السلالم المذهبة
بالامس لما رجعت متاخرا من الاخ ابوالاصالة بعد ان تعشيت معه على المقسوم وبعدها كتبنا وتناقشنا بمواضيع جميلة ونهضت منه اخر الليل وسلكت طريق هارون الرشيد الذي يوصلني الى سوق العزيزية المركزي ولما كان الطريق مغلق للاصلاح سلكت الطريق الموازي للمقبرة فسلمت عليهم كما علمنا رسولنا الكريم واستمريت بالمسير بهدوء وسكينة وانا ماشي تذكرت حر اليوم الشديد وان الانسان لايستطيع ان يقف تحت اشعة الشمس دقيقة واحدة من الحرارة فانصرف ذهني الى من يسكن هذه القبور كيف يكون وضعه ووخاصة ان القبر مظلم لانور ولاتبريد مطبق عليه من كل الجهات ولامن ياتيه بالماء واوالخبز مثل خبز البيت الذي اكلناه عند صديقي ولامكيف ولاتلفزيون يسليه اونت يخاطب من خلاله العالم البعيد اوالقريب وكيف يكون وضعه وهو تحت اشعة الشمس وجسده راقد تحت الثرى ثابتا لايتقلب على جنبه مثل قصة اصحاب الكهف وهل لديه انيس يؤنس وحدته ام مضطجع لحاله على جنبه وهل لازال القماش الابيض يكسو جسده العاري ام تفتت عنه وتركه بدون رداء وهل يعرف من يقيم بجنبه ويتزاورون مثلنا بالحياة ام لا؟اسئلة كثيرة غطت على فكري وتفكيري عن مطبات الطريق فقفزت فوق احداها ولااعلم ولكني استعذت بالله من الشيطان وقلت هذا كل هذا الشريط الذي مر بخاطري هومن علم الغيب والله تعالى خلقنا بحكمته وارادته ومشيئته فهو تعالى لن يعذبنا او يختار لنا نهاية تعيسة مادمنا نوحد الله تعالى ونعبده فاكيد لهؤلاء الاموات وضع خاص ونظام خاص يختلف عن انظمتنا بالدنيا اكيد انهم لايخضعون لنظام الشمس الحارق مصدر تساؤلاتي كلها
اكيد انهم في وضع البعض راض عنه والاخر غير راضي وانا اسير بهدوء كانت هذه الاجابات تطرق فكري وكياني حتى وصلت الى المكان الذي يتجمع فيه الشباب العاطل والمفحط بسيارات اهاليهم واهاليهم نائمون بالعسل مع ستاتهم اللواتي لايسالن عن اولادهن لدرجة ان احدهم قتل هاهنا بسبب خزة عين من واحد اخر وابوه مايدري الابعد يوم اقول ان هؤلاء في عالم الحركة والتهور والتفحيط والبوليس يراقب عن بعد وعالم المقابر هاديء ساكن يرضى احدهم بحجرة مترين في متر ونحن لانرضي بالبيوت ذات الادوار المعلقة والسلالم المذهبة
عجبي
المحامي
خلف الاسلمي