أقرأني على كف القدر ..
منقوشا على أعتاب السماء ..
ممزقا كأشلاء حقيقة مرّه ..
منتثرا على قارعة طريق مجدب ..
تجذبني تلك الريح العاتيه ..
التي تتلوى كأفعى سامة تحاول الإمساك بفريستها ..
فاتشبث بآخر صخرة رابظة على الأرض ..
أتماوج بكل خفة مع إستدارة تلك الريح ..
كريشة وحيدة إستطاعت الهرب من رداء فاتنة ثريه ..
تهتز تلك الصخرة وكأنني حمل ثقيل عليها ..
تحاول زحزحتي لأفلت قبضتي عنها ..
وأنا ممسكا بناصيتها كفارس لا يرى نجاة إلا بصهوة جواده ..
فيكبوا ذاك الجواد وينفلت السرج ..
فتبتلعني تلك الريحُ كغولٍ ظهر من أسطورةٍ ما ..
أفقت وإذا بي منهكا ملقى على رصيف بعيد ..
لا أستطيع فكاكاً من قبضة الألم الذي يتلبسني ..
كشرنقة تحاول الظهور لتستنشق أول نفحة هواء ..
فإذا بها تمّر ذات صدفه ..
تمد يدها لتنتشلني مما انا فيه ..
أتمسك بها بكل ما أوتيتُ من عزم ..
فتبتسم .. وتبدد كل الأربطة التي تكبّلني ..
وتبدأ السماء بالإعتدال ..
فتصفوا .. وتصفوا .. وتصفوا ..
وأنا ما زلت متمسكا بردائها ..
تعيد الإبتسام ..
ويثور بركان جديد ..
ونارٌ متأججة تحرق أركان قلبي ..
فتحفر إسمها نقشا أبدياً لا يزول ..