[align=center][[glint]
[glow=FF9900]هز لندن " ضاري " وبكاها ![/glow] [/glint]
أما قبل:
رماني بنظرة عْـيونه ، و .. لدها
ومـن نظـره عرفـت إنـــه ولدها
إلى هالحين أحب أمه ، والادهى ..
الى هالحين أبجي مْن الفْراق !
وأمك يا هذا الولد ..
ما هي " مَرَهْ "
أمك : بلد
أمك : عراق !
((م . ر))
(1)
حكاية ما تزال تـُقرأ :
هي حكاية هذا الشيخ الجليل " ضاري المحمود " .
هذا البدوي العظيم الذي لم يتحمل غطرسة ، وغرور ، وجلف المستعمر الانجليزي في العراق.
ترك ولديه " سليمان " و " خميس " في الخارج ، ودخل إلى اجتماعه مع الكولونيل " لجمن " في " خان النقطة " .
كان " لجمن " ، مرة يُذكّر الشيخ " ضاري " بمصير من قُتل أو تم نفيه من الذين واجهوا الاحتلال من شرفاء العراق ، ومرة يُذكره – ويغريه – بالامتيازات التي حصل عليها الخونة . ولأن الشيخ من سلالة أكثر ما تمقته هو الخيانة ، ولأن لديه " عِرض " يرفض العـروض .. و " كرامة " ترفض التهديد ... وبعد أن علت الاصوات ، وأحتد النقاش بينهما .. أقتحم ولداه "سليمان" و " خميس " المكان ، ووجها فوّهات البنادق إلى صدر " لجمن " .. أما الشيخ .. فقد سلّ سيفه من تحت عباءته ، وأنحنى على " لجمن " الذي يتخبط بدمه ، وقام بقطع رأسه .
وأشتعلت " ثورة العشرين " .. وقامت قبيلته " زوبع " الشمريّة بقطع طريق السكة الحديد ، وما يحمله من عتاد ومؤن للجيش الانجليزي الى بغداد .. وقاموا بضرب السفن التي تحمل الجنود ، واستطاعوا ان يقطعوا خط النهر عليهم ، وصاروا يصنعون لهم الكمائن القاتلة .. وببنادقهم البسيطة أزعجوا الاحتلال في منطقة الفرات ، وقطعوا الامدادات عنه .. بل انهم استطاعوا في إحدى المرات اسقاط إحدى الطائرات .
شن جيش الاحتلال الانجليزي أشرس الحملات على " زوبع " وشيخها العظيم بكل ما يمتلكه من أسلحة .. وقامت سلطات الاحتلال ( ومن يعاونهم ) بأصدار حكم الاعدام على الشيخ وولديه ، وتم قطع المياه عن ديارهم ومزارعهم ... وتحت هذا الحصار ، نزح الشيخ وقبيلته عن ديارهم .
مرّت السنوات ، وكبر الشيخ .. وأشتد عليه المرض .
وفي إحدى الزيارات إلى الطبيب المعالج .. خانه سائقه الأرمني ، وبدلا من الذهاب الى عيادة الطبيب توجه به الى احد المراكز ، وسلمه الانجليز الذين وعدوا بمكافآت ضخمة لمن يأتي بأي معلومة عنه .
وفي محاكمة سريعة ، وغير عادلة ، تم تحويل حكم الاعدام ، الى السجن المؤبد .. وبعد أيام ـ في السجن ـ أشتد على الشيخ الثمانيني المرض ( ويُقال انه سُمّم في سجنه ) مات الشيخ الجليل ، والمجاهد العظيم " ضاري المحمود " .
يقول الرواة :
أن ذاكرة بغداد ، لا تذكر جنازة أعظم وأكثر مهابة من جنازة " ضاري " ..
عبرت من " كرخ " بغداد إلى " رصافتها " .. ولولا النهر لحضنت إحداهما الاخرى !
دارت الشوارع أكثر من أربع ساعات على الاقدام ..
كان فيها بكاء ، وحزن ، وشموخ ، و " هوسات " ، وأهازيج :
" هز لندن ضاري وبكاها .. منصورة يا ثورة ضاري .. منصورة يا ثورة ضاري "
كانت النساء تبكي .. وتزغرد !
كانت بغداد تبرق بأضواء العيون ودموعها ، وترعد بالاهازيج .
أصر الصغار من طلاب المدارس على المشاركة ، وأمام اصرارهم تنازل الكبار عن شرف
دفن الشيخ ، وقام بهذا العمل تلاميذ المدارس .
كان له دمٌ حرٌ ، عربي ٌ ، شريف ، لا يقبل الذل
دمٌ .. لا تعرفه عروق الذين يسكنون " المنطقة الخضراء "
دمٌ .. ما يزال يجري في عروق " حارث " .
حكاية ما تزال تـُكتب :
" حارث سليمان الضاري " .
[glint][glow=330066]
v
( `·.¸
`·.¸ )
¸.·
( `·.¸
`·.¸ )
¸.· )
( .·
ב ¨) (¨`×
¸.·¸.·¨) (¨`·.¸`·.¸
(¸. ( ( قلــــــــــــم ثائــــــــــــر )) ) `·.¸)
(¨`·.¸`·.¸ ¸.· ¸.·¨)
.¸)([/glow][/glint][/align]