جاسر الجاسر
حفر الباطن أو الحفر كما هو الشائع تسميتها، مدينة مختلفة في تكوينها ولعلها الأكثر تنوعاً في طبيعتها السكانية فهي المركز الحيوي لقبائل شمال نجد، وكان الحي يسمى باسم القبيلة الأكثر سكنى فيه. وبسبب طبيعتها التجارية استقطبت فئات اجتماعية من مختلف مناطق المملكة فضلاً عن وجود قاعدة الملك خالد ما يجعلها من أكثر المدن توسعاً في المساحة ونمواً في العدد؛ إذ تحتل المركز الرابع في التعداد في المنطقة الشرقية بعد الدمام والأحساء والقطيف.متوسط بُعد حفر الباطن عن أي مدينة تضم جامعة لايقل عن 500 كم مما يعني هجرة سنوية لشبابها وهي هجرة تنعكس سلباً على عوامل تطور المدينة، وتؤدي إلى تفريغها من الطاقات الشابة تدريجياً لأن معظم المهاجرين لايعودون إليها بل يستقرون في المدن التي درسوا فيها. وإذا استمر الحال فإن المدينة ستتحول إلى محطة لأن المكان حين يخسر ناسه يفقد ملامحه التنموية الحضارية.الحفر بوابة حدودية مهمة وتنميتها ضرورة استراتيجية، وحاجتها للجامعة لاتندرج ضمن المباهاة بل تنطلق من الحاجة الملحة، وتتناغم مع مفهوم التنمية المستدامة لضمان استمرار نموها في إطار توسيع قادة المدن النشطة وكسر حالة المركزية.لقد عني خادم الحرمين الشريفين بفتح مجالات التعليم العالي، وتغذية المناطق المختلفة بالجامعات بما يشبه التوطين المعرفي وكان الأولى على وزارة التعليم العالي وهي تنفذ هذه الرؤية المستقبلية الحضارية أن تضع حفر الباطن على رأس القائمة تبعاً لمعدلات الطلاب المتخرجين سنوياً من الثانوية الذين يتبعثرون بين جامعات شتى بعيدة.ولاشك أن تجاهلها ذلك، حتى الآن، يكشف خللاً في التطبيق لابد من تفسيره وتصحيحه عاجلاً.استمراراً لدعوة الزميلين منصور الضبعان وشافي الوسعان ننتظر إجابة شافية من التعليم العالي.
المصدر