اتصل بادارة الموقع البحث   التسجيل الرئيسية

 


العودة   منتديات عاصمة الربيع > القسم الادبي > القصــه والقصيــده

القصــه والقصيــده قصص الماضي وحكايات الحاضر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-08, 02:47 AM   رقم المشاركة : 1
wael
عضو جديد
الملف الشخصي






 
الحالة
wael غير متواجد حالياً

 


 

اه يا قلبي

--------------------------------------------------------------------------------

اسف رح طول عليكم بقرائة كلماتي







كان يوم زفافي






وكانت الناس ترقص






وكانت الأضواء تنثر نورها مبتهجة






وكنت جالساً وكأنني جبل هامد






والفزع والأطراب كان يلازمني في ليلة زفافي






لأني كنت أعلم أن أبي كان مريضا جداً






وسرعان ما ظهر أبي من بين الناس






فوقفت مذهولاً لما رأيت






فقد كان في كامل صحته






وكان مرتدياً زياً أبيض اللون






وحملني على كتفيه ورقص فيني مسروراً






فقلت له بصوت عالي يلازمه الخوف عليه والغضب معاً






أنزلني يا أبي






فأنت مريضٌ جداً ...






فقال : لا يا بني .. فقد شفيت تماماً






وتلطخت الأفكار في رأسي






وتمنيت أن أصدق ما تراه عيناي






وسرعان ما أتت عروسي






التي كانت ترتدي ثوب الزفاف الأبيض






لكن رداء وجهها كان أسوداً






فرفعته لأسألها عن السبب






فرأيتها تبكي






وكان الكحل الأسود في عينيها كثيفاً






وقلم التخطيط على شفتيها كان عريضاً






فتركتها وهرعت مسرعا لأبحث عن أبي ..






لكني لم أجده وقالو لي أنه لم يعد يرضى ان يبقى هنا






فهنا ليس بمستواه .. بل هو أعلى وأرقى من أهل هنا






وفي ذلك الوقت صحيت من نومي






وأكتشفت أنه حلمٌ غريب






لم أميزه بين جميل وقبيح






وتجاهلت الأمر ..






ومارست يومي كأية يوم آخر ..






لكني في ذالك اليوم






لم أضحك ضحكةً واحدة من قلبي كما في كل يوم






ولم أرى الشمس جميلة مثل كل يوم






ولو أنني رأيت الجنة






لما رأيتها مثلما هي






لا أدري لماذا






وبعد منتصف النهار






كنت جالساً في غرفتي






وجائني خبراً بأنني سوف أسافر لعند اهلي أجازة هي عشرة أيام






وكان ذالك غير منتظر ..!






وتعجبت من الأمر ..






لكن دارت في ذهني أفكارٌ تمنيت أن تكون خاطئة






وتوجهت إلى مدينتي البعيدة من مكان وجودي






وكان الطريق طويلاً






وقد قتلني بالصمت






وأحسست أن الطريق لن ينتهي أبدا من كثرة طوله






و أحسست الساعات تجري والزمان يتقدم






لكني في مكاني






وبعد أن وصلت إلى مدينتي






لم أتمكن من أنتظار عربة تنقلني إلى المنزل






فهرعت راكضاً مسرعاً إلى الشارع الذي أقيم فيه






وقبل أن أصل إليه ببضعت أمتار






نظرت إلى عكس أتجاه شارع بيتي






كي لا أرى ما كنت أظنه






وشاهت في الشارع المقبل فتاة تبكي مع أمها






اللواتي لا يملكن ثمن الطعام






وكان ردائهما ممزقاً






ووجهيهما قد ظهرت منه العظام من شدة الجوع والفقر






وكان ذالك المنظر حينها أشد رحمة من ما كنت أظنه






ووقفت .....






و برمت رأسي إلى شارعنا ..






وليتني ما فعلت ...






ليتني بقيت أنظر إلى تلك الفتاة وأمها






لكان ذالك أرحم لقلبي






ولكن ما رأيته كان أشد ألماً






فقد رأيت تلك الخيمة التي يضعونها لأستقبال المعزيين






و أدركت حينها أن أبي قد رحل إلى دنيا البقاء والخلود






ولكن مع ذلك حاولت أن أقنع نفسي أنها ليست خيمة وفاة أبي






وركضت إلى المنزل






لأجد أمي و أختي و خالاتي يبكون ..






نظرت إلى أمي بعيونٍ مليئة بالأسألة






ولم أستطيع أن أقول لها حرفاً واحداً






ولكنها هزت برأسها وضمتني بعمق وقالت :






نعم يا حبيبي ..






لقد رحل الغالي ...






توفيّ والدك ....






وهنا أحسست فجأة بان الحياة كئيبة






لا طعم لها ولا لون وأن الأشياء من حولي ترتدي ثياب الحِداد






وحاولت أن أسألها كيف أو لماذا ..






واغتالت غصة الم عميقة بقية كلماتي






وفي تلك اللحظة خانتني دموعي






ولم أستطيع البكاء






فالذي فقدته هو أغلى من البكاء






و أغلى من الألم ..






حتى أني لم أراه ولم أقبّل جبينه قبل أن يدفنوه ..






وهذا ما حرق دمعتي و أنفاسي أكثر من أيّ شيئ






وهنا ناديته قائلاً






ها هم جميعهم يبكون في سخاء ..






إلا أنا المفجوع ..






أقف جامداً كالصخرة الصماء ..






أواهً ما أصعبه إذ حرمتني يا رب ..






حتى نعمة البكاء ...






جلست مع كل الناس ..






أراقبهم لثلاثة أيام ..






كلٌ منهم أتى إلى العزاء لأن ذلك واجبٌ عليه






ولا أحد يعلم ما يدور في رأسي






كان كل ما رأيت أحداً من أصدقائي أتى ليعزيني






يزداد ألمي وبكائي






لا أعلم لماذا ..






ولم تفلح الناس المواسية في إزاحة جبال الهموم






التي تراكمت على رأسي ..






حتى حنان أمي عليّ لم يغير شيئاً من نظرتي القاتمة تجاه ما فقدته ..






و كان كلما نظرت إلى أخي الصغير






الذي لم يتجاوز من العمر ثلاث سنوات ..






يتملكني شعور بالحزن والأسى والمسؤليه عليه ..






و أراه يركض بين الناس ويلعب






ويصرخ ( تاتا ..تاتا .. )






وهولا يدرك ماذا حصل لوالده ..






يا ليتني كنت بعمره ..






كي لا أشعر بالفراق و الأشتياق لوالدي ..






و فجأة تذكرت الطفلة التي كانت تبكي مع أمها






لأنهم لا يملكون ثمن الطعام ..






ونظرت إلى أخي الصغير






و أنتابني شعور بالأمل اتجاهه






إذ أنه لو كان جائعاً لبكى ..






لوكان مريضً لبكى ...






لو كان متألماً .. لبكى ....






ولكن الحمد لله أنه لا ينقصه شيئٌ من هذا ..






وعاهدت ربي أن لا أحرمه شيئً ما دمت حياً ...






ونظرت بيني وبين نفسي إلى هموم العالم ..






ومآسي الحروب ..






وتذكرت أنه لطالما سمعت عن اناسً






فقدو الأم والأب والأخ والأخت في يوم واحد






ومازالوا أحياءً ..






وضحكتهم تملئ قلوب أعدائهم بالخوف






برغم كل الظرف الصعبة ..






و أنا مازلت أملك أمي و أخي و أختي و أملي ..






الذي أستمده من كل أصدقائي الذين يحاولون أضحاكي بعبثهم بشيئ ما ...












فداكِ سأموت شهيداً












أدركت بعد رحيل العمر






أن قافلة الحنين التي أنتظرها






يهاجمها الخوف ويفترسها






فلملمت جروحي






وكتمت دمعتي في روحي









أخبروني أن أبي قد رحل إلى البقاء






ها أنا أناديك يا أبي






متى سأكون من الأحياء






أحتاج ذراعيك لتضمني أن سمعت






لكني حجار قبرك هو كل ما رأيت






آهً يا أمي ..






ليتني ما عرفت شظايا الزمن






ولا قسوة الأيام






لما بكت عيوني






وتجمدت جفوني






ولما مددت يداي للسراب والأوهام






مدي يديكي يا أمي إلى صدري






يأكلني حنيني حين تقرإين جرحي






إي سنينً تخفيها الحناء في يديكي






إي دموع تأسرين خلف جفنيكي






دموع الفرع لعودتي






أم دموع العتاب لغربتي






أم أنكي سترحلين






أماه ..






لا تتركيني






لا تبتعدي عني






لا تدعيني






ومدي إليّ يديكي و أسحبيني






كي لا أعيش مع دموعي






و أوراقي و أنيني






وبعض الكلمات التائهة في صحراء العذاب






عذاب حنيني






أماه حين أكون بين قدميكي






أحلق عالياً عالياً






أداعب الغيوم بأصابعي






أبحث عن كلمة أنطقها بأسمك






أخترق المجرات رغبة بالكلام عنكي






يا أمي عانقت كل شيئ






لأنسج صورة تشبهكي






قتلت آلاف الكلمات لأكتب شيئً يحكي عنكي






و فداكي سأموت شهيدا






وستبكي أختي






و أبنة عمي






و أبنة خالي






وستبكي كل جيراني






ويقولون مات شهيداً






أو قدراً قد مات






إلاك أنتي لا أدري






ما ستقولين غاليتي ...






ارجع لنا...........







سوف ارجع ....





واتخلص من الغربة.....





ووحدة الغربة ......






ومن الحفر.....






وعج الحفر..........








انتظريني........................







 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع

تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم