عشرة أمتار وتسعة أشهر ومعنى اليتم الحقيقي

[ّ~بوح مجنون~]

اللهم لك الحمد كما ينغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا
اللهم لك الحمد لانحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك

اما قبل..

تسعة اشهر وعشرة أمتار
هي الحد الزماني والمكاني للضريحين
أمي وأبي
رب ارحمهما كما ربياني صغيرا

كنت كثيرا ما ألح على والدي ابي وامي بطلب الانتقال للرياض
حيث اخوتي واخواتي والاقارب والمستقبل والطموح
كثيرا كنت اطلب منهما ذلك كثيرا جدا
وكانا كلاهما يقرران انهما من هذا البيت بحي الخالدية
الى مقبرة الشهداء بحفر الباطن
كثيرا جدا كانا يرفضان

تعب والدي واصابة الشلل لمدة الخمس سنوات تقريبا
فتغير رأيه وقال انا معك حيثما كنت انت
لكن لم يكن بمقدوري ترك ست الحبايب التي كانت ترفض ترك منزلها هنا
وزرعها ومعزاتها
تعب والدي وانتقل بالاخلاء الطبي للرياض
إلى أن توفاه الله وغسلته بيدي رحمه الله هناك ودفن في قبرة النسيم

اعود ادراجي الى حفر الباطن دون رفيقي والدي
اعود وحيدا الى غرفته بمنزلي واطوي سريرة ... يا الله رحماك

لم يبقي لي إلا والدتي
أحاول مجددا بوالدتي بالانتقال للرياض حيث زاد على الاحبة وجود قبر الحبيب والدي
وكانت تكرر ماقاله والدي من هنا من الخالدية الى تلك المقبرة
تمر الايام والشهور ويأتي رمضان فأستأذن والدتي التي كانت تشكو ألم في قدمها
استأذنتها للسفر الى مكة فآذنت لي
اتصلت بي اختي لتطلب مني العودة فوالدتي تشكو الم قدمها اكثر
حضرت في 12/ رمضان وقالت امي(والله انه الموت بس حللوني) يمه وش تقولين
مابك الا العافية وهذاك تروحين للحمام وتصلين الحمد لله!!!
ذهبنا للرياض انا وهي
قلت لها بالطائرة يمه اذا رجعنا للحفر تراك بتسكنين ببيتي مو جنبي
قالت ياوليدي الظاهر الحفر ماهو حاصل مره ثانية يمممممممه اذكري الله

بالرياض عرق نسا جلطات في القلب تضخم بعضلة القلب فشل بالكلى
الى ان توفها الله بعد ايام فسبحان الله على احساس الام
نعم قالت لي وهي تمشي الحفر ماهوب حاصل


ودفنت وانزلتها القبر بيدي
بالرياض
بمقبرة
النسيم
لايفصلها عن والدي الا
تسعة اشهر وعشرة امتار
فسبحان من جعل لهم بلدا ميلادا
وبلدا اخر رزقا
واخر موتا واجتماعا كم اجتمعا في الدنيا
رب ارحمهما كما ربياني صغيرا


اليتم عن الكبر اقسى منه عند الصغر

لم اشعر يوما مهما قلت ووصفت عن مشاعر يتيم او يتيمة
سألت ذات مرة شيخا...
ماهو سن انتهاء اليتم؟
قال بلوغ اليتيم سن الخامسة عشرة تقريبا...

اذن مالذي اشعر به الان؟؟
اقسم بالله أن كان اليتيم يشعر بنصف ما اعانية
فإنه يستحق منا كل عطفٍ ورعايةٍ واهتمامٍ وانصاف
يا إلاهي!!
هذا رأيي با اليتم وقد احسست ببعضه كبيرا
فكيف بهم أولئك الصغار؟؟
اتراهم لايشعرون باليتم الحقيقي لعدم اكتمال مشاعرهم؟
ام تراهم لم يختلطوا بعد بوالديهم مثلي؟
اقسم إن معنى اليتم يسكنني كل لحظة فأتوارى خشية شيئٍ لا أعلمه!!

ولماذا ياشيخ اليتم فقط عند الصغر؟
ألم تفقد والديك كبيرااااااا؟
ألم تشعر بأنك تائها في كل الدنيااااا؟
ألم تغفو وتصحو وقد فقدت والديك في أقل من عاااااام؟
ألم تكن تنعم بدعائهما صباحاً مساء عند خروجك ودخولك ثم فقدت هذا الدعاءءءءءء؟

ياشيخ
يااااااااشيخ
اعد كل مادرسته عن اليتيم واليتم..
اعد كل ماعرفته انت في علم النفس عن معنى اليتم...

ليس اليتم احتياااااااج...
وليس اليتم فقدكلمة يمه يبه...
وليس اليتم فقد بضع ريالات توضع بيدك...
وليس اليتم كسوة ترتديها ياشيييييخ...
ياشيييخ

إن اليتم
إن اليتم
إن اليتم
هو ما لا أجده الآن من تلك الدعوااااات..
هو ما افتقده من تلك الرائحة الزكية لهماااا..
هو ان افقد وقت خروجي قول ابي يرعاك الله اينما وجهت
وهو ان افقد قول ابي عندما اتوجه للنوم(جعلها نومة هنية)...
هو ان افقد قول امي عندما اقول تمسي على خير يمه لترد مامساك شر ان شاء الله
وهو أن فقد دعواتها كل مساء

ياشيخ هذا ما اعرفه انا عن اليتم
فهل هم ايتاااااااما؟؟