اتصل بادارة الموقع البحث   التسجيل الرئيسية

 


العودة   منتديات عاصمة الربيع > الاقسام العامه > القسم العام

القسم العام للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-02-04, 01:20 PM   رقم المشاركة : 1
البحـــر
عضو مؤسس
الملف الشخصي







 
الحالة
البحـــر غير متواجد حالياً

 


 

مراد هوفمان…من متحدث باسم حلف الأطلسي وأحد أبرز مفكري الغرب إلى داعية إسلامي




مراد هوفمان…من متحدث باسم حلف الأطلسي وأحد أبرز مفكري الغرب إلى داعية إسلامي


أمنيتي الباقية أن ينعم الله على ابني الوحيد بالإسلام كما أنعم علي، فالإسلام نور وهداية يطمئن الله به العقول والنفوس والقلوب الحائرة. آمل عندما أزور ابني خلال شهور الشتاء أن يكون قد لحق بي.. نعم ابني مشغول بأعماله التجارية، إلا أنني موقن أن الله سيحقق لي أمنيتي».
بهذه الكلمات اختتم ويلفريد هوفمان سفير ألمانيا السابق في الرباط حديثه إلينا بعد أن استمر أكثر من 45 دقيقة روى خلالها واحدة من أعظم قصص إسلام الغربيين المعاصرين، ورؤيته لمستقبل الإسلام في العالم بعد انهيار الشيوعية، وهي الرؤية التي أثارت- ومازالت تثير- جدلاً كبيراً في الغرب.
ويلفريد هوفمان أو مراد هوفمان كما سمي نفسه بعد إسلامه وكما يحب أن يناديه الناس به، واحد من أبرز مفكري الغرب المعاصرين، حيث ألف كتباً عديدة ورائدة في الفكر الفلسفي، وتولى واحداً من أهم وأخطر المناصب في العالم، وهو منصب المستشار الإعلامي لحلف شمال الأطلنطي أثناء عمله بالخارجية الألمانية، والذي أتاح له التعرف على واحدة من أهم المحطات التي أدت به إلى الإسلام وهي كما يسميها ملحمة الجزائر المسلمة.
قال هوفمان: عملي كدبلوماسي أتاح لي القراءة الفكرية بهدوء وروية، وقد أدت بي القراءة إلى نتيجة مؤداها أن الحضارة الغربية قد وصلت إلى حافة الانهيار، ولم أكن أعرف كثيراً عن الإسلام، وما كنت أعرفه كان مشوهاً، ولكن عندما عملت في السفارة الألمانية بالجزائر (1962) تعرفت على الإسلام، وكنت شغوفاً بمعرفة هذا الدين الذي قدم أبناؤه بالجزائر فقط مليون شهيد لتحرير بلادهم. وبالطبع كان علي أن أتعلم العربية ليزداد فهمي للإسلام، وأن أقرأ القرآن الذي أمد هؤلاء المجاهدين بالكثير من الاستبسال والمقاومة.
وكما يذكر هوفمان فإن اعتناقه للإسلام أشبع لديه الجانب الروحي ووازنه بالجانب المادي لدرجة أنه أصبح مستريح القلب هادئ النفس. كما أن اعتناقه للإسلام أوجد له إخوة كثيرين في العالم يتألم لألمهم ويفرح لفرحهم. يشير هوفمان إلى أنه تعرف على معاني تلك الإخوة الإسلامية عندما كان متجهاً لأداء العمرة في منتصف ديسمبر 1982. ففي مكتب فحص الجوازات بجدة وجه مسؤول الجوازات السعودي نظراته متمعناً عدة مرات في تأشيرة الحج حتى بدأ يساور هوفمان القلق بأن هناك شيئاً ما خطأ. وفجأة لاحظ هوفمان الدموع تنساب من عيون مسؤول الجوازات، وبغير انتظار وجده يقفز عليه محتضناً إياه ويقول بأعلى صوته «أخي في الإسلام»، ويضيف هوفمان أنه كثيراً مايشهد دموع الفرح هذه في وجوه المسلمين الشرقيين عندما يعرفون أنه مسلم، وإذا قدر- كما قال- للغربيين أن يفهموا تلك المشاعر لأدركوا بشكل أفضل أسباب فشل جهود التبشير المسيحي بين المسلمين. فالمسلم وإن كان لايحفظ القرآن كله أو نصفه أو يحفظ فقط سورتي الفاتحة والإخلاص يشعر بأن لديه معلومات كثيرة عن الله، وأنه أوفر حظاً من أولئك الذن يعتنقون أفكاراً تنطوي على الشرك مثل: ابن الله وأم الله والثالوث المقدس- الأب الابن والروح القدس- والخلاص عن طريق التضحية بالذات الإلهية والأسرار المقدسة.
ومنذ أعلن مراد هوفمان إسلامه في 25 سبتمبر 1980 آثر أن يقرأ الكثير عن الإسلام ويعايش أتباعه وألا يشتبك مع الغربيين في حوارات جدلية عقيمة حول الإسلام رغم انتقاده اللاذع للحضارة الغربية. وربما يكون هدوؤه واتزانه فضلاً عن كفاءته هما السبب الرئيسي في اختياره لمنصب المستشار الإعلامي لحلف شمال الأطلنطي. وبتوليه هذا المنصب عرف الكثير من نيات الغرب تجاه الإسلام، والعجيب أنه عندما ناقش بعض زملائه في الحلف عن أسباب ابتعاد الشباب الأوربي عن المسيحية اتفقوا جميعاً على أن المسيحية قد انهارت، وأن العالم بحاجة إلى بديل جديد، وعندما أخبرهم أن هذا البديل هو الإسلام وأنه قد اعتنق هذا الدين ظنوا أنه يمزح ويضحك ولم يصدقوه.
ضجة عالية
ومع بداية عام 1992 وفي يوم 23 مارس بالتحديد أجبر هوفمان العالم كله أن يستمع إليه، ونجح في أن يجذب إليه أنظار رجال الساسة والدين والصحافة عندما شنت عليه الصحافة والتليفزيون الألماني، وخاصة مجلة ديرشبيجل الواسعة الانتشار، هجوماً حاداً بسبب عزمه على إصدار كتاب يدعو فيه الغربيين إلى الإيمان بالإسلام، كبديل عن إفلاس الحضارة الغربية والديانة المسيحية.
كان هوفمان حينذاك سفيراً لألمانيا في المغرب، وذهب التليفزيون الألماني ليسجل معه حديثاً تلفزيونياً، وبالفعل بث التلفزيون حديث السفير وأسبقه بصورة السفير وهو ساجد يؤدي الصلاة على سجادته بمكتبه، وصوت مقدمة البرنامج تقول: أمن المعقول أن ألمانيا في طريقها لكي تصبح دولة إسلامية تخضع للحكم الإلهي الإسلامي؟!
ورغم أن هوفمان تحدث للتلفزيون والصحافة الألمانية كثيراً عن الإسلام وسماحته وعدله ومستقبله، فوجئ بأن أحاديثه تم تحريفها وتحولت إلى هجوم عليه، وطالب وزير الخارجية وقتئذ جنتشر بإقالته وسحبه، واتهموه بأنه ألماني ساذج ناقص عقل ومغفل. إلا أن موقف وزارة الخارجية الألمانية كان موفقاً بعد أن أكدت أن للسفير هوفمان الحق ككل مواطن آخر أن يعتنق الدين الذي يؤمن به، وليس هناك أي دليل مباشر أو غير مباشر على أنه قد أساء استغلال سلطته المخولة له كسفير، أو أنه قد خالف القانون الألماني.
وبعد أن أنهى هوفمان مدة خدمته كسفير بالرباط، آثر أن ينهي عمله بالخارجية الألمانية، وأن يتوجه للعيش في اسطنبول مع زوجته التركية المسلمة الجديدة، ويتفرغ للدعوة الإسلامية، ولتأليف الكتب التي يؤكد فيها انهيار الحضارة الغربية.
قال هوفمان لقد آثرت التفرغ لإعداد دراسة حول مستقبل الإسلام، والحمد الله اتخذت طريقها للترجمة بالعربية، وسأتبعها بترجمة دراسة جديدة لي، ستكون بعنوان «الطريق إلى مكة والمدينة المنورة»، وستكون قريبة الشبه بكتاب محمد أسد الذي تعلمت منه الكثير، وفي تلك الدراسة أوضحت كيف يدعو المسلمون إلى إسلامهم، وماهي الصعوبات التي تواجههم، وجدوى الحوار مع غير المسلمين وخاصة المسيحيين.
- ولكن ماهو منهج الدعوة الصحيح إلى الدين الإسلامي وخاصة في الغرب؟ يجيب هوفمان قائلاً: المنهج الصحيح للدعوة الإسلامية خاصة في الغرب يستلزم أولاً أن نعرف طبيعة المجموعات المستهدفة أو المطلوب توجيه الرسالة إليها. فقبل أن أوجه رسالتي يجب أن يكون المستقبل لها مقتنعاً بما أقوله من آراء وتوجيهات. وفي الغرب هناك أشخاص كثيرون لايؤمنون بالله تعالى وهم يعترفون بذلك، فلا يعقل أبداً أن أقول لهم قال الله كذا وكذا، ولكن علي أن أوجه لهم رسالة علمية واضحة بحقائق كونية وبراهين مختلفة، ثم أطابق هذه الحقائق بما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى، بحيث إذا قلت أن الله تعالى قال كذا تكون معي الحقيقة العلمية والبراهين التي تؤكد ذلك حتى يتحقق الإيمان بالله تعالى. والدعوة في الغرب- كما يقول هوفمان- لاتتطلب إسرافاً في الأمور، بحيث يصبح الداعية منبوذاً بسبب كثرة مايمليه على المتلقي، ولكن على الداعية أن يكون حريصاً إلى أبعد حد على معرفة شخصية ونفسية الذي يوجه إليه الرسالة، حتى لايتحول الأمر إلى العكس، لأن المشكلة في أوروبا أنهم في حاجة إلى إقناع أولاً، ثم الدعوة في المقام الثاني، فلو اقتنع الفرد بما تقول فسيكون من السهل عرض الرسالة عليه بالأسلوب اللين السهل.
ولكن ماهي أبرز الصعوبات التي تواجه الإسلام والمسلمين في الغرب؟
يقول: هوفمان: هناك العديد من الصعوبات، أهمها تشويه صورة الإسلام في الأجهزة الإعلامية، فصورة الإسلام أصبحت مدانة من قبل الغربيين، وتلك الصورة المدانة جزء لايتجزأ من العقلية الأوربية، وللأسف الحروب الصليبية لم تنته، ولكن عادت بأشكال مختلفة، فالبابا ليس هو الذي يدعو اليوم للحروب الصليبية، ولكن الأمم المتحدة ومجلس الأمن يدعوان لسحق شعب مسلم كما حدث مع البوسنة، أو لفرض حصار على دولة مسلمة ضحية للعدوان الاستعماري الغربي. وأقول: في الغرب اليوم هناك نغمة سائدة وهي إجهاض أي تعاطف مع الإسلام والمسلمين، والدليل على صحة ماأقول ماحدث مع د. آنا ماري شيمل الباحثة الألمانية في الحضارة الإسلامية عندما دافعت عني اضطهدوها. كذلك فإن المؤسسات الإسلامية في الغرب قاصرة، ولابد أن تكتفي تلك المؤسسات بالدعاة المؤهلين العاملين في حقل الدعوة في الغرب، وأن يكون الدعاة على قدر كبير من العلم والثقافة لأنه من المهم جداً أن يفهم الداعية لغة من يخاطبهم، وألا تعتمد هذه المؤسسات على الدعاة الذين تعينهم الحكومات هناك لأنهم غير مدربين وغير مؤهلين لهذا العمل، كما أن المسلمين في الغرب يرفضون هؤلاء الأئمة الذين تعينهم الحكومات. وعلى أية حال ورغم تلك التحديات التي يواجهها الإسلام فإن مستقبل الإسلام في الغرب قادم، وهو الآن ينتشر بصورة مذهلة أوجدت الرعب في نفوس الغربيين، وأعتقد أن الإسلام ينتشر في الغرب بسبب كراهية الناس هناك للحياة المادية الغربية، التي لاتؤدي إلى شيء سوى كراهية كل شيء.
سألت هوفمان: لكن ماهي رؤيتكم للحوار مع الغرب بعد أن شاركتم في مؤتمرات حول الإسلام والحوار الحضاري مع الغرب؟
أجاب هوفمان قائلاً: الحوار بين الإسلام والغرب شيء مستحيل الآن، لأن الغرب ينظر للإسلام على أنه ديانة تحد من حرية الفرد، فمثلاً الإسلام يأمر بمنع شرب الخمر، ويأمر بالاستيقاظ مبكراً للصلاة، وكذا الحج في ظروف شديدة الحرارة، وكل تلك الأمور لاتروق للإنسان الذي يبحث عن تطوير ذاته بذاته. أما الحوار الذي يكون فيه فائدة فهو مع المسيحية، شريطة أن يفهم كل طرف أننا نعمل في قارب واحد، وأن تفهم المسيحية أنها يمكن أن تكون أقلية في الغرب كما هو الحال مع الإسلام.
ويختتم هوفمان حديثه مطالباً المسلمين أن يكونوا متفائلين دائماً، وأن يعملوا للحصول على أي مكسب معنوي تجاه دعوتهم، وأن يستفيدوا من كل شيء حولهم، فمثلاً شبكة الإنترنت يمكن أن يستغلها المسلمون لصالح الإسلام والمسلمين وليس العكس، فيمكن لنا أن نرسل بالإسلام إلى شاشاتهم وبرامجهم بدلاً من الصور الفاضحة التي يرسلونها إلينا. وإذا كان الاتهام ملقى على الإسلام بالإرهاب ولما يقوم به بعض المسلمين غير الفاهمين لدينهم فإن الإسلام منه بريء. وهذا الإرهاب- في رأي هوفمان- كان فرصة لتعرف الكثيرين على الإسلام وقراءة مؤلفات المسلمين وترجمات الكتب وكما يقال «أتت الرياح بما لاتشتهي السفن».


م
ن
ق
و
ل




وتحياتي









التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع

تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم