[align=center]هذا المقال كتبته في يوم دفنهما ، والقلب يعتصر ألماً
وقد نشرته في قسم المناسبات الاجتماعية في هذا المنتدى
أستسمحك أخي المبارك بوضعه هنا
لعل من يقرأه ، يلهج بالدعاء لهما .
حفر الباطن تودع شابين من شبابهما..
إن من أصعب اللحظات ، وأشدها وقعاً على النفوس ، أن يفقد الأخوة حبيباً له في الله كان يشاركهم أفراحهم وأتراحهم ، ثم و بلا مقدمات تخطفه يد الموت من بينهم لينتهي عمرٌ جميلٌ - ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم - .
ففي يوم الاثنين الموافق 20 / 12 / 1430 من الهجرة النبوية .
غيب الموت شابين يافعين ، من حفظة كتاب الله – عز وجل – من طلاب حلقات تحفيظ القرآن الكريم بجامع الدوسري بحي الربوة
وهما يوسف بن حامد العنزي ووائل بن متعب العنزي .
لقد حزنتُ حزنًا شديداً حينما علمتُ بوفاتها ، عبر تلك الرسالة التي أوجعت قلبي ، وأجرت مدامعي ، وكانت على قلبي كالخنجر القاتل ، خاصةً وقد كنت أتابع أحوالها لحظة بلحظة منذ أن دخلا في الغيبوبة بعد الحادث الذي أصابهما .
وما كنتُ أظن أنني سأرثيهما خاصة في هذه السن، فلله الأمر من قبل ومن بعد، وإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها .
لقد كانت جنازتهما مشهودة ، حضرها الكثير من المحبين ، و كانت مؤثرة جداً ، خاصة في المقبرة وأنت ترى دموع ذويهم وزملائهم ومحبيهم تنهمر على الخدود .
لكن مما يخفف المصاب أنهما مما كانا يحضران مجالس العلم ، حتى حفظ أحدهما كتاب الله كاملاً ، والآخر حفظ ثلث القرآن تقريباً . وكان سبب وفاتهما ذهابهما لشراء ملابس الإحرام .
بكيتك يا أُخَيَّ بدمع عيني *** فلم يغن البكاء عليك شيئاً
وكانت في حياتك لي عظات *** فأنت اليوم أوعظَ منك حياً
فإلى اللقاء في أكمل لقاء ، وأشرف حضور ، وأسمى حشر ، وأجمل تقابل ذلكم الاجتماع الذي لا تنتهي ساعاته ، ولا تنقضي أيامه ولا تنصرم أعوامه ، مهما طالت وامتدت وتعاقبت وتوالت ، إنه الخلود على سرر متقابلين .
أمَّا لقاء ينتهي ، واجتماع ينقضي ، وتقابل يخلفه تدابر ، فلا خير في اجتماع بعده افتراق ، ولقاء يعقبه وداع ، حياة بلا خلود حياة لا خير فيها { وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }.
وفي النهاية أقترح على إخوانهم في مجمع حلقات جامع الدوسري أن يجعلوا لهم وقفاً ولو زهيداً كالبرادة ونحوها من باب تعزيز الأخوّة و الوفاء , و هذا الفعل مما ينتفع فيه الميت بعد موته ، وفيه تسلية لذويهم ولأحبابهم الذين احترقت قلوبهم على فراقهم .
لله ما أخذ وله وما أعطى .... وكل شيء عنده بأجل مسمى ..
اللهم ارحمهما
وارفع درجتهما في المهديَّين .... واغفر لنا ولهما يا ربَّ العَالمين ..
وأفسحْ لهما في قبريهما .. ونوِّر لهما فيه ..
واجمعنا بهم ووالدينا والمسلمين في مستقرِّ رحمتك يا أرحم الراحمين .[/align]