لقــد ارتكــب مهــند . جــريمه
ليــست بالهــينة وذالك حين وقع بيــنه وبيــن الخــادمة ماوقــع . انــه واقــع مــر لوالــده . كيف لا . وسيــارات
الدوريات والنجده تقــف عند
باب منــزله . ويأخذون مهــند
الذي تتهمــه الخــادمة بأنــه
اختــلا بهــا خــلوة غيرشرعية
ويريدون اجراء الفحوصات على مهند للتأكد من صحة
ادعــاء الخــادمة المتواجده
بقســم الولاده بالمستشفى
انصدم والده بعد ثبوت الفحوصات . حين تأكد بأن ابنه مهــند فعــلآ هــو من ارتكب تلك الجــريمة . انهــا
جريمه وفضيحة ..
تم الحــكم على الابــن البالغ
عشــرون عامآ من عمــره..
وتم ايــداعه بالسجــن .
ومــرت الايــام والاشــهر والســنيــن .. واقتــرب انتهاء سجــنه ووالــده لم يــزوره ابــدآ . يســأل اخوانــه عن والده . ويتعــذرون للاب بأنه مشغــول ولايستطيع المجيئ
نــادى المختــص . يـا مهــند
واجابه نــعم . قال احمــل اغراضــك وحقيبــتك . انتهــت
محكــوميتك . ودع مهــند اصحابه ممن تعــرف عليهـم
بالسجن . واكمــل الاجـرأت
المطلوبــه . وخــرج يســير حــرآ . نادمــآ على فعلتــه
وسالت دموعه فوق خده .
ضــاعت سنــوات من عمـره
وصل منزل اهلــه . ودخل وقابله احد اخوانه الذي يكبره
عمرآ .. سلم عليه وسئل اين والدي ... ؟
قال انه يجلس هناك في تلك الغرفة .. ولاكن يامهند ان الوالد غضبان عليك جدآ وانه قد ينهرك وانه قد يفعل ويفعل . تحمل الوالد فأنه انجرح جرحآ عميق .
رد مهند وذكر لأخية . كيف لاتحمل والدي .. !
اننــي تحــت امــره . ورهــن
اشــارته . حتــي ان يــريد قتــلي ..
دخــل مهــند السلام عليكم ابــــــي
عليكــم الســلام . من انــت
مهــند يابــي . صــرخ والــده
ابتعــد ابتعــد . ومهــند يقترب منــه . وقــف الأب وقــال ابتعــد لاتقــترب منـي
واحذر ان تلمســني . فاانــت
لســت ابنــي .. هــنأ حــدث مالــم يتــوقعــه مهــنــد
كيــف يأبــي ... ؟ لســت ابنك
قال وبصــوت مرتفــع لاتقول
ابــي . انت لست ابنــي .. اجل
يأبــي ابن من انــا ...؟
قال انــت ابن الشــارع ..
سحــب نفســه الابــن . يسير
للخلف ووجهــه نحو والــده
انــها خطــوات قــليلة ولحظات سريعة . ولاكنها عادت تلك اللحظات بمهــند الى الــوراء . هــي لحظــات
ولاكنــها تولــدت لدى مهــند
مئــات ومئــات الأسـئـلة ..
الــوالد .. يقــصد تأديــب الابــن .. والابــن تــولدت لديه
اسئــله واســئله . فوالــدته مطلــقه . وهــنأ كـان محور
التــسؤلات . لمــاذا وكــيف نعــم . وعادت به الذاكــره للــورى . وظــل يفــسر هذا وذاك المــوقف ..
خــرج من منــزل اهــله ..
والأمــر تجــاوز جــريمــته كان من قبل يســيطرعليــه الحيــاء . اما الان فقد اختلفت
الأمــور.فالأعمام ليس عمام ولا الخــوال هم بخوال ..
ولاكنــه يريــد على الأقــل مصــروفآ ليأكل ويشتري بعض احتيجاتــه . اتجه نحو منزل احد اقاربه والذي وجده
اقرب الناس لنفسه . وهــو فى الطريق تواردت اسئــله
واســئله .. وكان لقاء ذالك القريب والقريب لنفسه . اثبات
لما ذكره والده . لقاء خالي من الحب . لقاء جاف . لم يقول اي شي . خرج ولايدري
ايــن يــذهب ..
مدينة مزدحمه . وشوارع تكتض بالناس . ونظرات مهــند الى تلك الوجـيـه هي اسئله واسئله . ولاكنها بينه وبين نفسه .. ظل يهـيم هنأ وهناك .. يبحث ويسئل ويسطو ويختطف .. ويرتكب
ابشــع الجــرائم ..
والاب .. يحترق ويتألم ويسئل
ويذهب هنا وهــناك .
انــها عبــارة قالــها . وكان يقصد بهــا ان يــؤدب ابنــه
ولاكنــها عبــارة . انتجــت مجــرمآ محــترف . عبــارة لها
تفسيرها عند العقــول الناضجــة .. ويفســرها المراهقونحســب مفاهيمهم
حيــن يكــون بيــننا من سقــط .. وننــهره جميعنا
فــاين يذهــب ... ؟
لابــد وان يمــد احــدنا له يده