[align=center]7
7
7
7
7
الإنسان هو الإنسان : يحتاج إلى التجاوب الشعوري، يحتاج إلى هذا الفرح المقدّس. تلقاه طفلاً لا تعرفه قد خرج من مدرسته بشهادته فيدفعها في وجهك دفعًا لتقرأها، ثم يصيح بك يوم القيامة وأنت في حالٍ غير حاله : "هاؤم اقرؤا كتابيه"..
* ليس يتجلّد العبد على ربّه.. هذا الشاعر المتمرّد أمل دنقل (ت 1983) وكان ملأ شوارع القاهرة كفرًا وسكرًا وعربدة، حتى قال يثني على الشيطان في أبياته الرجيمة:
المجـد للشيطان معبود الـرياح
من قال لا في وجه من قالوا نعم ..
هذا المسكين الذي طغى لما: "أن رآه استغنى" تقول عنه زوجته عبلة الرويني في كتابها "الجنوبي" يوم أصيب بالسرطان : " كانت الجراحة الأولى تعني لدينا الرعب الشديد، فهذه هي المرة الأولى التي نقف فيها في مواجهة السرطان .
وأنا أسير بجوار التروللي الذي يحمل أمل إلى غرفة العمليات سمعته يتمتم بالشهادة : "أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله"..
ضحكتُ: أمل لقد ضبطتك متلبسًا بالإيمان!
ابتسم في هدوء مردّدًا في همس خافت: "أخشى ألا يؤثر فيّ البنج .."
نسي في كربته معبود الرياح الذي قال: لا، وتمتم ذليلاً لربّه: أن نعم ، فالمجد لله..
* في كتاب "درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة " للمقريزي 3/77، هذا النص الذي وقفت عنده طويلاً ، قال المقريزي: أخبرنا شيخنا العلامة أثير الدين أبو حيان النّفزي رحمه الله قال : ألزمني الأمير ناصر الدين محمد بن جَنْكل بالمسير معه بالزيارة للشيخ المُعتقد أحمد البدوي بناحية طنتدى (طنطا)، فوافيناه يوم الجمعة فإذا به رجل طوال، عليه ثوب خوج عالٍ، وعمامة صوف رفيع ، والناس تأتيه أفواجًا، فمنهم من يقول: يا سيدي خاطرك مع غنمي ، ومنهم من يقول : خاطرك مع بقري ، ومنهم من يقول: زرعي، إلى أن حان وقت صلاة الجمعة ، فنزلنا معه إلى الجامع بطنتدى، وجلسنا في انتظار الصلاة، فلما فرغ الخطيب من خطبة الجمعة، وأقيمت الصلاة، وقمنا لأداء الصلاة؛ وضع الشيخ أحمد البدوي رأسه في طوقه بعدما قام قائمًا، وكشف عن عورته بحضرة الناس، وبال على ثيابه وعلى حصر المسجد، واستمرّ ورأسه في طوق ثوبه وهو جالس حتى انقضت الصلاة ولم يُصلّ"!
قلت: انظر كيف تحوّل هذا البوّال إلى موروث مقدّس في الذاكرة الشعبية بفعل الخرافة والارتزاق والبعد عن الدين .
فرحم الله الإمام محمد بن عبد الوهاب، نعم لم يكن نبيًّا، لكنه قام بدعوة نبيّ ..
* انخدعت زمنًا بروجيه جارودي وأمثاله، ثم تبين لي أنهم لم يؤمنوا بالله العظيم, وأنهم إنما آمنوا بالحضارة الإسلامية، وهذا "الإيمان الحضاري" لا ينفعهم إذا وقفوا بين يدي الله تعالى.
قال صلاح عبد الرزاق في كتابه "المفكرون الغربيون المسلمون" 1/115: "يبدو أن غارودي غير ملتزم بأداء الشعائر الإسلامية ، لأنني عندما زرته في منزله وحان وقت الصلاة؛ سألته عن اتجاه القبلة فلم يستطع أن يجيبني عنه!
أعتقد أن غارودي قد قبل الإسلام كنظام أخلاقي وروحي ، وليس مجموعة من العقائد والأحكام والتعاليم التي على المسلم الإيمان بها والالتزام بممارستها.. ربما يكون غارودي قد أعجب بالحضارة الإسلامية أكثر من الدين التي كانت نتاجًا له ".
* قال الكاتب والشاعر النصراني أمين نخلة (ت 1976م) في كتابه "في الهواء الطّلْق": كلما قرأتُ القرآن قلتُ لنفسي: ويحكِ انجِ فإنكِ على النصرانية"!
من روائع / عبدالله الهدلق [/align]