يمكن أن تكون أمك في الحياة رفيقة تثقين فيها , أو شوكة تنغص عليك حياتك , أو قاضيا جائرا , أو
رئيسا في العمل لا تنتهي مطالبه , أو مستشارة لك ذات ذوق رفيع في الموضة , أو صديقة حكيمة , أو
عدوا هدفه أحيانا التأكد من أنك لن تبتسمي بعد اليوم . وربما لهذا السبب لا تتصرفين بشكل
صحيح ...فأنت ساخرة , و صامتة , ودائمة الشكوى , وغاضبة . فكيف لشخص أن يكون جزء من
حياتك في لحظة ما وغريب عنك في اللحظة التي تليها؟ كيف يُعقل أن المرأة - التي أنجبتك , وأطعمتك ,
وتولت رعايتك وتنشئتك وقضت معك معظم فترات حياتك أكثر من أي شخص أخر - لا تعرفكِ مطلقا .
ومن الإنصاف أن نقول إن أكثر المواجهات المشحونة بالعواطف هي تلك التي تكون بين الأم وإبنتها .
ويعتبر سن المراهقة الوقت الذي تقترن فيه تلك المواجهات بقدر من التحدي أكثر من أي وقت آخر ( أو
قولي ليس لها حل !). إن ما ينبغي أن تضعيه في اعتبارك أن كل واحدة منكما لها وظيفة تختلف عن
الأخرى . فعليك كبِنتأن تخاطري وتخوضي التجارب وعلى والدتك أن تشرف وتراقب . وبينما تحتاجين
للخصوصية في المشاعر , تحتاج الأم إلى أن تشعر بأنها تسيطر على الوضع , ولا يتحقق هذا إلا إذا
اطلعت أمك على ما بداخلك من أسرار