[align=center]
( 1 )
رَأيتُ أبِيْ حَاسِرَاً حُزْنـَهُ
يَبْتَنِيْ غَيْمَة ً للثّوَاءِ
الغَمَامُ يُصَلِّيْ عَلَيه ..
- كَأيّ مَسِيحٍ يُدَاهِمهُ المَوْتُ سَهْوَاً -
وَيبْكِيْ الحَنَاجِرَ إذْ تَكْسِرُ الدّمْعَ
قَمْحٌ هُوَ الدّمعُ عِنْدَ مَوَائِدِهِ ... وَالمَوَائِدُ حُبْلـَى بِدَمْعِ النّبِيّ
الذِيْ لَمْ يَمُتْ مُنذُ قَرنَينِ إلا قَلِيلا !
""""""""""""""""""""""""
رَأيْتُكَ كَالفَجْرِ حِينَ يَصُبّ دِمَاءَ مَخَاضٍ عَلَى صَفْحَةِ الأفْقِ
حِينَ يُكَفِّنَ صَيْرُورَة اللّيل
لمْ يَأتِ ظِلّكَ وَحْدَهْ ..
وَلَمْ تَأتِ وَحْدَكَ .. كَانَتْ عُيُونُكَ بَيْنَ يَدَيكَ تُصَلِّيْ عَلَى الرّمْلِ
وَقْتَ عُرُوجِكَ !
كُنْتَ كَبِيرَاً عَلَى المَاءِ إذْ يُسْبِغُ اللّونَ فِيْ مُقْلتِكْ
وَلا زَالَ لَوْنُكَ ذَا جَاثِمَاً كُلّ مَوْتٍ أُحَاوِلُ أنْ يَعتَرِينيْ
وَيَأبَىْ
وَمَا المَوْتُ إلا سَرِيرٌ / مقَامٌ / طِلاء
وَشَيْءٌ وَشَيءٌ مِنَ الحُبّ
كَانَ أبيْ هَكَذَا يَتَأمَّـلُ فِيْ شُرْفَةِ اللّيلِ
يَهْذِيْ / يُقَشِّرَ حُزْنـَا
وَعَادَ لِيُكْمِلَ نَافِلَة َ اللّيلِ
مَرَّت شِفَاهٌ تُسَبّحُ حَتَّى تَمَطَّتْ / تَمَطَّتْ / تَمَطَّتْ إلَى غَانِيَاتِ الرّصِيفِ
اللّوَاتِيْ سَهِرنَ عَلَى مَا يُعَبـِّئُ كَأسٌ وَنَيف ..
وَلَمْ أنتَبِهْ للمَرَايَا .. تُعَزِّيكَ ..
كُنْتَ تَؤُمّ الفَضِيلَة َ .. كُلّ السّمَاوَاتِ خَلْفَكَ مُصْطَفَّة ٌ للصَّلاةِ /
الرّفُوفُ تَدَلَّتْ .. جِوَارَكَ ، وَالبَاسِقَاتُ اشْرَأبّتْ
سَألتُ أبِيْ خَائِفـَا ً .. لَمْ يَكُنْ حُلمَاً مَا رَأيتُ أبِيْ
إنَّمَـا أنْت .. أنتَ أبِيْ اللا يَمُوتْ ![/align]