[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأنسان يمر في حياته بمراحل عمرية مختلفة تختلف من سن لسن ومن المراحل مرحلة العمر مابين سن السادسة والثالثة عشر تقريبا فالكثير من الناس لايعيرون من هم بهذه السن أي اهتمام وقد نسوا أن هذه الفئة هم جيل المستقبل ورجاله فسيكون منهم العلماء و المشائخ والأطباء والمعلمين ورجال الأمن وغيرهم وللأسف أننا نغفل عن التعامل مع هؤلاء بالمعاملة الحسنة لان ذلك يعود على الجميع بالخير ومن هم بهذا العمر يتأثرون بالمعاملة التي يعاملهم بها الناس ولكن كما قلت للأسف ترى من الناس العجب العجاب في التعامل معهم واحتقارهم وعدم الاهتمام بهم ومن ذلك أحيانا قد يأتي احد الآباء بأبنائه معه عند احد أقاربه او معارفه ويجلسون مع الرجال عندها سترى عجبا فالبعض من الرجال عندما يأتي لهذا المجلس ويسلم يقوم له الرجال ومن ضمنهم هؤلاء الصغار وذلك للسلام عليه ولكنه للأسف يتجاهل هؤلاء الصغار فيتركهم ولايسلم عليهم وهذا بلاشك يؤثر عليهم وأيضا البعض عندما يقوم بصب القهوة والشاهي يتجاهل هؤلاء الصبية ولا يصب لهم وهذا أيضا يؤثر فيهم و البعض عندما يمر على الأطفال لايسلم عليهم ياترى ماسبب احتقار الناس لهم وعدم الاهتمام بهم في أمورا كثيرة ولكن ماذكرته غيض من فيض هل نسيتم قدوة البشر جميعا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كيف كان يتعامل مع الأطفال وقد كان شديد الاهتمام بالأطفال فقد دعا إلى تأديبهم وغرس الأخلاق الكريمة في نفوسهم والشفقة عليهم
فقال صلى الله عليه وسلم ((من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا )). او كما جاء عنه وكان صلى الله عليه وسلم يمر على الصبيان فيسلم عليهم ومن اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالصغار عندما يصلي بالناس فيسمع بكاء الصغير فأنه يسرع بالصلاة
ومن مواقفه العجيبة انه كان يخطب بالناس فجاء الحسن والحسين فجعلا يمشيان ويعثران فنزل من المنبر صلى الله عليه وسلم وأخذهما
فقال( واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم )
ومن صور تعامله مع الأطفال
حادثة "عمير"، و هو طفل صغير كان لديه طائر جميل و كان الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام كلما مر به يسأله قائلا: "يا عمير ماذا فعل النقير؟ و في أحد الأيام وجد النبي عليه الصلاة و السلام عميرا يبكي فسأله: لماذا تبكي يا عمير؟ قال: مات النقير، فجلس يلاعبه ليخفف عنه عليه الصلاة والسلام، فسأله الصحابة حينما مروا به: ماذا تفعل يا رسول الله؟؟ فقال : مات طائر عمير فقمت ألاعبه"
لقد أحس النبي صلى الله عليه الصلاة وسلام بأهمية الطائر بالنسبة للطفل و لم يسخر من بكائه، ولم يتجاهله أيضا كما يفعل العديد من الناس بما فيهم الآباء المنشغلين دائما عن أبنائهم ، بل جالسه و لاعبه حتى نسي همه وكمده.
وايضا عندما اطال في احدى سجداته وبعدما سلم من الصلاة قال لقد ارتحلني الحسن والحسين وانتظرهم حتى نزلوا عن ظهره الشريف صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن الحسن والحسين اما نحن فنتكبر ونترفع عن ملاعبة الصغار وللأسف البعض عندما يجد شخصا يلاعب أبناءه ينتقده ويسخر منه ونسي ذلك الصحابي الذي قال يا رسول الله إن لي عشرة من الولد لم اقبلهم أبدا فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا افعل بمن نزعة الرحمة من قلبه او كما قال صلى الله عليه وسلم أخواني وأخواتي والله إنها فرص تفوت علينا خاصة مع من هم في مثل هذه الأعمار فهم يستقبلون ويحفظون فلو احدنا احتسب من وقته دقيقه او دقيقتين وسلم عليهم ومسح على رؤؤسهم واخبرهم بأي عمل من أعمال الخير ومن ذلك لو قال لهم أنه من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة فإن الله يصلي عليه عشرا وكذلك من سلم على الناس فإن له بذلك اجر وايضا من احتسب اجر تعليمهم سورا من القرآن واقل شيء لو احدنا يعلم طفلا سورة الفاتحة وحفظها كم من الأجر الذي سيناله ذلك المعلم لأن هذا الطفل سوف يقرأها حتى الممات وأجرها يصل لمن علمه إياها أيضا لو احدنا علم هؤلاء الصغار الأذكار اليومية وأمورا كثيرة وبنفس الوقت يسيرة لاتكلفك من الوقت الأ الشيء اليسير وأمورا كثيرة فيها من الخير مافيها ولكن للأسف التقصير منا نحن وصدقوني أننا منذ كنا بنفس عمر هؤلاء لانزال نذكر شيئا من تعامل الكبار معنا سواء كان من ناحية الاهتمام والمعاملة الحسنة او التهميش لنا واحتقارنا لصغر سننا وقتها ومثل هذه التجارب أفادتنا عندما كبرنا وأصبح درس لنا نطبقه على الأجيال التي تمر بنفس أعمارنا آن ذاك لأن الصغير يتأثر بمن حوله إن خيرا فخير وإن شرا فشر فكم من صغير تعلم من الكبار شيئا من الأخطاء وسوف يستمر عليها وللأسف إن قدوته سيتحمل من الإثم مثل إثم من عمل به وكم من صغيرا تعلم من بعض الكبار الخير وسوف يكتب الله للكبار بسبب هؤلاء الصغار الخير الكثير على مر السنين حتى لو لم يعلم هؤلاء الكبار لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول من سن سنة حسنه فله أجرها واجر من عمل بها إلى قيام الساعة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى قيام الساعة . إخواني وأخواتي ياليت كل واحد منا يحاول أن يقوم بما يعود عليه وعلى هؤلاء النشء بالخير لأنهم هم جيل المستقبل وصلاحهم صلاح للأجيال القادمة بإذن الله ويجب أن لانحتقر الصغار لأن البعض قد يحتقرهم ولايهتم بهم فتجده يدخن او يشاهد الأفلام او يسمع الأغاني والأطفال عندما يشاهدون هؤلاء الكبار على مثل هذه الحال يعتقدون أنهم على حق وان هذا الشيء يجوز ولكن للأسف الكثير لايبالي بذلك نسأل الله أن يوفق الجميع لمرضاته .
كما أوجه الخطاب لأخواتي فالموضوع عام للجنسين رجالا ونساء ولكن حتى لا أطيل أكثر بالكلام اقتصرت بالكلام على فئة الرجال فقط مع أن الموضوع عام للجنسين ويجب أن تعامل النساء البنات الصغيرات بنفس ماذكرته في حق الذكور .
انتظروني بداية الأسبوع القادم بأذن الله في موضوع جديد بعنوان معاناة الفقير مع السوق .
كتب بقلم أخوكم/ العجيب ـ ابوسلطان[/align]