أثرت على تعاملات السوق وساهمت في انخفاض «الثلاثاء»
هيئة السوق تفصح عن أعطال فنية حدثت في بنكي «الجزيرة» و«ساب» وتفتح تحقيقاً لمعرفة الأسباب
كتب - خالد العويد:
أعلنت هيئة السوق المالية أنها ستتابع الأعطال الفنية التي تحدث في البنوك وتؤثر على تداولات سوق الأسهم، حيث أعطى هذا الإعلان السوق دفعة معنوية من حيث اهتمام الهيئة بقضايا السوق وساهم أمس في تقليص حجة الانخفاض.
وكانت سوق الأسهم قد شهدت عدة أعطال فنية في بعض البنوك أثناء التداولات المسائية ليوم الثلاثاء الماضي ونوهت عنها «الرياض» في حينها وأثرت تلك الأعطال على سوق الأسهم وساهمت في هبوط السوق أكثر من ألف نقطة.
وأوضحت هيئة السوق المالية في إعلان - هو الأول من نوعه - بثته عبر نظام التداول أن الأعطال الفنية التي حدثت خلال فترة التداول المسائية ليوم الثلاثاء 16/5/2006م وأثرت في عمليات التداول في السوق حدثت بعد بداية تداولات الفترة المسائية نتيجة أعطال فنية في أنظمة اثنين من البنوك المحلية وهما الجزيرة والبنك السعودي البريطاني (ساب) ونتج عنها بطء في تنفيذ الأوامر إضافة إلى تعطل خدمات التداول عبر الانترنت لعملاء البنكين لمعظم الفترة المسائية.
وأكدت الهيئة أنها ستتابع الموضوع لتحديد مسببات الأعطال والإجراءات اللازم اتخاذها لتفادي تكرارها.
تجدر الإشارة أن الأعطال الفنية التي تحدث من غالبية البنوك المحلية بدأت في التأثير سلباً على سوق الأسهم في الفترة الأخيرة وهي إحدى أسباب الهبوط الأخير وتؤدي هذه الأعطال إلى إحداث ذعر وهلع بين المتعاملين وتدفعهم إلى البيع الجماعي خوفاً من استمرارها فترة طويلة كما أن البعض من المتعاملين يقوم بالبيع فور حدوث عطل فني في أحد البنوك خوفاً من امتداد العطل إلى البنك الذي يعمل فيه وخوفاً من حدوث بيع جماعي في السوق خاصة تؤثر على تدفق أوامر البيع والشراء.
وتوضح الأعطال حقيقة مهمة مفادها أن البنوك مقصرة في الإنفاق على البنية التقنية لوحدات التداول لديها وكذلك على أعمال التداول الإلكتروني وخوادمها الفنية وأنها لم تساير الزيادة في أعداد المتعاملين على الأسهم ولم تستفد من العمولات الكبيرة التي تجنيها من تداولات سوق الأسهم ومع ذلك تمت مكافئتها قبل عدة شهور من هيئة السوق المالية بقرار يمنع البنوك من تقديم أية خصومات على عمولات التداول بشكل مباشر أو غير مباشر أياً كان نوع تلك الخصومات أو إعادة نسبة من العمولة إلى المتداول أو أية ترتيبات أخرى مع العملاء يكون من شأنها تقديم خصومات أو مبالغ مستردة إذا كانت الفترة الفاصلة بين عملية شراء السهم أو بيعه أو بيعه وشرائه تقل عن 72 ساعة ثلاثة أيام.
وحققت البنوك أرباحاً طائلة من عمولات تداول الأسهم وصلت إلى قرابة ستة مليارات مع الأخذ في الاعتبار مقدار التخفيضات التي منحتها بعض البنوك لكبار عملائها علماً أن قيمة الأسهم المتداولة في نهاية 2005 بلغت أكثر من 4,1 تريليون ريال.
ولم يقتصر موضوع الأعطال الفنية التي عانت منها سوق الأسهم في الفترة الماضية على البنوك بل شمل أيضاً نظام تداول فقد شهد سوق الأسهم قبل عدة شهور توقف التعاملات لعدة مرات إلا أن هيئة السوق أعلنت ولتلافي الأعطال مستقبلاً في نظامها عن برنامج استراتيجي لتحديث وتطوير الأنظمة التقنية المستخدمة في السوق المالية السعودية (تداول) ويتضمن البرنامج مجموعة من مشاريع تطوير وترقية وتوريد أحد ث الأنظمة الإلكترونية المستخدمة في كبرى البورصات العالمية حيث انهت الهيئة نطاق أعمال المرحلة الأولى من هذا البرنامج الطموح والتي تتضمن أعمال الدراسات والاستشارات وتقييم الأنظمة المستخدمة حالياً وتصميم وتوريد وتنفيذ أنظمة حديثة كتلك المستخدمة في كبرى الأسواق العالمية بعد دراسة ومدى مواءمتها مع السوق السعودية، كما تم اختيار شركة عالمية من بين عدد من الشركات المتقدمة بعد اتباع معايير تقديم متطورة معتمدة لدى الأسواق الرئيسية في العالم واستيفائها لمتطلبات الهيئة والسوق.
دمتم بخير 
العرض العادي
