استطاع الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بحكمته العميقة وفكره الثاقب ورأيه السديد أن يشيع أجواء التقارب بين الطوائف المذهبية في البلاد وذلك من خلال مؤتمر اللقاء الوطني للحوار الفكري والذي كان من توصياته :
الإعتراف بأن تعدد المذاهب يعتبر سنة كونية لا يمكن حلها ويجب التعايش معها دون غلو .
هذه المبادرة المباركة التي قام بها الأمير عبدالله سيسجلها التاريخ في صفحاته الناصعة بماء من ذهب .
كيف لا ؟
وقد كان يقال في السابق بأنه يصعب التقارب مع الطوائف الإسلامية الأخرى !!
لكن الأمير عبدالله وكعادته المعروفة لم يرق له ذلك ، حيث تحدى تلك الصعاب وذلل جميع العقبات ونشر الحب المتبادل والود المشترك في سبيل الوحدة الوطنية ، مطبقاً في ذلك قول الله عزوجل (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا )) ، وإيماناً منه يحفظه الله بقوله تعالى (( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون )) .
ربنا واحد وديننا واحد وكتابنا واحد ورسولنا واحد ووطننا واحد وقبلتنا واحدة ، فلماذا إذا الإختلاف والفرقة ؟
ومن ثمرات ذلك اللقاء التاريخي ورغبة الجميع في التوحد ونبذ بذور الفتنة والقطيعة تلك الزيارة المباركة التي قام بها فضيلة الشيخ حسن الصفار لصالون المحامي ورجل القانون الأستاذ / محمد سعيد طيب .
حيث جاءت تلك الزيارة المباركة ضربة قاصمة لكل من يدعي زوراً وبهتاناً بأن الشيعة هم الذين يعارضون مبدأ الوحدة .
وأتمنى من الجميع بصورة عامة ، وكتاب الانترنت وأصحاب الأشرطة وبعض خطباء المساجد بصورة خاصة طي صفحات التباعد ومباركة هذا التقارب وعدم إثارة الخلافات المذهبية والنزاعات المذهبية والطائفية التي تعتبر معولاً هداماً لوحدة الأمة وعائقاً دون تماسكها وتضامنها .
وأن يتذكروا أن من المهمات الرئيسية لأعداء الإسلام تجزئة المسلمين إلى فرقاً متباعدة ومتنافرة ومبددة لاتجمعهم جامعة ولاتؤلف بين قلوبهم مودة وذلك بإثارة الخلافات المذهبية والتي وجدوا فيها تربة خصبة تستنبت عليها بذورهم الشيطانية الخبيثة .
ثم إن أساليب التنقيب في المعتقدات والمذاهب والطوائف الإسلامية وإلصاق التهم الباطلة بها وتتبع العثرات التي ربما تكون غير مقصودة ليست من أساليب الدعوة إلى الله ، قال تعالى (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم باللتي هي أحسن )) .
وفي نفس الوقت فهي ليست من أخلاق المسلم الصادق الواعي أمردينه نظراً لما تسببه تلك الأساليب الرعناء من فتن وإثارة للأحقاد والضغائن يقول صلى الله عليه وسلم (( خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره ، وشركم من يرجى خيره ولايؤمن شره ))
فلنتق الله في أنفسنا ولنحترم مشاعر إخواننا المسلمين ومعتقداتهم ومذاهبهم ونتذكر قول الله عزوجل (( والفتنة أشد من القتل )) .