تُدرس حالياً في مجلس الشورى.. وكيل الزراعة للثروة الحيوانية ل"الرياض":
"استراتيجية الأعلاف" تركز على إيجاد بدائل للشعير في المملكة وتطبيقها سيحدث نقلة كبيرة
--------------------------------------------------------------------------------
تُدرس حالياً في مجلس الشورى.. وكيل الزراعة للثروة الحيوانية ل"الرياض":
"استراتيجية الأعلاف" تركز على إيجاد بدائل للشعير في المملكة وتطبيقها سيحدث نقلة كبيرة
اجرى الحوار - محمد الغنيم:
ينظر مجلس الشورى حالياً استراتيجية هامة اعدتها وزارة الزراعة بالتنسيق مع عدة جهات ذات علاقة تركز على ايجاد بدائل للشعير وتشجيع مصانع الاعلاف لتوفير علف متوازن ومتكامل.
واكد وكيل وزارة الزراعة المساعد لشؤون الثروة الحيوانية المهندس محمد الشيحة ل"الرياض" ان استراتيجية الاعلاف هذه التي تم الرفع بها لمقام مجلس الوزراء ستحقق عند اقرارها وتطبيقها نقلة جديدة في مجال رعاية وتغذية الثروة الحيوانية على اسس علمية وعملية مستحدثة.
وأوضح م. الشيحة في حديثه ل"الرياض" ان الزراعة تشجع التحول لاستخدام بدائل الشعير كالاعلاف المركبة التي تحتوي على كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الحيوان، ولم يخف الشيحة وجود ارتفاع ملحوظ في اسعار الشعير في الاسواق، مؤكداً ان ذلك ناتج عن ارتفاع سعره في الدول المنتجة.
ورفض وكيل الزراعة للثروة الحيوانية في سياق حديث وصف قضية (نفوق الابل) التي حدثت ب(الكارثة) مؤكداً ان المملكة لم تتعرض الى كارثة في مجال الثروة الحيوانية.. واصفاً قضية نفوق الابل ب(الأزمة) التي تم التعامل معها في حينها حسب الإمكانيات المادية والبشرية.
وفي تعليقه على بطء تجاوب فرق الطوارئ مع ملاحظات المواطنين اكد م. الشيحة ان الفرق التي تعمل في المناطق والمحافظات تعمل بالشكل المطلوب الا انه اعتبر قلة الاعتمادات المالية لتأمين الادوية واللقاحات والكوادر الفنية (عائقاً) امامهم.
وشدد الشيحة في حديثه على ان الزراعة تدرك اهمية الابل لدى اصحابها مؤكداً انها ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها وتطويرها وتنميتها لاستدامتها.
وفيما يلي نص الحوار:
الأمراض المعدية
@ "الرياض": رصدت الزراعة أكثر من (60) مليون ريال سنوياً لمكافحة الأمراض الوبائية والمعدية.. ما هي "الاستراتيجية" التي تنتهجها الزراعة والخطط التي تعمل عليهافي مجال المكافحة لترجمة هذه الميزانية إلى عمل ميداني؟
- يوجد لدى الوزارة برامج تعنى بمكافحة الأمراض والأمراض المعدية مثل مشروع مكافحة البروسيلا (الحمى المالطية)، مكافحة الحمى القلاعية في الأبقار، مكافحة الدودة الحلزونية، مكافحة مرض انفلونزا الطيور، مكافحة مرض حمى الوادي المتصدع.. وغيره من البرامج التي تهتم بمكافحة الأمراض من الناحية الوقائية والعلاجية ويرصد لهذه البرامج مبالغ سنوية وتصرف على تأمين اللقاحات والأدوية وتوفير الكوادر الفنية المؤهلة والتدريب وتأمين الأجهزة والمعدات اللازمة، وما يتطلبه العمل الميداني والمخبري.
قانون الحجر الزراعي
@ "الرياض": هل لديكم في مجال "الثروة الحيوانية" أبحاث ودراسات أو تعاون مع دول الجوار في كل ما يهم الثروة الحيوانية والمستجدات في هذا الشأن؟
- نعم يوجد هناك تعاون مشترك بين دول الجوار خاصة دول مجلس التعاون للخليج العربية عبر أمانة المجلس والتي مقرها الرياض ومن ضمن هذا التعاون المشترك صدور نظام (قانون) الحجر البيطري في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ونظام (قانون) الحجر الزراعي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وكذلك وجود لجنة من المختصين بدول المجلس "اللجنة الدائمة للثروة الحيوانية" تقوم بالدراسة والتنسيق في مجالات عديدة لها علاقة بتنمية الثروة الحيوانية والمحافظة عليها كالصحة الحيوانية والحجر الحيواني والارشاد البيطري وغيره، كما ان هناك اتفاقية تعاون في مجال الخدمات البيطرية والتدريب بين وزارة الزراعة والهيئة العامة للخدمات البيطرية بجمهورية مصر العربية.
117فرعاً
@ "الرياض": ما هي الآلية التي تتلمس بها وزارة الزراعة احتياجات اصحاب المواشي في المناطق الذين قد لا يستطيعون الوصول لطرح احتياجاتهم وكيف توصل الوزارة تعليماتها وارشاداتها لهم فيما يتعلق بالثروة الحيوانية؟
- يوجد بالمملكة 13إدارة عامة لشؤون الزراعة بمناطق المملكة وكذلك 12مديرية للزراعة و 117فرعاً للزراعة و 25وحدة بيطرية في بعض المحافظات والمراكز يتم من خلالها تقديم الخدمات البيطرية الوقائية والارشادية والعلاجية لمربي الماشية في مختلف مناطق المملكة والوزارة بصدد تأمين عيادات بيطرية متنقلة يمكن من خلالها تقديم الخدمة للمربين في أماكن تواجدهم.
المحاجر كافية
@ "الرياض": هل لدى الزراعة خطط التوسع في اقامة المحاجر وما هي جهود الوزارة في مكافحة أمراض الماشية في دو ل الجوار؟
- يوجد لدى الوزارة عدد ((25) محجراً حيوانيا ونباتيا موزعة على منافذ المملكة الجوية والبحرية والبرية، يتم خلالها المراقبة والكشف على الارساليات الحيوانية والنباتية القادمة من خارج المملكة للتأكد من عدم وجود آفات أو أمراض معدية، ولاتسمح الوزارة باستيراد الحيوانات الحية من أي دولة ظهر فيها مرض معد ويتم باستمرار متابعة الوضع الوبائي للحيوانات والدواجن في جميع الدول من خلال المنظمة العالمية للصحة الحيوانية OIE والتي تعتبر المملكة عضواً فيها، وعدد هذه المحاجر يعتبر كافياً في الوقت الراهن ويجري حالياً تنفيذ انشاءات متكاملة لهذه المحاجر، لزيادة الطاقة الاستيعابية وتوفير الخدمات المساندة.
ليست كارثة
@ "الرياض": واجهت الزراعة خلال هذا العام والسنوات القليلة الماضية عدة ازمات ان صح التعبير والمتمثلة في ظهور انفلونزا الطيور وحمى الوادي المتصدع والحمى القلاعية ونفوق الابل وبعض الأمراض المنتشرة بين الماشية.. لماذا لا تخصص الوزارة "بند" لمواجهة الكوارث والازمات الطارئة للتعامل بأقصى سرعة مع مثل هذه الحالات في وقتها؟
- بفضل الله لم تتعرض المملكة إلى كارثة في مجال الثروة الحيوانية وانما هي أزمة أو مشكلة وتم التعامل مع هذه الازمات في حينها بكل اهتمام حسب ما يتوفر لدى الوزارة من امكانات مادية وبشرية، اما أن يتم تخصيص "بند" في ميزانية الوزارة لمواجهة الأزمات فيتم سنوياً الرفع إلى وزارة المالية لتدعم برامج مكافحة الأمراض الحيوانية المستوطنة والوافدة.
الاعتمادات المالية "عائق"
@ "الرياض": "فرق الطوارئ" في مديريات الزراعة بالمناطق والمحافظات يرى البعض انها غير فاعلة وبطيئة التجاوب مع ما يردها من ملاحظات وحالات.. ما تعليقكم؟
- الحقيقة ان الفرق الموجودة في المناطق والمحافظات والفروع تقوم بعملها بالشكل المطلوب ولم يسبق ان تم التبليغ بعدم قيام المختص بواجبه وعمله، ولكن قلة الاعتمادات المالية لتأمين الأدوية واللقاحات والكوادر الفنية تمثل عائقاً أمام تقديم الخدمة المطلوبة بالشكل الكامل المنشود.
المشروع قائم
@ "الرياض": لماذا لا تتوسع الوزارة في افتتاح الوحدات البيطرية في المناطق النائية أو القرى لتصل خدماتها للجميع خصوصاً ابناء البادية الذين قد لا تسمح امكاناتهم في الوصول للوحدات البيطرية الرئيسية؟
- يوجد متابعة دائمة للطلبات المقدمة بشأن فتح وحدات بيطرية جديدة سواء من قبل الادارات العامة في المناطق أو في المحافظات أو الفروع أو المواطنين مباشرة وهذا يعتمد على مدى توفر الشروط اللازمة لفتح مثل هذه الوحدات وكذلك على الاعتمادات المالية المتوفرة مع العلم ان الوزارة لديها مشروع قائم الآن لانشاء عدد 20 وحدة بيطرية في جميع مناطق المملكة بالاضافة إلى قيام الوزارة بتأمين العيادات البيطرية المتنقلة لدعم عمل الوحدات البيطرية في الميدان والوصول إلى طالب الخدمة في موقعه، كما اعدت الوزارة "دليلاً تنظيمياً" لانشاء العيادات البيطرية من قبل القطاع الخاص للمشاركة ومساندة جهود الوزارة في تقديم الخدمات البيطرية وذلك بإنشاء عيادات بيطرية أولية، وشاملة، ومتخصصة وتشغيلها من قبل القطاع الخاص وكذلك العيادة البيطرية المتنقلة، وتم التنسيق مع البنك الزراعي لأجل إقراض المستثمرين في هذا المجال.
ندرك أهميتها
@ "الرياض": قضية "نفوق الإبل" التي ألحقت ضررا كبيراً بعدد من ملاك ومربي الإبل في عدد من المناطق.. ينتقد البعض الزراعة في تعاطيها مع هذه القضية الهامة في انها لاتزال تتعامل معها على انها (مشكلة فردية محدودة) ولم تصل لحد "الكارثة".. ما ردكم على ذلك؟
- أنا لا أرى أنها "كارثة" ولكنها "حادثة مؤلمة" ولم تكن مرضاً وبائياً وسببها تم تحديده في بداية ظهور هذه الحالة على انها تسمم غذائي نتيجة تناول بعض الإبل للنخالة في بعض محافظات المملكة، ولتحديد المادة السامة تم اجراء تحاليل مخبرية للنخالة والدم والأحشاء الداخلية من الإبل النافقة وأخذت وقتاً حتى تم التوصل إلى معرفة المواد المتسببة في تسمم النخالة وتم ايضاح ذلك في حينه، والوزارة تدرك أهمية هذه الإبل بالنسبة لأصحابها وهي ثروة وطنية يجب المحافظة عليها وتطويرها وتنميتها وتقديم الخدمة المطلوبة لاستدامتها. وبناء على توجيهات المقام السامي الكريم فقد تم التنسيق مع الجهات المعنية الأخرى لوضع الآلية المناسبة لتعويض أصحاب الإبل النافقة بسبب تناول النخالة.
تدعيم الفرق البيطرية
@ "الرياض": يتساءل الكثير لماذا لم تستفد الزراعة مما حدث في بداية ظهور هذه المشكلة في وادي الدواسر بحيث تتعامل معها من بداياتها وتتخذ الاجراءات السريعة التي تكفل عدم توسعها في بقية المناطق كما حصل؟
- أود ان أوضح ان هذه المشكلة كانت في بعض محافظات المملكة ولم تتوسع إلى مناطق أخرى والسبب كما تعلم هو التغذية على هذه النخالة ولتلافي حدوث حالات تسمم أخرى في أي منطقة أخرى تم ابلاغ الادارات العامة والمديرات والفروع التابعة لها بضرورة التوقف عن تغذية المواشي بالنخالة وتم ابلاغهم أيضاً بضرورة التأهب لمواجهة هذه الأزمة وعمل الاستقصاء في كافة المناطق لرصد أي حالة مشابهة والابلاغ عنها فوراً مع ارشاد المربين إلى الطريقة السليمة للتعامل مع أعلاف الماشية.
كما تم تزويدهم بكافة الاحتياجات الضرورية من أدوية ولقاحات وتدعيم الفرق البيطرية بالكوادر والأجهزة.
استراتيجية الأعلاف
@ "الرياض": يشتكي عدد من مربي الماشية من الارتفاع غير المبرر لسعر الشعير في الأسواق على الرغم من دعم الدولة له.. ما دوركم في وزارة الزراعة في هذا الجانب؟
- نعم هناك ارتفاع ملحوظ ومتزايد في سعر الشعير منذ مدة ناتج من ارتفاع سعره في الدول المنتجة وازاء ذلك قامت الدولة بتقديم اعانة للشعير بواقع 700ريال للطن وكذلك صدر مؤخراً التوجيه السامي الكريم بإعانة الذرة الصفراء بواقع 500ريال وكذلك مسحوق الصويا بواقع 500ريال للطن والوزارة تشجع التحول لاستخدام بدائل أخرى كالأعلاف المركبة والتي تحتوي على كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الحيوان في كافة المراحل الحياتية والانتاجية. كما أن الوزارة أعدت استراتيجية للأعلاف في المملكة بالتنسيق مع عدة جهات وهذه الاستراتيجية تركز على ايجاد البدائل للشعير وتشجيع مصانع الأعلاف لتوفير علف متوازن ومتكامل من خلال دعم مدخلات الأعلاف، وتم الرفع بها إلى مقام مجلس الوزراء وعند اقرارها وتطبيقها سيتحقق بإذن الله نقلة جديدة في مجال رعاية وتغذية الثروة الحيوانية على أسس علمية وعملية مستحدثة نحو توفير علف حيواني متكامل واقتصادي متوازن تعود بمردود ايجابي كبير على تربية الثروة الحيوانية ويواكب هذا التوجه توعية من قبل الوزارة للمربين بأهمية هذه الأعلاف وضرورة التحول إلى استخدامها في التغذية بدائل للشعير وبشكل تدريجي.
العرض العادي
