كان يا ما كان في زمن كنت تبتسم لأشخاص لا تعرفهم - طبعاً ابتسامات لوجه الله -
لحظتها كانت تُرد لك الابتسامة بابتسامة أحلى ..
وعندما تصادف هؤلاء الأشخاص لاحقاً يبادرونك الابتسام فتتكون بينك وبينهم
علاقة طيبة مبنية على الابتسامات ...
أما الآن ..
فلا ترى إلا كائنات خطت عليها التجاعيد خطوطها باكراً من شدة العبوس
فعندما تبتسم في وجه شخص لا تعرفه ابتسامة لوجه الله تدور الشكوك حول مغزى
تلك الابتسامة وتصبح شخصاً مشبوهاً أو مغفلاً !!
وكأن الناس قد تناسوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
« تبسمك في وجه أخيك صدقة ».
السبب الذي دعاني للكتابة في هذا الموضوع
هو أن لي زميل لا تفارقه ( التكشيرة ) أبداً .. وعندما أقول ( أبداًً ) أعني بذلك
أنني لم أرَ صف أسنانه إلا منذ عدة أيام .. حين أتى يطلب مني ( مبلغ من المال ) سلفة ..
حقيقةً لم أتعرف عليه حينها ..
فقد استنكرت تفاصيل وجهه بتلك الابتسامة الطويلة العريضة
إذ كانت شيئاً جديداً عليه ..
وعندما اعتذرت له .. وقبل أن أنهي جملتي ...
عاد الوجه المتجهم مرة أخرى .. وذهب مدبراً دون أن يزيد كلمة واحدة!!
بعد انقراض الابتسامات البريئة المسالمة
حل محلها الابتسامات الملونة .. والتي تكون مخصصة لأناس معينين
حيث تكون المصلحة ..
هل الابتسامات تأثرت أيضاً بموجة الغلاء التي اجتاحت العالم..
فاقتصد الناس في استهلاكها إلا عند الحاجة ؟..