد ولده بطلب من الشيخ حسن، وكان يشجع _جزاه الله خير_ بعد انتهاء الكلمة وأنس واستأنس.. فهذه نصيحتي إلى الإخوة لاسيما المبتدئين أن يقوموا بإلقاء الكلمات بوجود طلبة علم أو مشايخ حتى ينبهوهم على أخطائهم ويشجعونهم، وإن كان من أسلوب فيه خطأ لا يستمروا على ما هم فيه من خطأ..
س: اشتهرتم بأسلوب الطرفة والمرح كيف وجدتم تقبل الشباب وأثر ذلك عليهم..؟
لا شك أن الناس غالباً يحبون المرح ويحبون الدعابة، وهذا ليس خلاف السنة هذا موافق للسنة.. النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحك الصحابة، وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: يا رسول الله إنك تضحكنا؟ فكان يقول: "إني أضحككم ولا أقول إلا حقا"، فالدعابة والمزاح في الطرح على الناس إذا كان لا يخالف الشرع ويوافق السلف، فهذا المطلب، لأننا نعلم أن شيخنا ووالدنا وعلامة عصره الشيخ عبد العزيز بن باز عندما تكلم عن الدعوة وأساليبها ذكر أن هناك دعوة توقيفية ودعوة اجتهادية فذكر أن خطبة الجمعة والعيدين والاستسقاء والكسوف توقيفية ليس فيه اجتهاد، إلى درجة أن الشيخ محمد _بن عثيمين_ في اتباعه لهذه السنة أنه كان إذا صلى صلاة الكسوف كسوف القمر أو خسوف الشمس يتكلم وهو جالس، فقال يوماً من الأيام بعدما قام وتكلم وهو قائم، قال: كنت أتكلم وأنا جالس فتبين لي بعد تتبع السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعظ الصحابة بعد صلاة السكوف وهو قائم.. هذه توقيفية.. ويقول الشيخ بن باز _رحمه الله_، أما مثل المراكز الصيفية والكلمات الوعظية في السجون وغيرها فهذه من الدعوة الإجتهادية.. فلذا تجد النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سعد، عندما جاءه رجل فقال يا رسول الله، رجل لا يعرف من دينه شيء، علمني، فالرسول صلى الله عليه وسلم قطع،ماذا قطع؟ هل قطع خطبة جمعة؟ لا، العلماء يقولون ليست خطبة جمعة إنما هي كلمة عابرة كان يحدث بها الصحابة صلى الله عليه وسلم،ولذلك قطعها وأتـى بكرسي ونزل صلى الله عليه وسلم من منبره وتكلم مع ذلك الصحابي وعلمه ثم رجع، وفي صحيح مسلم كذلك يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله حتى ضربت ركبة على ركبة، وكان صلى الله عليه وسلم في بعض مواعظه يأتي بالحركات، كما ذكر لنا اليوم أخونا الشيخ خالد الدايل في مواقفه صلى الله عليه وسلم وذكر بعض حركات النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف أن هذا يسمى للأسف في علم الغرب (إثارة الإحساس)، كفعله صلى الله عليه وسلم عندما وضع يده في فمه وهو يتحدث عن الغلام الذي يرضع الثدي، عندما دحرج حجراً على رجله، هذا يسمى إثارة إحساس، يسمونه هناك في الغرب؛ لكن عندنا العرب ذكروا هذا ويسمونه: (براعة الاستهلال)، يعني هذا الحمد لله موجود في علمنا وثقافتنا الدينية.
فالشاهد أن هذا الأسلوب أسلوب الدعابة والفكاهة إذا لم يخالف الشرع ولم يخالف السنة وسمعه العلماء الكبار، وأنا أتكلم عن نفسي ولا أدري عن غيري، أنني أفرح وأستبشر عندما أتكلم بحضرة عالم أو طالب علم أو شيخ حتى قد أخطئ لأني أنا أعتبر من صغار صغار صغار طلبة العلم، ومع هذا أفرح، وأذكرعندما إنتقل الشيخ عائض القرني إلى الرياض،عملت وليمة ترحيبا بالشيخ، وكان الشيخ عبد الرحمن البراك والشيخ عبد الله بن جبرين، ومشايخ كثر، وكنت من ضمن المدعوين، فألح صاحب البيت في ختام هذه الجلسة أن ألقي كلمة، فأنا تحرجت، علماء وكبار طلبة العلم في الرياض؛ ولكن بعد الإلحاح، والشيخ عبد الرحمن البراك _متعنا الله ببقائه وعمره_ قال: لا تبخل، لا تبخل، فألقيت كلمة وكانت فيها الدعابة الكثيرة ففرحوا وضحكوا، وما ثرب عليّ _ولله الحمد أحد_ وأنا طلبت من المشايخ الموجودين منهم الشيخ البراك والشيخ عائض القرني، وغيرهم من المشايخ لا أذكرهم ، أنهم يبينوا إن كان هناك خطأ؛ والحمد لله أثنى الشيخ البراك ودعا، والشاهد أن هذا الأسلوب لا استطلقه؛ ولكن لا أنصح الإنسان الذي لديه التأثير وقوة الوعظ أن ينتقل إلى أسلوب قد لا يطابق عليه، وهذه قضية مهمة، بعض الناس يكون تأثيره قوي، لا يخفى علينا الشيخ الحماد بقوة وعظه، ولا يخفى علينا الشيخ سعود الشريم بقوة وعظه، الشيخ خالد الراشد، وغيرهم.. فلا نقول لمثل هؤلاء أنتم تبكون الناس لماذا لا تنتقلون إلى أسلوب كأسلوب فلان من الناس أنه يداعب الناس، لأن الله تعالى نص علينا بنص صريح: ((قد علم كل أناس مشربهم))، ويجب أن يتبين لها الدعاة، وأن لا تتكلف غير سجيتك التي أعطاك الله إياها، فإن الله سبحانه وتعالى عندما تكلم عن الأنبياء قاطبةً قال: ((فسبحان الله وما أنا من المتكلفين))..
لكن يبدو أن هذا الأسلوب هو أسلوب فطري نشأت عليه ؟
أنا في الحقيقة من زمن مضى كنت أجلس مع أصحابي أيام الطفولة كنت كما يسمونني (مضحك الجلسة)، أحب الدعابة والمرح، حتى والدتي تقول أنني ولدت بشكل عجيب، أنا ولدت بطريقة.. أنتم الحاضرين وأهل الرياض كلهم أنا أجزم أنهم لم يولدوا كولادتي، فولادتي بطريقة غريبة تقصها الوالدة إلى الآن وتتندر من قصتها؛ لأني الوحيد الذي أتيت مكيس، (أتيت معلب)، والحمد لله، إذا أردتم أن أكلمها الآن وتسمعون صوتها، تحدثكم بنفسها، قالت سبحان الله أتيت بكيس ورميناك في (التنكة) يستعملها الأولون، في الزبالة، كنا نظن أنك هذا الوسخ الذي يخرج من المرأة عند الولادة، فما هي إلا سويعات حتى صار يتحرك هذا الكيس، فلما فتحناه وجدناه (أبو عبد العزيز)..!!
للشباب طريقة خاصة بهم عند الدعوة فما يصلح للكبار لا يصلح بالضرورة لهم ماذا تقولون لمن يهتم بدعوة الشباب ؟
الشيخ الحمودي:
أنصح من يريد أن يروح عن الشباب أو يجلس جلسات يريد أن يدخل السرور على الناس أن يستخدم هذا الأسلوب، وأنا أنصح جميع الشباب الذين أعطاهم الله روح الطرفة والدعابة أن يتقربوا إلى الله بما أعطاهم من السرور.. لأن بعض الناس الآن يبعد الناس عن الله بسب ضحكاته ونكته، فأنا أنادي كل من أعطاه الله المرح في روحه أن يستغلها فيما يقربه إلى الله لا يستغلها في معصية الله، مثل من أعطاه الله صوتاً جميلاً فبدلاً من أن يغني يقرأ قرآن.. وبدلاً من أن يصدر شريط غناء، يصدر شريط قرآن..
مثلاً، إذا أعطاك الله صورة جميلة، لا تذهب إلى الأسواق لتغازل، عليك إذا وقفت أمام المرآة أن تقول: الحمد الله الذي أعطاني هذا الوجه الجميل، وإلا فإن الله قادر أن يجعل وجهك مشوه لا أحد ينظر إليك.. فتقول الحمد لله الذي جملني، ولا تعصي الله بهذا الوجه..
ويضيف الجبيلان:
لا شك أن أسلوب الطرافة والدعابة أسلوب ناجع عند الشباب ولكن هناك نقطة مهمة وهي أن بعضاً من الشباب ليس بمستقيم قد يكون مرح وضحوك ومبتسم طوال وقته فيهديه الله بسماع كلمة لأحد المشايخ أو موعظة فيستقيم ويتغير وتراه ينتقل 180 درجة، فترى الناس ينفرون منه، يقولون كيف كنت دعابة المجلس وحلاوة المجلس، وكنت مبتسم دائماً.. ثم منّ الله عليك بالهداية وفتح عليك، يعني دينك إلى هذه الدرجة يأمرك بأن لا تضحك وأن لا تبتسم.. بل بعضهم يظن أن الدين همّ وحزن وانقطاع عن الناس..
هذا يقودنا الى تهمة تقول أن الهداية فيها تقييد وتورث الحزن لدى من يسلكها ؟
الحمودي:
الهداية سرور وليست حزن، صحيح أنها حزن على ما فات من الذنوب والمعاصي؛ لكن هذا نور وضعه الله في قلبك، فلابد أن يشع هذا النور.. بعض الشباب يريد أن يضحك.. والله تعالى أضحك وأبكى، لما علم أعرابي أن الله يضحك قال: لن نعدم خيراً من ربٍ يضحك.. الناس الذين حولك يحتاجون دعابة، وذلك بما يقربهم إلى الله وبما لا يخالف الشرع، نريد أن نقرب الناس إلى الله؛ لكن لا يزيد ذلك على حده..
بعض الناس رغباتهم الداخلية تميل إلى الفرح، فنحن نأتي للناس من خلال معرفة النفسيات، فإذا كانت نفسيات من هم حولك عندهم روح الدعابة... خاصة الإنسان المبتدئ ومن عنده ذنوب ومعاصي، يريدك أن تنفس عليه وتفرحه وتسعده، لا أن تكتم عليه، هو يريد دين يضحك..
فإذا كان ذلك يقرب إلى الله، نستعين بالله ونقربهم إلى الله لأن الإنسان إذا قرب من الله قرب من السرور والخير والنور.
س: لكن هل أسلوبك أبو عبد العزيز وجدت له أثرا؟
الشيخ محمد بن عثيمين _رحمه الله _ وجد أثره لإنه كان إذا أتاه بعض الشباب يشكون للشيخ ان فلان ما استجاب وانه متعنت يقول كلموا الجبيلان لإن الشيخ يعلم أن هذا الأسلوب يفيد لبعض الناس وكان رحمه الله يسميني (المفتاح المشبرك ) .
س/ أنت ربما تختلف ياشيخ صالح حيث أنك تجيد الوعظ ، لماذا الوعظ بالذات؟
أنا من البداية كنت واعظاً.. لم أكن مهرج _ قالها ضاحكا _، لم يكن عندي أسلوب الدعابة كثيراً؛ لكن كما يقال الصاحب ساحب، وطبعاً لا أجيد كثرة الطرفة، والوعظ أحب إلى قلبي، وحقيقة أنصح أن لا يتكلف الداعية، لا تتكلف ما لا تجيد، تدخل في أشياء أنت لا تجيدها، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من بورك له في أمره فليلزمه"، الله بارك لك في الوعظ والتأثير على الناس فأفد الناس ولا تتكلف..
س/ مرت بكم قصص كثيرة هلا ذكرتم لقراء روائع شيئا منها ؟
الحبيلان:
كنت داخل طائرة فإذا شاب يغمز لفتاة، وكانت مع أبيها وكان كبيراً في السن ونائم، فصقعها بغمزة، وأنا بدخولي رأيت عيني بعينه كأنها لي، فدنوت منه فهمست في أذنه (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)، ثم ذهبت إلى مؤخرة الطائرة حيث كان الكرسي الخاص بي، وعندما جلسنا وربطنا الأحزمة جاء هذا الشاب، وكان الشيخ صالح بجواري، وقال: يا مطوع وش تقصد بكلامك؟ فقلت له هذا ليس كلامي هذا كلام الله تعالى هذه آية من محكم التنزيل، فقال: اعذرني يا مطوع أنا شاعر، فقلت: إيه.. شاعر.. أعطيتها غمزة علشان هي تغمز لك،
فأجلسناه بيننا وجعل الشيخ صالح يتكلم معه وأنا أتكلم معه وانشرح صدره وأعطيته رقمي وعنواني ورقم الشيخ صالح وعنوانه، وفوجئت بعد كذا يوم يتصل على الشيخ صالح ويقول أنا أريد الهداية وأريد الاستقامة، فخرج مع الشيخ صالح في رحلة دعوية فانبسط وانشرح صدره وفتح الله عليه..
هذا من المواقف التي شاهدناها أنا والشيخ صالح.. والمواقف كثيرة جداً.. لا سيما وأن الشيخ صالح عنده لقافة حقيقة.. ولكن هناك لقافة مذمومة ولقافة محمودة، اللقافة المذمومة: هي في ما يضرك في دينك ودنياك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، واللقافة المحمودة: هي توجيه الناس للخير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"،
وأنا أجزم جزم، والشيخ صالح يجزم معي أن أصعب دعوة عند الإشارات أو في الأماكن العامة قد لا يجيدها كبار الدعاة، لماذا؟ لأن الشيطان يبني أمامها حواجز وجسور.. لأنك ستفتح قلب هذا الشاب عند الإشارة، وإني لأعلم عشرات الشباب خلال عقدين من الزمان أنا والشيخ صالح، من تغير بسبب كلمة.. يأتيك بعد مدة ويقول أنا تأثرت بسبب كلمة في يوم كذا وكذا.. وأذكر أني دخلت وزارة من الوزارات أريد أن أقضي مصلحة وفوجئت أن رجلاً ذا مقام ومنصب يعانقني ويقبل رأسي هو أكبر مني في منصبه وقيادته، قال: يا شيخ ما تعرفني؟ قلت: لا والله ما أعرفك. قال: أنا كنت في الثانوية طالب لاهي غافل وكانت محاضرتك أنت والشيخ صالح وبدعابتك وأسلوبكم المبسط لنا أحببنا الخير وسلكنا طريق الهداية ومنذ ذلك الحين ونحن على ذلك وها أنا كما ترى في هذا المنصب، كما يسمونه إداري ومرشد ديني، قلت له: متى كان ذلك؟ قال: عام 1413هـ، وهذا الكلام كان عام 1424هـ، يعني قبل ثلاث عشرة سنة أو أربع عشرة سنة..
الحمودي:
يوجد كلمة عند الشباب يقولون: "قدام للدقة والهجة"، فحولناها في المقام الصالح "قدام للدين"، فكنا نقول: يا شاب ما نبي قدام للدقة والهجة، نبي قدام للدين، فجاءني أحد الشباب وقال أنه تأثر بهذه الكلمة..
س/ هل لديكم أولوية من ناحية المتلقين أم أنها دعوة عامة؟
الجبيلان: دعوتي عامة.. وأي أحد يأتيني أدعوه..
الحمودي: أنا بالنسبة لي الأولوية للشباب لأن هذه الأمة أمة شباب، والتقبل عند الشباب غالباً أكثر من الكبار..
س/ هناك من ينتقدكما بشدة خاصة من ناحية طريقة الدعوة التي تنتهجونها؟
الجبيلان:
النقد وراد على كل شيخ، على كل داعية وكل مصلح، وكما قال مد الله في عمره الشيخ سلمان العودة: إذا أردت أن لا تنتقد فضع سريرك في البيت واستلق على ظهرك فلن ينقدك أحد، وأن أقول حتى لو جلست في البيت لوجد من ينقدك، هذا جالس في البيت هذا كسول هذا كذا وكذا.. فالنقد وارد ولن تستطيع أن ترضي الناس؛ لكن إذا وكلت أمرك لله سبحانه وتعالى وأقنعت نفسك في هذا الأمر ثم استشرت العلماء وأهل العلم، فهؤلاء الحمد لله هم من تقوم بهم الحجة..
وأي أسلوب وأي داعية لا بد أن ينقد كائناً من كان، ولكن من كان عنده دليل من الكتاب والسنة ويرجع إلى العلماء ولا يكابر برأيه..
هل من كلمة توجهونها للرائعات..؟
نقول للرائعات أنتن رائعات بجمالكن الحسي والمعنوي جمال الدين والخلق والمرأة جمالها حياؤها وخلقها.. فننبه هؤلاء الرائعات إلى أن ينتبهنَ لهذه القضية، وأن روعتها في حشمتها وتسترها وأدبها وعفتها.. وأن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أمر المرأة بالحجاب والتستر والعفاف، فقال: ((ولا يضربنَ بارجلهنَّ ليعلم ما يخفين من زينتهنّ))، وقال: ((وقلن قولاً معروفا))، وقال: (( وجاءت إحداهنَّ تمشي على استحياء))، كل هذه الآيات تصف حياء المرأة وعفتها، ونرى أن القرآن أحاط المرأة بهذا السياج، كيف تمشي؟ علمها القرآن، كيف تتكلم؟ علمها القرآن، كيف تتستر؟ علمها القرآن.. كل دولة تريد أن تحمي ملكها تضع سياج أمني بري وبحري وجوي، وكذلك هذه المرأة لأهميتها في الشريعة جعل الله لها سياج أمني قوي يحميها في مشيها في كلامها، في قربها من الرجال، حتى في الصلاة حيث أمرها الله بالبعد الكلي عنهم،يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها"، لماذا لتكون في السياج الأمني البعيد جداً عن الرجال، وهذا وإن رأى بعض الذين ضعف دينهم وقد علمهم بالشرع ضعفاء النفوس أنه تأخر وأنه عدم مساواة هم نقصوا من حق المرأة وإلا فالشريعة جاءت لترفع شأن المرأة.. فالمرأة هي أول من نصرت الإسلام، أول من نصرت الدعوة امرأة وهي خديجة رضي الله عنها.
فنقول لهذه الرائعة حافظي على هذا السياج الأمني الذي أحاطك الله به، وكوني كنساء الصحابة وبنات الصحابة، بل وحتى أمهاتنا وجداتنا، تجدها عجوز طاعنة في السن بلغت السبعين والثمانين وتستحي إذا رأت رجل غريب أن تخرج كف يدها، لماذا؟ لأنها تربت على الحياء والعفة، فيجب على المرأة أن تأخذ برنامجها الديني وحياتها الدنيوية من هذه الشريعة..
س: ماذا قدمتم للأطفال؟
الجبيلان:
أنا بصدد إعداد شريط للأطفال في إحدى المدارس لاسيما في الصفوف الأولية صف أولى وثانية وثالثة لأن كثير من الدعاة والمشايخ يتعذرون من الدخول عليهم فيقولون ماذا نقول لهم.. أما أنا فالحمد لله بتوفيق الله وبفضل منه وفتح علي بالدخول على هؤلاء الصغار آن آتيهم في المدارس وآنس بهم وينشرح صدري ولي أسلوب سأسجله على شريط فيديو حتى يطرح كأسلوب دعوي للأخوة الدعاة من الذين لهم رغبة بالدخول على هؤلاء الصفوف ولكن ليس عندهم الآلية التي يدخلون بها والحمد لله أنا عندي آلية وعندي طريقة فتح الله علي بها ولا أستطيع أن أشرح الطريقة لأنه ستنزل إن شاء الله على شريط فيديو لأن هذه الصفوف الأولية لا نستطيع أن نصل إليهم بالصوتيات بالكاسيت فقط، لكن يحتاج إلى صوت وصورة.. لذلك جعلناها على شريط فيديو..
الحمودي:
نقول للأطفال: أبناؤنا ننتظر فلاحكم، أبناؤنا ننتظر نجاحكم.. أبناؤنا خيركم من تعلم القرآن لا من تعلم البلايستيشن، خيركم من نجح في دينه وبر والديه، أبناؤنا أنتم لستم طلاب ابتدائي ولا طلاب متوسط ولا طلاب ثانوي، أنتم طلاب جنة.. وطالب الجنة لابد أن يكون مجتهد وأن يكون مجداً، وأن يؤسس حياته ويبني حياته على ما يرضي الله.. أبناؤنا الله الله في طاعة الله ننجح في الدين ولا نكون بليدين في الصلاة ولا نكون بليدين في بر الوالدين، أسأل الله أن يقر أعين أبائكم وأمهاتكم بكم ولا يخيب تعبهم فيكم..
س/ قلت أنك ستسجل شريط فيديو للصغار.. فهل تستند على فتوى شرعية في ذلك من ناحية اباحة التصوير ؟!!
سئل الشيخ بن عثيمين في المسجد الحرام فقال كنت أرى أنها لا تجوز لكن عندما تبين لي وبين لي الإخوان أنها لا بأس فيها تسجل فيها المحاضرات والدروس العلمية والرحلات العائلية إذا كانت تخص الأطفال والرجال فلا بأس.. أما النساء فلا يجوز شرعاً..
وتابعونا في الجزء الثاني من الحوار :
الحمودي : أعتذر لو فتحت جوالي لأصبحت مأمور سنترال !!.
الجبيلان : عندي طريقة خاصة في العناوين !!!
حوار مع الشيخ سليمان الجبيلان والشيخ صالح الحمودي
(الحلقة الثانية)
عنـاوين
الشيخ الجبيـلان:
• يحكي قصة التوبة عبر الجوال ولحظات الانتحار..
• بنجلاديشي عند الإشارة سألته ما اسمك؟ قال (تميس)
• من حسن ظنه طاب عيشه..
• الجوالات تنشر البدع..
• نأخذ العناوين والعبارات من الجدران ومن الشباب التائبين
• ليكن شعار الداعية ((وما أسألكم عليه من أجر...))
الشيخ الحمودي:
• نفرح بظهور من يدخل السرور على المسلمين وليست حقوق الطبع محفوظة
• الدنيا إذا دخلت في الدعوة أفسدتها كما يفسد الخل العسل
• أعتذر.. لو فتحت جوالي لأصبحت مأمور سنترال..


مقدمة:
كل من يريد أن يصل إلى قلوب الناس وأفهامهم سواءً كان مدرساً أو مربياً أو مصلحاً أو داعيةً تجده يتحرى ويبحث عن آلية أو أسلوب يمكنه من خلاله جذب الإنسان المستهدف والتأثير عليه ليفتح قلبه ويحضر ذهنه ويصغي سمعه ويركز باهتمام، فيكون مستعداً لفهم الدرس واستيعاب المعلومة وإدراك الفائدة وتقبل النصيحة..
فمن الدعاة إلى الله من جبله الله على الأسلوب المتميز ووهبه الفطنة والمعرفة بأحوال الناس ونفسياتهم والأبواب التي توصل إلى قلوبهم فنفع الله بهم كثيراً من عباده.. ومنهم من كان أسلوبه جافاً بعيداً عن القلوب شديداً على النفوس أو أنه تكلف ما لا يجيد فكان عمله قاصراً ونفعه محدوداً..
ولأنك تجد أصنافاً من الناس لا يجدي معهم الوعظ والترهيب.. ولا ينفع معهم التذكير والتخويف.. ولشدة إعراضهم وقسوة قلوبهم قد يعرضون عن الذكر.. فحينئذٍ لابد لهم من مفاتيح من نوعٍ آخر..
كان لـ(روائع) شرف اللقاء بهذين الشيخين الجليلين والداعيتين الكبيرين، اللذان يعدان منذ عقدين من الزمن من رموز الدعوة، وعلمين من أعلام التربية والأخلاق، ورائدين من رواد النصح والتوجيه في أوساط الشباب.. وممن لهم في الساحات الشبابية صولات وجولات.. تجدهما يرشدان في المدارس والمخيمات.. ويوجهان في المراكز والرحلات.. وينصحان في السجون والمستشفيات.. ويدعوان في الشوارع والإشارات.. ولا يفوتهما الشباب في الأرصفة والتجمعات.. عُرفا بخفة الروح واشتهرا بروح الدعابة والطرفة والدخول على قلوب الناس بأسلوب جذاب، وجمعا بين الكلمة الصادقة والابتسامة الرائعة والترويح عن النفس المباح؛ فأحبهما الشباب وفتح الله على بعضهم بالتوبة النصوح والعودة إلى طريق الخير وسبيل الهداية..
لن نطيل في المقدمة فنزاحم مساحة اللقاء.. ففيه تجدون حديثاً رائعاً ممزوجاً بروعة الإلقاء.. وكلمات من عسل وليست من حروف.. وكلام جميل يعكس جمال القلوب.. فلنبحر معهما في قارب المرح والسرور.. فإلى هناك:


نود أن تذكروا لنا بعض مواقفكم الدعوية عند الإشارات؟
الجبيلان:
بنجلاديشي في إحدى الإشارات سألته صديق إيش اسمك؟ قال: اسمي تميس.. قلت له: الله يرزقك صحن فول.. فانبسط وقعد يضحك، وقال انت مطوع كويس...
كنا يوم من الأيام في الطائف ومعنا الأخ أحمد حجازي، فإذا بشاب ذي شخصية واقف عن الإشارة؛ ولكن بنظرتي إليه وجدت عليه بعض الهم والغم فقلت اسلم عليه، فسلمت عليه، فقال: تبي شيء يا مطوع، فقلت: أبي اسلم عليك، نسلم على هذا الوجه.. الله يزوجك قل آمين.. فقال: لبق يا مطوع لبق.. الأخ الذي معنا الله يهديه، استعجل ما وقف، ولعت الإشارة ومشى، فأراد الله أن ينتهي البنزين من السيارة وانطفت، يوم طفت وقفنا.. والأخ الذي كان معنا كان فكره أضعف من فكر الشيخ صالح، الشيخ صالح كان فكره أقوى في توجيه الشباب للخير والدعوة، فنزل الشاب وسلم علينا ويعانق الشيخ صالح، فقلنا له تقدر تخدمنا؟ قال: أبشروا، فذهبنا معه نحضر بنزين للسيارة، فأركب الشيخ صالح قدام وركبت أنا وراء فصرنا نتكلم معه حتى محطة البنزين فزاد إيمان الشاب، عبينا بنزين ورجعنا، ولما رجعنا ونزلنا عند السيارة وعبينا البنزين عانق الشيخ وقعد يبكي.. شاب يقارب عمره الخمسة والثلاثين سنة، قال: أنا عندي بيت في الطائف عندي بيت بمكة عندي بيت بجدة يعني دنياي حلوة؛ لكن ديني خربان، لم أجد سعادة في الحياة أنا مليت.. قال الأستاذ أحمد الذي كان معنا وهو مدرس في أولى ابتدائي، يقول أنا تعلمت الصبر 21 سنة وأنا أدرس أولى ابتدائي، قلنا كيف تعلمت الصبر؟ قال: كانوا يعطوننا صواريخ أرض أرض وكنت أتحمل، فضحكنا معه، الشاهد ذهبنا مع هذا الشاب، وحضر الجلسة بعد المغرب وبعد العشاء وتأثر، وذهب مع أخينا أحمد إلى مكة وأدى عمرة.. وكان دائماً يتصل بي ويقول أبشرك الشاب ذاك الذي عند الإشارة ما زال في طريقه إلى الخير، بسبب ابتسامة وكلمة عند الإشارة، مع أخينا فضيلة الشيخ صالح..
الحمودي:
الله خلق الإنسان محتاج مهما بلغ الإنسان فهو فقير إلى الله الوزير أمام الله فقير الأمير أمام الله فقير، كل الناس فقراء إلى الله، بالمال تشتري السرير؛ لكن ما تشتري الراحة، الراحة عند الله، راحة الأبدان عند الواحد الديان، ((وإن من شيء إلا عندنا خزائنه))، بالمال تشتري الدواء؛ لكن ما تشتري الشفاء، بالمال تشتري البيت؛ لكن ما تشتري السعادة، فلابد أن يكون الإنسان مرتبط بالله، وأن يعرف أنه محتاج إلى الله سبحانه، ليل نهار محتاج إلى الواحد القهار، من ضيع أمر الله ضيعه الله..
أخي الشاب: تريد رزق أطع الرزاق، تريد غنى أطع الغني، تريد الشفاء أطع الشافي، تريد حماية أطع القوي المتين، الله قادر على حفظ السماوات والأرض قادر أن يحفظك، فاحفظ الله يحفظك،

كنتم قبل فترة أنتم المسيطرون على الساحة تقريباً.. من ناحية الأشرطة والمحاضرات والدعوة؛ لكن الآن خف البريق نوعاً ما، فهل يرجع السبب لظهور دعاة آخرين نحو نفس المنحى وهو الدعابة والطرفة.. أم أنه كبر السن والانشغال؟
الحمودي:
أولاً: نحن نفرح بظهور من يدخل السرور على أبناء المسلمين مثل: الشيخ سعد المحيميد، عبد الكريم المشيقح، نفرح حقيقة عندما نسمع مثلاً (أبو زقم) سلطان الدغيلبي، فليست حقوق الطبع محفوظة، وليس لنا فضل، الفضل لله؛ لكن إن شاء الله نجدد العهد ونحاول كل فترة وفترة نرى ما الذي يجعلنا نبتعد عن بعض من مشاغل وارتباطات، نحاول نلغيها بقوة الاتصال..
الجبيلان:
نحن كنا نصدر أشرطة متتابعة، فاقترح علينا بعض الأخوة أن يكون هناك فارق زمني بين الأشرطة ليكون أكثر جذب للناس وأرغب للشباب وهذه طبيعتنا نحن البشر، إذا جاءت فاكهة إلى السوق أول مرة ترى الناس يرغبونها، فإذا تتابعت في السوق قل الإقبال عليها، وكلام الدين فواكه حقيقية.. وثمار يانعة.. فالاقتراح أن ننزل كل أربعة أشهر شريط أو ثلاثة أشهر، فينزل في العام ثلاثة أو أربعة أشرطة في المناسبات في رمضان وفي الحج والأعياد..
ما هي الأشرطة التي تعتزون بها وترون أنها فعلاً خدمت الساحة الدعوية؟
في عام 1413هـ صدر لنا شريط (ابتسم فأنت في جدة)، كان له تأثير حتى على مستوى المسئولين، وحتى أن أهل المنطقة استغربوا من هذا الاسم فكان الحضور كثيراً جداً.. وإلى الآن نرى بعض التسجيلات ينسخونه ويبيعونها،
(طنش وعش)، (فكر واشكر) كاست وفيديو، (لا تشيل هم)، وسيصدر (الفاضي يعمل قاضي)، (روح القلوب)، (الناجحون الراسبون) للطلاب، نود أن توزع على الطلاب فننصح الطلاب بسماعه.. معنا فيه الشيخ خالد، وسلطان الدغيلبي، وعلي الألمعي، ومغسل الأموات أبو.............
يلاحظ الانتقائية في عناوين المحاضرات والأشرطة، كيف يكون ذلك؟
الانتقائية في العناوين حقيقة كلمات تجذبنا مثلاً عنوان (ابتسم فأنت في جدة) لاحظنا هذه العبارة توضع على جميع المدن فاخترنا هذه العبارة وقلنا للناس ابتسم فعلاً.. فاختيار العناوين كلمات تجذب النفس، ابتسم فأنت في جدة، طنش تعش، وهذه عبارات يكتبونها الطلاب في جدران المدارس، ونحن نذهب إلى المدارس فنلقي المحاضرات فهم يعرفون هذه العناوين لكثرة ما يرونها على جدران المدارس، فكثيراً ما نختار عناوين محاضراتنا من واقع الشباب الذين نتحدث إليهم، وكذلك عنوان (لا تشيل هم) تراه على الجدران، فنختار العناوين من واقع الناس، فكل ذلك من باب الجذب.. وكعبارة (اتصل نصل) الذي يكتبها أصحاب المتاجر والمطاعم، فنجعلها اتصل نصل للدين، وقد يكون العنوان من الكتاب أو السنة أو أقوال السلف، كعنوان محاضرة (رواح القلوب) –وهي محاضرة جديدة لي مع الشيخ صالح- فهو مأخوذ من كلام أبي الدرداء عندما قال: ( روحوا القلوب فإن القلوب إذا كلت ملت وإذا ملت علت).. فهذه عبارة من كلام السلف، والمحاضرة كانت عن الترفيه وإدخال السرور والمباح من المزاح، وحديث أنس عند البخاري: "ساعة فساعة"، فاقتبسناها في هذه العبارة..
هل حصل أن شاركتم في برامج في قنوات فضائية كثنائي؟
الحمودي: شاركنا خارج المملكة في عدة برامج، شاركنا في قطر، وشاركنا في القناة الرياضية، وشاركنا في إذاعة القرآن الكريم، وكذلك في تلفزيون السودان..
الجبيلان: شاركنا في عدة قنوات فضائية داخل وخارج المملكة، ونحن نرى أن هذه القنوات كما قال اليابانيون: اعطني شاشة أصلح بها شعباً، وللأسف أن هذه القنوات صارت ضرراً على كثير من الأمة الإسلامية، وما يحصل من تبرج وسفور في هذه القنوات ضرر واضح وبين على الأمة.. وفي هذا الموضوع قلت بيتاً من الشعر، ولست بشاعر؛ ولكن قريحتي ثارت عندما شاهدت في أحدى الجرائد وأنا في الطائرة ما لا يقل عن سبعة إعلانات عن الأفلام الجديدة التي ستعرض، ورأيت هذه الصور التي وضعت في المجلة فضاق صدري وقلت:
نقم الحياة على الشباب كثيرة وأشـــــــــــدهنَّ تبــــــرج النســـــــــــــــوانِ
وأشـد مــن هــذا وأنكــى قسوةً فلــم تـــــراه عـــــــــاري الســـــــــــــاقانِ
العبارات التي تجذب الشباب من أين تأخذونها؟
نأخذها إما من مدمن مخدرات، أو من الجدران أو من الشباب التائبين، أو من دورات المياه أعزكم الله، فأنا إذا دخلت مدرسة لإلقاء محاضرة أدخل دورات المياه لا لشيء إلا لأنظر الكتابات الموجودة عليها لأعرف انطباعات الشباب وتوجهاتهم..
وبعض الأغاني نأخذها من الجرائد أو المجلات، ومن الجدران ومن بعض الشباب الذين سلكوا ذلك الطريق ثم فتح الله عليهم بالتوبة..
الجبيلان: عن الجوال..
لم أر في التسجيلات شريط تخصص في الكلام عن الجوال إلا شريط الشيخ سعد البريك وكان كلا ماً عابراً، أما شريطي الذي تكلمت فيه عن الجوال فقد فصلت فيه ولقي قبولاً وصيتاً في المملكة وبعض الدول العربية.. والجوال جهاز مدمر وكم من أسرة هدمت بسبب هذا الجوال، وفي المقابل هو جهاز معمر فكم من عمر من أسرة وكم دل إلى الخير.. وهناك قصة، كنت أنا والشيخ صالح الحمودي كنا في منطقة في الشمال مسافة مائة وخمسين كيلو وكان عندنا موعد في باريس في فرنسا لإلقاء محاضرة فقلنا انظروا إذا كانت المنطقة فيها إرسال سنلقي المحاضرة، والحمد لله عندما خرجنا من المنطقة.. وضعنا الجوال على شبكة السيارة وكان الشيخ يلقي وكنا نسمع ضحك الشباب الذين في باريس، تصوروا في باريس ونحن في قرية من قرى الشمال، بفضل الله ثم هذا الجوال..
لذلك أنا أستغل الجوال في الدعوة فأي رسالة حب وغرام تأتيني أحولها إلى رسالة حب الله والدار الآخرة..
وأحذر من البدع التي تأتي عبر هذا الجوال، فإن الجوال صار في بعض الأحيان ينشر البدع، قد تقول كيف تنقل البدع عبر الجوال؟ نعم، عندما تأتيك رسالة وتقول لك: قل: لا إله إلا الله عشر مرات، أو عشرين مرة، وفي ذمتك وفي رقبتك توزعها على خمسين واحد، هل أنت مشرع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يجوز لأحد أن يشرع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الله تعالى أنكر على الذين شرعوا من غير دليل فقال: ((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله))..
بأي دليل تلزمني أن أقول لا إله إلا الله عشرين مرة، و تلزمني أنها في ذمتي وفي رقبتي أوزعها على خمسين واحد، فأنت كلفتني وأمرتني بما لم يشرعه الله ورسوله، هذه من البدع التي تنقل عبر الجوال، وبعض الناس يغفلها ويمكن أن بعض أهل الخير يقرأ الرسالة ويرسلها لغيره..
هل تتلقون رسائل ومكالمات من شباب تائبين أو يريدون أن يصلوا إلى طريق التوبة؟
الجبيلان: أنا أتلقى يومياً ما يقارب مائتين إلى ثلاثمائة رسالة، والمكالمات لو لم أغلق الجوال....
وبالمناسبة يعتب بعض الإخوة المتصلين على المشايخ أنهم لا يردون دائماً، وأنا أقول لهؤلاء أن المشايخ مشغولون إما في دروس لتعليم الناس أو تحضير أو قضاء حاجات أهلهم فهم بشر كغيرهم من البشر، والمشايخ الذي نعرف عنهم أنهم يجعلون أوقات لاستقبال المكالمات الشيخ الفلاني من الساعة كذا إلى الساعة كذا، والشيخ الفلاني من الساعة كذا إلى الساعة كذا.. فهناك أوقات يخصصها المشايخ للرد على جوالاتهم واستماع الاتصالات والاستفسارات.. أما أن نعتب على المشايخ ونزعل من المشايخ فهذه قضية خطيرة.. وبعض الأخوة يظنون ظن سيء بالدعاة.
لذلك أن من الناس الذي لا أفتح جوالي دائماً، لأني لو أفتحه دائماً لما سكت، برغم أني لست مفتياً، اللهم إني واعظ ومذكر، ولحب الناس لمن يوجههم إلى الخير يتصلون بمعدل ثلاث دقائق، ماذا أصنع؟ نغلقه أو نجعله على الصامت، أو نخزن بعض الأرقام التي قد تهمنا ونرد عليها والباقين نجعل لهم وقت آخر..
الحمودي:
أما أنا بالنسبة لي أقول للإخوة أن لا يزعلوا عليّ.. وأقدم اعتذار للإخوة الذين يتصلون عليّ ويجدون الجوال مغلق أرجو أن يعذروني.. وأود أن أرد على كل اتصال؛ لكن الوقت لا يسعفني.. فلو أني أرد على كل واحد لصرت مأمور سنترال
الحمودي يقول: أنا لست مأمور سنترال..
والجبيلان يعتذر عن طلبة العلم والمشايخ..
يقولون في المثل: (خوي العاقل مستريح وخوي الجاهل........)
يعني لما يكون الذي يتصل عليك عاقل يعذرك، ويقبل عذرك، ومن حسن ظنه طاب عيشه، أما الذي لا يعذرك هذا يتعبك، وتتعبه.. فبعضهم عندما يتصل مرتين أو ثلاث ولا ترد يرسل برسالة أنت من المشايخ كذا وكذا وأنت وأنت.. طيب يا أخي نحن بشر نتعرض لما يتعرض له البشر في بعض الأوقات يصير الواحد منا ليس مرتاح ذهنياً وليس مستعداً نفسياً للحديث مع الناس.. لأني أحب أن أرد على المكالمة وأنا مرتاح حتى أريح المتصل لأن بعضهم قد يكون عنده مشكلة أو يكون مهموم.. فكيف أنفس عنه وأنا في هذه الحال..
الجبيلان:
وبالمناسبة أنا مررت بمثل هذا الموقف كان عندنا حالة وفاة واتصل علي شخص وكان ردي حقيقة فيه شيء من العجلة والحزن والشدة، فهذا الرجل بعد جاءني عنه كلام فعندما تتبعت الخبر فقلت له هل أنت تدري بحالي عندما كلمتك؟ قال لا، قلت له لو أقول لك الحالة ترضى؟ قال: أيش الحالة؟ قلت: فلان كان في حالة وفاة وكنت أنا عنده، فانصدم هذا الرجل.. فكما ذكر الشيخ صالح أنك إذا اتصلت بأحد المشايخ كائناً من كان أو داعية من الدعاة وقد يكون قد شد أو كذا فأنت عليك أن تحسن الظن بأخيك المسلم قال الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم))، وهنا عبارة توضع بالخط العريض: من حسن ظنه طاب عيشه
فكل من يكلم على الجوال سواء من الدعاة أو طلبة العلم، حتى من الأقارب حتى أنت أيتها المرأة وأنت أيها الرجل أذا اتصلت على البيت المرة والمرتين والثالث فلم يردوا فظن الظن الحسن كأن يكون على الصامت، وإن كان مغلق فقد يكون سقط على الأرض فقفل.. لا تكن حساس فإن الحساس في الحياة متعب ومرض الحساسية خطير ومنتشر.. وكما أن هناك أنفلونزا في الطيور فلا نريد أنفلونزا في المعاملات.. بل وإني أعرف أناس قد افترقوا وتخاصموا وتباغضوا وتشاحنوا بسبب هذا الجوال.. بل وحوادث السيارات.. أخبرنا بعض المغسلين أنهم غسلوا عدد من الأموات سبب موتهم مكالمة على الجوال في الخطوط السريعة.. فلا تستخدم الجوال في الخطوط السريعة.. الجوال سبب خير وسبب هداية كما أنه سبب شر وظلال..
وختاماً أذكر لكم قصة الهداية..
أثبت لك فضل هذا الجوال إذا استخدمه طلاب العلم والدعاة في ما ينفع الناس.. أذكر هذه القصة: كنت أنا والشيخ حسن بن قعود والشيخ عصام العويد منتقلين من قرية طريب إلى خميس مشيط في الجنوب، وكان الجوال يرن بالرسائل والمكالمات والاتصالات ولا أرد، تأتي الاتصالات متتابعة ولا أرد.. وعندما وصلت إلى المكان الذي نتعشى فيه وصلنا إلى المطعم قال المشايخ يا شيخ رد كما تأتيك من اتصالات ورسائل ولا ترد.. فقلت أنا معكم ولا أريد أن أقطع حديثي معكم.. فقالوا ولو.. فلما فتحت الرسالة كان مكتوب فيها: لماذا يا شيخ لا ترد الآن سأنتحر إن لم ترد.. فرديت وفتحت الاسبيكر والمشايخ يسمعون فقال أنا شاب طفشت ومليت وسأنتحر.. فقلت له ليش تنتحر يا أخي اصبر سآتي أنتحر أنا وياك.. وكانت المنطقة الذي أنا فيها بعيدة بيننا حولي 600 كيلو.. فقلت له اتصل لي غداً.. فقال تنكت، قلت لا ما أنكت.. اصبر شوية شوية.. تبيني أنكت أنكت أعطيته نكتة فضحك فقلت له وسع صدرك وسع صدرك ياخي.. قلت له: إش اسمك؟ قال: اسمي شارع، فقلت: الله ينورك،- ما قلت الله يزفلتك، واحد قال اسمه خالد قلت خالد في الجنة إن شاء الله، واحد قال لي اسمي مفسوخ، قلت الله يلبسك، -الشاهد اعطيته كم نكتة فضحك وانبسط، فقلت له شوف يا حبيبي يوم انشرح صدرك، باعطيك اسم واحد عندك في منطقتك تقول له مرسلني الحبيلان، تروح لمه، فإذا قال لك تروح معاه عمرة مكة والمدينة فلا تتأخر.. وفعلاً راح إلى الأخ هذا الموجود في تلك المنطقة وقال له مرسلني الجبيلان وراح معه ويومين وثلاثة وأربعة والمدينة ومكة بعد ثلاثة أشهر تقريباً أو شهرين ونصف اتصل علي وقال عرفتني يا شيخ عرفتني؟ فقلت: لا والله ما عرفتك، قال: أنا الذي اتصلت عليك يوم كنت في المطعم وكان معك بعض المشايخ وأرسلت لك أني سأنتحر وأرسلتني إلى فلان.. فقلت: حياك الله بشر، قال: أبشرك رحت معه وهداني الله.. والآن آنا مؤذن في الصناعية وأسلم على يدي اثنين فلبينيين.. ذلك بفضل الله وبواسطة هذا الجوال.. لذلك نقول الجوال معمر والجوال مدمر.. الجوال مصلح والجوال مفسد.. الجوال يهدي إلى الخير، والجوال يجر إلى الشر..
على كثرة السفر والمشاغل كيف تستطيعان التوفيق بين الدعوة وبين الأسرة والمنزل؟
الحمودي:
أنا والله الحمد زوجتي متفهمة للوضع وأبين لها دائماً أنها تشاركني في الدعوة كما أن خديجة رضي الله عنها شاركت الداعية الأول صلى الله عليه وسلم فنحن نسير على نهجه صلى الله عليه وسلم، وأنتِ عندما تتنازلين عن بعض الأوقات الذي لا أكون موجود فإن شاء الله تكوني مشاركة لي فقد نكون في سبب هداية إنسان فنتشارك في الأجر.. وإذا رجعت أخبرها ماذا فعلت وقابلنا ناس يحبون الخير ويحبون الذكر.. والإنسان طبعاً لن يبدع خارجاً إذا لم يكن مرتاح داخلياً، إذا كان عنده زوجه تعينه يستطيع أن يواجه الناس ويعطيهم خير، أما إذا كان داخلياً منها وعنده مشاكل فلن يبدع، فالحمد لله أشعر أن أم محمد تعيني على الخير وأقول لها إن شاء الله أنها سترى أثر ذلك صلاحاً في أولادها.. فمن تسبب في هداية الناس الله يهدي له عياله، ومن أعانت زوجها على الخير تبشر بالخير.. وأنا أقول لأم محمد نريد بيتنا أن يكون مركز للعالم لتعليم الدين يأتيه الدعاة والداعيات من كل مكان ويفرح الإنسان عندما يكون بيته مركزاً للدين لأن بيوتنا ليست مجرد فنادق أكل وشرب ونوم، لا بل نريد أن تكون عامرة بذكر الله ويأتينا الدعاة فيذكرون في بيوتنا..
الجبيلان:
أما أنا في الحقيقة أقول الحمد لله ومن توفيق الله سبحانه وتعالى أني أحاول أن أعوض بعد مجيئي أغيب يومين أو ثلاث أو أقل أو أكثر فإذا رجعت أخصص وقت لأولادي لقضاء حوائجهم وكذلك أعطيهم الأخبار.. وكذلك لا ننسى كما ذكر الشيخ صالح أن خديجة رضي الله عنها كانت أول من أعانت الداعية الأول صلى الله عليه وسلم، فكذلك أم محمد زوجة الشيخ صالح وأم عبد العزيز زوجتي لها فضل في إعانتي على الدعوة كذلك عند ذهابي وسفري أنها تحتوي أولادي فهذا أصل أمنا والحواء من الاحتواء يقولون هذه حاوية طعام.. وأستطيع أن أقول أني قطعت مشواراً طويلاً من الدعوة وذلك بفضل الله ثم بفضل أم عبد العزيز..
شاهدناك قبل هذا اللقاء وأنت ترتدي "العقال" مع أن بعض الدعاة يتحرج من لبسه..؟ ما قولك في ذلك؟
أما صورتي التي ترونها بالعقال في هذه المجلة -جزى الله القائمين عليها كل خير وأثابهم على جهودهم ونشر هذا العلم - فإن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في أحد دروسه سئل عن العقال في إحدى فتاويه وكان أمامه شخص يلبس العقال فأخذه فلبسه ثم قال السؤال الثاني، أي انه أجاب عن السؤال ليس باللفظ وإنما بالفعل، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم –والعلماء ورثة الأنبياء- عندما كان يوم عرفه ومن صباحه لم يتناول شيء حتى صار بعد الظهر والنبي صلى الله عليه وسلم على بعيره وهو لم يتناول شيء فقالوا: صائم صائم فطلب النبي صلى الله عليه وسلم قدح من اللبن وقيل من الماء فشربه فعلم الناس أنه ليس بصائم.. فجاءت فتوى النبي صلى الله عليه وسلم عملية..
فالشيخ ابن عثيمين جعل هذه الفتوى عملي عندما سئل وقيل في السؤال: ما حكم لبس العقال ونرى بعض الأخوة إذا تغير واستقام والتزم بالدين فسخ العقال..؟ فأخذه ولبسه مباشرة..
كثيراً ما يلاحظ الفتور عند بعض الدعاة.. ما أسباب ذلك..؟
الداعية أياً كان وهو سائر في مشوار دعوته تأتيه صوارف كما قال ابن القيم وهذه الصوارف تختلف.. والذي يتتبع سبيل الدعاة ولاسيما الأنبياء والرسل يجد أنه تأتيهم صوارف إما صوارف مدح أو صوارف ذم، إما صوارف منع أو صوارف عطاء، فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما بدأ دعوته جيء له بالعروض والترغيب وقالوا يا محمد نعطيك من أموالنا ما تشاء لتكون أغنانا.. نزوجك من نسائنا أجملهنّ.. وإن أردت جاه نصبناك علينا وأعطيناك المنصب.. وإن كان فيك شيء من المرض عالجناك، فعرضت عليه أمور الدنيا فقال لا أريد منكم إلا كلمة واحدة تدين لكم بها العرب وتدفع لكم العجم الجزية.. فأي داعية تأتيه صوراف..
فهذا الداعية الذي فتر أتته من تلك الصوارف إما أمور دنيوية من تجارة أو زواج أو انشغال في بعض شؤون الحياة، أو قد تكون زوجته شديدة فتعارضه وتشدد عليه وقد تصل إلى درجة أن تقول له إما أنا أو الدعوة فيختارها على الدعوة والصوارف كثيرة..
ومنها أن يهتم بالناس أكثر من نفسه، كثير من الدعاة يهتم بكلام الناس ولا يهتم بنفسه وعباداته.. فكم من الدعاة حريص على دعوة الناس؛ لكن تجده يتأخر عن صلاة الفجر تفوته الركعة والركعتان لا يحافظ على ورد يومي من القرآن، لا يحافظ على أذكار الصباح والمساء، فكلنا مقصرون، لكن كيف تعطي غيرك وأنت لم تتزود فلذلك لابد للداعية من زاد يومي يحافظ على تكبيرة الإحرام يحافظ على أذكار الصباح والمساء قراءة جزء يومي من القرآن صيام ثلاثة أيام من كل شهر بر والديك.. يجب أن يكون قريب من والديه من أجل أن يدعون له ويسألهم دائماً أن يدعون له بالتوفيق والسداد، وأن يحرص على الذين حوله ولا يكون من حوله أشقى الناس به، وأن يكون أهنأ الناس به من حوله.. حتى إذا رأى العطاء فيمن حوله يرتاح.. فلابد أن ننتبه ونركز على هذا الأمر، فلا نكثر الكلام مع الناس وننسى أنفسنا ومن حولنا..
ولا تغتر بنظر الناس إليك، الناس ينظرون ظاهرك والله ينظر باطنك.. فإصلاح السريرة وعدم التولع بالدنيا وأطماع الدنيا..
حقيقة يأسف الإنسان عندما يرى دخول إلى محاضرة برسوم نحن نخشى من تطور الدعوة حيث يكون في مخيم أو مركز صيفي ويكون الدخول في محاضرة من المحاضرات برسوم، والتوسع في هذه الأمور يعكس الطمع الدنيوي، والدنيا إذا دخلت في الدعوة أفسدتها كما يفسد الخل العسل، فعلى الداعية أن ينتبه لهذا الأمر، وليكن شعار الداعية: ((وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على الله))..
كلمة توجهها للشباب ؟
الحمودي :
أيها الشاب، اعرف موقعك أنت راية من رايات الإسلام، أخي الشاب، أنت لم توجد لتكون عبء على المسلمين، أخي الشاب، أنت لم توجد لتملأ الأرض فسقاً وفجوراً، إنما وجدت لتملأ الأرض خيراً وبراً وهدىً.. أخي الشاب، متى تكون بخير؟ إذا أصبحت وأمسيت طائعاً لله.. عندما تبتدئ يومك بصلاة الفجر وتختمه بالوتر، فيكون هدفك هو رضا الله قبل أن تلقاه..







التوقيع :
.

رد مع اقتباس
قديم 06-07-12, 01:07 AM   رقم المشاركة : 2
الرسن
العضوية الماسية
الملف الشخصي






 
الحالة
الرسن غير متواجد حالياً

 


 

رد: حوار مجلة روائع مع الشيخان الجبيلان والحمودي

بارك الله بالشيخان ونفع بهما

مع الاسف ان بعض الناس يسمي هذا الاسلوب الدعوي

من توافه العقول فاقول له اتق الله وضع ربك نصب عينيك

واترك الغيبه والهمز واللمز ودعك في شانك واترك البشر

في شانهم حتي لا تاثم.







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع

تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم