الأخوة الكرام ، أكتب ما تمليه عليّ الذاكره ، فالمعذرة لو أخطأت بجزئية معينه
ضحّى الدكتور غازي القصيبي بمنصبه مرتين ، المرة الأولى عندما كان وزيرا ً للصحة ، والمرة الثانية عندما كان سفيرا ً للملكة العربية السعودية في لندن .
ففي المرة الأولى وفي ظل الإصلاحات التي قام بها الدكتور غازي عندما كان وزيرا ً للصحة خرج الأعداء على الواجهه ، وأعلنوا العداء ، إستمر العداء لمدة أربع سنوات ، حتى جاء عام 1984م ، كانت العلاقة بين الملك فهد وبين الوزير غازي على ما يُرام ، بل كان غازي يعتبر الملك فهد سلاحا ً له ، إشتد الوطيس بين الوزير وبين بعض المسؤولين ، ووصلت في تلك الفترة إلى مسامع الملك فهد بن عبدالعزيز بعض الأقوال عن الوزير غازي ، صدّق الملك فهد ما قيّل وأعرض عنه ، حسّ غازي بالأمر وبالتغيير الذي طرأ على الملك فهد ، فكتب قصيدة بعنوان " رسالة إلى سيف الدولة " على غرار رسالة المتنبي إلى سيف الدولة الحمداني ، موجهة إلى الملك فهد وتم نشرها في جريدة الجزيرة ، بعدها بإسبوع تمت إقالة الدكتور غازي القصيبي من منصبه كوزير للصحة في عام 1984م . فبسبب وشاية بعض الأعداء تمت إقالتة ، وهذا في إعتقادي غير صحيح لأسباب منها ، ان الملك فهد هو الذي أدخل الدكتور غازي لمجلس الوزراء ورشحه لكي يكون وزيرا ً للكهرباء والعلاقة بينهم على مستوى عال ، ثانيا ً الملك فهد ليس بالحاكم السهل حتى يتم خداعه في أقوال ما أنزل الله بها من سلطان . سبب الإقالة في إعتقادي وهي حادثة لم تروى كثيرا ً سمعتها قبل سنوات عده وهي : انه وكما هو متعارف لدينا وإلى الآن بأن الحالات الطارئة للمرضى والتي تتطلب الأخلاء الطبي لأقرب مستشفى تخصصي كانت تتم بموافقة وزارة الدفاع ، كون أن طائرة الإخلاء الطبي تابعه للوزارة ، لم يكن غازي راضيا ً على هذا الشيء ، فطلب الموافقة من وزارة ال دفاع لنقل مريض لأحد المستشفيات فيه شيء من التعقيد ، سعى غازي إلى أن يكون الإخلاء الطبي تحت مظلة وزارة الصحة وبالتعاون مع وزارة الدفاع ، تحدث مع الأمير سلطان عن هذا الأمر ورفض الأمير سلطان ، ثم ذهب الوزير غازي إلى الملك فهد ، عرف الأمير سلطان بذهاب غازي وإتصل به ووبخه ، رفض غازي إكمال المكالمه وإعتذر من الأمير سلطان بعدم الإستماع لتوبيخه ثم أنزل السماعة على الطاولة ، وبضغوطات من الأمير سلطان ومع قيل وقال تمت إقالة غازي القصيبي من وزارة الصحة بعد أن حس بالتغير الذي طرأ على الملك فهد كتب قصيدتة التي تم نشرها ، وتم إعلان الإقالة وإبعاد خالد المالك رئيس التحرير من جريدة الجزيرة .
وهذا ما جاء بالقصيدة
[poem=font="Arial,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
بينـي وبينـك الـف واش ينعـب =فعلام اسهب فـي الغنـاء واطنـب
صوتي يضيع ولا تحـس برجعـه =ولقد عهدتك حيـن انشـد تطـرب
واراك ما بين الجمـوع فـلا ارى =تلك البشاشة في الملامـح تعشـب
وتمر عينك بـي وتهـرع مثلمـا =عبـر الغريـب مروعـا يتوثـب
بيني و بينـك الـف واش يكـذب =وتظـل تسمعـه.. ولسـت تكـذب
خدعوا فاعجبك الخداع ولـم تكـن =من قبل بالزيـف المعطـر تعجـب
سبحان من جعل القلـوب خزائنـا =لمشاعـر لمـا تــزل تتقـلـب
قل للوشـاة اتيـت ارفـع رايتـي =البيضاء فاسعوا في اديمي واضربوا
هذي المعارك لست احسن خوضها =من ذا يحـارب والغريـم الثعلـب
ومن المناضل والسـلاح دسيسـة =ومـن المكافـح والعـدو العقـرب
تأبى الرجولة ان تدنـس سيفهـا =قد يغلـب المقـدام ساعـة يغلـب
في الفجر تحتضن القفار رواحلـي =الحر حين يـرى الملالـة يهـرب
والقفر اكـرم لا يفيـض عطائـه =حينا.. ويصغي للوشـاة فينضـب
والقفـر اصـدق مـن خليـل وده =متغيـر.. متـلـون.. متـذبـذب
سأصب في سمع الرياح قصائـدي =لا أرتجـي غنمـا.. ولا اتكسـب
واصوغ في شفة السراب ملامحـي =ان السراب مع الكرامـة يشـرب
أزف الفراق.. فهـل اودع صامتـا =ام انـت مصـغ للعتـاب فأعتـب
هيهات مـا احيـا العتـاب مـودة =تغتال.. او صـد الصـدود تقـرب
يا سيدي في القلـب جـرح مثقـل =بالحب.. يلمسه الحنيـن فيكسـب
يا سيـدي والظلـم غيـر محبـب =اما وقـد ارضـاك فهـو محبـب
ستقـال فيـك قصائـد مـأجـورة =فالمادحـون الجائعـون تأهـبـوا
دعوى الوداد تجول فوق شفافهــم =اما القلـوب فجـال فيهـا اشعـب
لا يستوي قلـم يبـاع ويشتـرى =ويراعـة بـدم المحاجـر تكتـب
امشاعر الدنيا .. تبطـن ظهرهـا = شعري.. يشرق عبرهـا ويغـرب
انا شاعر الافـلاك .. كـل كليمـة =مني.. على شفق الخلـود تلهـب[/poem]