من منا لا يعرف كرسي الحلاق . الكثير منا يعرفه , والكثير منا قد نال الشرف العظيم بالجلوس علي ذلك الكرسي , ولكن الكراسي تختلف من كرسي إلى كرسي , والكرسي الذي أتحدث عنه هنا إنما هو كرسي الإدارة .
فالكثير من المسولين في الدوائر الحكومية , يظن عند تولًيه لمهام إدارة ما , بأن الإدارة أصبحت من ممتلكاته الخاصة , فتجده يظلم هذا, ويأكل حق ذاك , ويشتم كل من يخالفه بوجهة النظرة , وينسى أو يتناسى أن الإدارة لا يمكن أن تنجح دون تظافر الجهود من الجميع , وينسى أيضا أنهم أبناء وطن واحد , وكلهم حريصون كل الحرص مثله على خدمة هذا الوطن , بكل صدق وأمانة .
وأحيانا تجده يقسّم الإدارة إلى قسمين , باتخاذ بعض القـرارات التعسفية , دون أن يشعر بذلك , أو ربما يشعر بذلك ولكن يتجاهل , فتجدهم فرق منهم من يعارضه , وهم مع الأسف كثيرون , ومنهم من يويده , وهم قله , والبعض منهم يقوم بنقل بعض من كان يعمل تحت إدارته السابقة , إلى إدارته الجديدة بحجة أن لديهم الخبرة , في فهمه وفهم سياسته الإدارية , والصحيح عكس ذلك تمام , إنما قام بنقلهم لكي ينقلوا له الإخبار عن العاملين تحت إدارته , ومن منهم الذي ينتقده , ومن منهم المويد له ولسياسته .
المشكلة ليست في كل هذا , وإنما المشكلة تكمن بأن المسؤلين الأعلون منه , لا يعلمون عن ما يحدث في الخفاء , وما يدار خلف الستار , ولم يحاول أحد منهم بأن يقوم بجولة تفقديه مفاجئة لبعض الإدارات , والنظر بعين الاعتبار لصغار العاملـيـن , ومناقشتهم , ومعرفة أحوالهم .
ليت المسؤل يعلم بأن هذا المنصب إنما هو مجرد كرسي , بل كرسي حلاق كما يقول العامة , بمجرد انتهاء السنوات الخدمة المقررة له بموجب النظام , سوف ينتهي كل شي تنتهي الشهرة , والجاه , والسلطة , والدكتاتورية , التي يتخذها خلال فترة عمله , ولن يجد ممن كانوا يعملون معه ـ أو بمعنى اصح كانوا خدم تحت إدارته ـ مع الأسف هذا هو المعنى الصحيح لدا كثير من المسولين لدينا مع الأسف الشديد ـ سوى السب وكثرت الدعاء عليه .
ولكن الأسئلة التي أود أن اطرحها هي :
من يعيد لمثل هولاء المظلومين حقوقهم ؟
من يفهم المسؤلين حدودهم ؟
من يعلمهم بأن العاملين هم ألبنة الأساسية التي قام عليها الوطن ؟
من يعلمهم بان لو لا الله سبحانه ثم هؤلاء الضعفاء لما تقدم هذا الكيان العظيم ؟
وفي الختام :
تذكر عزيزي المسؤل وأنت تتوالى منصب جديد ومركز مرموقا بأنك أنما تجلس على كرسي حلاق اليوم لك وغدا لغيرك , فلو دام لغيرك ما وصلت أنت إليه .
منقول