[frame="9 80"]
إهداء
إلى التي قضت "عمري" كله
وهي ترزخ تحت وطأة الألم
إلى التي كانت تناجيني
كما تناجي العاشقة عاشقها
شوقاً لعودتي لحجرها
إلى التي كانت تعد الأيام
والساعات والدقائق
مرتقبة يوم قدومي
وارتمائي بين أحضانها
ولم تجف دموعها
حتى اكتحلت عيناها برؤيتي
إلى التي همست لي
أني لن أراها ثانية ... وصدقَتْ
إلى التي برحيلها ... رحل الفرح
رحل الصدق ... ورحل الوفاء
إلى التي سأظل أبكيها ماحييت
إلى صديقتي
إلى حبيبتي
إلى غاليتي
إلى أمي الحبيبة
أماه ...
أين أنتِ يا أماه
أين أنتِ يا سيدة الحب
أين أنتِ أيتها الغالية
منذ رحيلكِ المفجع
منذ غيابكِ المؤلم
وأنا وحيدٌ في هذا الكون
لا أرى حولي سواكِ
صورتكِ الغالية تلازم عيني
أنى نظرت ُ يمنةً أويسرة
أماه ...
منذ رحيلكِ المفجع
منذ غيابكِ المؤلم
والمشاعر تتفجر في خاطري
تنوي الصراخ بالكلمات
تنوي أن تملأ الدنيا أنيناً
فألجمها رافضاً
علها تدفن في داخلي كما كانت دوماً
ولكن ...
هذا عيدكِ يا أماه
عيدكِ الذي تحبين
[rams]http://sites.google.com/site/groaningsoul/Home/anyeen.mp3?attredirects=0[/rams]
وما عدتُ أقوى على كبح جماح الأنين
حتى سال كما دمعي
حروفاً تهتف لكِ
بكل مافي قلبي من ألمٍ وافتقادٍ ووحدة
" اشتقتُ لكِ يا أماه "
أماه ...
كنتِ تنتظرين عودتي بفارغ الصبر
وكأنَّ قلبكِ الطاهر
أحس بأنها النهاية
نهاية ألمك
وبداية ألمي
الآن ... عرفت حقاً
الغربة الحقيقية
فصوتكِ يا أماه
كان يهون علي غربتي
فبدل أن أرتمي بين أحضانكِ
كانت مسامعي ترتمي بين أحضانِ صوتكِ
فتعود لي الحياة
وتندمل كل الجراح
واليوم ...
اليوم يا أماه ...
مازلت أنسى
وأمسك الهاتف الحزين
الذي لطالما هرولتُ عبره إليكِ
محاولاً أن أرتشف ولو حرفاً
من حروفكِ
ولكن ...
سرعان ما أستفيق من وهمي
سرعان ما ترميني الدنيا
بسهم الخيبة
فأعود كما كنتُ ... أنيناً
أنيناً فحسب
................
الآن يا أماه
قد غدوتُ دونكِ يتيماً
وحيداً ... حزيناً
غريب الوطن
غريب الروح
لم يبقَ لي
سوى ذكراكِ العطرة
أتنشقها مع كل نفسٍ لي
حتى يكون اللقاء
الذي سأظل أترقبه ماحييت
في ظلِّ عرش الله
.........
أُحِـبـُــــكِ للأبــد
.........
طِـفـلُـــكِ
[/frame]