اتصل بادارة الموقع البحث   التسجيل الرئيسية

 


العودة   منتديات عاصمة الربيع > الاقسام العامه > القسم العام

القسم العام للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-06, 12:37 AM   رقم المشاركة : 1
أبو سالم
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
أبو سالم غير متواجد حالياً

 


 

هلال رمضان.. بين الفلكيين.. وشهود الرؤية


جريدة الرياض الخميس 13 رمضان 1427هـ - 5أكتوبر 2006م - العدد 13982 هلال رمضان.. بين الفلكيين.. وشهود الرؤية تابع كثير من المهتمين الاختلاف الذي وقع بين الفلكيين في غياب القمر قبل الشمس أو بعدها يوم
الجمعة 29/8/1427هـ، حيث نشرت جريدة "الرياض" في عددها يوم الثلاثاء 1427/8/26ه عن أحد

الفلكيين قوله: (وعند غروب شمس الجمعة عن المملكة والخليج يكون القمر قد تأخر عنها بمقدار

درجة تقريباً في الجهة الجنوبية الشرقية من الشمس، وبالتالي سيكون له مكث بعد الغروب في بعض

مناطق المملكة.. ليصبح يوم السبت الأول من رمضان(.

بينما نشرة الجريدة في عدد يوم الأربعاء 27/8/1427هـ عن فلكي آخر قوله: (إن غرة رمضان

المبارك سيكون يوم الأحد المقبل.. وسيغرب الهلال في مساء يوم الجمعة قبل مغيب الشمس، الأمر

الذي يجعل الأفق خالياً تماماً من القمر لأن من شروط الرؤية الشرعية أن يتأخر غروب القمر عن

الشمس).

ولنا مع حديث الفلكيين حول إثبات دخول الأشهر واعتراضاتهم على الذين يتراؤون الهلال بعدم ولادته

مرة، وبعدم امكانية رؤيته أخرى ونحو ذلك، ثلاث وقفات:

(الأولى) أن الشارع الحكيم جعل أمر الأهلة ودخول الأشهر متوقفا على أمر واحد وهو رؤية الهلال أو

تمام الشهر، وعليه فإن إقحام أمر آخر غير ما رتب الشارع الحكيم عليه في غير محله، بل جاء النص

على اطراح الحساب بخصوصه بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب

الشهر هكذا وهكذا..." متفق عليه.

والحساب الفلكي كان موجودا في عهده صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يعتبره، ولم يستعن به، بل قرر

الأمر على شيء آخر فقال: "إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا.." متفق عليه. ومعلوم أن

التقرير الشرعي لا يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة.

(الثانية) إن علم الفلك من العلوم التجريبية القائمة على المراقبة والحساب والمشاهدة، وإقامة هذا العلم

حاكماً على الرؤية الشرعية محل نظر لأمرين:

1- أن الجزم بعدم ورود الخطأ عند الفلكيين محل مراجعة، ومن شواهد ذلك ما جرى سياقه في المقدمة

مما ظاهره الاختلاف بين مثبت لبقاء القمر بعد الشمس وناف له، ولأنه بالسبر والتتبع وجدنا نحواً من

هذا كاختلافهم في أمور من أقيستهم ونظرهم كما في تقرير مسألة انعكاس ضوء القمر، وما لاحظه بعض

المهتمين من اختلاف بين الحساب الفلكي في تحديد وقت غروب الشمس، وبين غروبها في الواقع.

2- إن الشهود العدول الذين يشهدون برؤيتهم الهلال، إنما شهدوا بأمر محسوس رأوه بحاسة البصر،

فلماذا تعارض هذه المشاهدة الحسية بأمور تجريبية تبنى على الحساب والمشاهدة. ولذا لم يكن مناسباً

من بعض الفضلاء من أهل العلم قولهم: إذا قال الفلكيون إن الهلال لم يولد فإن الشهادة برؤية الهلال

ترد شرعاً لأنها خالفت الحس! ولم يفطن أن الشهادة إنما هي بأمر محسوس. وكان الواجب أن يقرر: أن

الحساب الفلكي يجب أن يرد شرعاً لأنه خالف الأمر المحسوس وهو الشهادة برؤية الهلال. فإن قال

بعضهم: إننا لا نكذب الرؤاة، لكننا نقول يحتمل أنهم رأوا جرماً سماوياً آخر يشبه الهلال موجوداً في جهة

رصد الهلال عند غروب الشمس. قلنا: إن الاحتمال لا يمكن أن يكون مبطلاً لشهادة الحس، ثم إن هذا

الاحتمال كان قائماً في عهده صلى الله عليه وسلم إذ أخبر الأعرابي وابن عمر رضي الله عنهم النبي

صلى الله عليه وسلم أنهم رأوا الهلال فصام وأمر بالصيام، وشرع لنا أن نفعل كفعله من غير التفات لهذا

الاحتمال، فإذا كانت الشهادة من عارف ثقة وجب قبولها، كيف وقد ثبت عن عدد كثير يبلغون حد التواتر

في بعض الأحيان شهدوا بما يخالف الحساب الفلكي!. إننا لا نجزم بخطأ قول الفلكيين في غياب القمر

قبل الشمس من عدمه، لكن الذي نجزم به أننا لسنا متعبدين شرعاً بالولادة الفلكية أو غياب القمر إثباتاً

أو نفياً، بل متعبدون برؤية الهلال الذي يظهر في الأفق بعد غروب السمس، ومعرفته متاحة للجميع العالم

والجاهل على حد سواء.

(الثالثة) نحن أمة العلم، ولا يضر هذا كثرة من لا يعرف القراءة والكتابة والحساب والفلك ونحوها من

أمة محمد صلى الله عليه وسلم، إذ حتى هذه الساعة تنتشر الأمية في الأمة الإسلامية، لكن المسلمين

يبنون اعتقاداتهم وأحكامهم على أمور علمية دقيقة لا تقبل الخطأ، وأعظم مصدر لهذا العلم هو الوحي

الكتاب والسنة، فنحن نبني علومنا في الله والكون والحياة والأحكام عليه، فما خالفه أو عارضه فهو

باطل وهذا من مسائل الإيمان الكبرى، ثم يأتي بعد ذلك العلم المحسوس الذي له طرائق مشروعة. وقد

ثبت للشهادة برؤية الهلال الأمران فهو أمر مقرر أصلة شرعاً وقد ثبت بالمشاهدة المحسوسة، فبلغ

أعلى درجات الثبوت العلمي والحمد لله.

وفي الوقت نفسه ثبت ضده في الحساب الفلكي، فالشارع لم يجعله من الطرائق المشروعة، ثم إنه خالف

الحس والمشاهدة.

وختاماً.. فإن هذه ليست دعوة للاستهانة بعلم الفلك أو التشكيك في رواده أو فائدته، لكنها دعوة للوقوف

على الحق الذي هو مبتغى الجميع إن شاء الله، كما إنها ليست دعوة لترك الفلكيين الحديث عن ولادة

الشهر، وبيان ما بلغه علمهم في هذا الأمر، لكن نود منهم بعد بيان المعلومات التي لديهم أن يذيلوها

بمقولة من نحو: "وأما الحكم بدخول الشهر شرعاً ولزوم الصوم أو الفطر فإنه متوقف على ما يثبت

شرعاً من رؤية الهلال أو عدمها).

أسأل الله بمنه وكرمه أن يلهم الجميع الرشد، وأن يجمع الكلمة على الحق، وأن يهدينا جميعاً فيمن

هدى.. إنه جواد كريم.

محمد بن عبدالعزيز الفائز قاض بالمحكمة العامة بالرياض









رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع

تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم