يستهل ربنا( تبارك وتعالي) سوره الذاريات بالقسم بعدد من اياته الكونيه, الداله علي طلاقه قدرته, وكمال علمه, وتمام حكمته, وشمول سلطانه علي ان ما وعد به خلقه من البعث والحساب, هو وعد صادق, وان الجزاء علي كل ما يفعله العبد في هذه الحياه الدنيا امر محقق, واقع, لا فكاك منه, ولا هروب عنه...!!!
ثم يعاود ربنا( تبارك وتعالي) القسم مره اخري, في نفس السوره بالسماء ذات الحبك علي ان الناس بصفه عامه وكفار قريش بصفه خاصه مختلفون في امور الدين اختلافا كبيرا, وذلك لانطلاقهم فيه من منطلق التخرصات والظنون, والخلط بين ميراث البشريه من بقايا الهدايات الربانيه القديمه, والانحرافات البشريه المبتدعه عن بواعث الهوي والضلال, فقد كان كفار قريش يعترفون بان الله( تعالي) هو خالق السماوات والارض, وخالق كل شيء, ولكنهم كانوا في نفس الوقت يعبدون الاصنام بدعوي انها تقربهم الي الله زلفي, وبزعم انها تشفع لهم عند الله( تعالي), كما كانوا يعرفون عن سيدنا محمد( صلي الله عليه وسلم) انه الصادق الامين, وصاحب الخلق العظيم, ولكن تغير حكمهم فجاه حين جاءهم بوحي السماء, فالقوا عليه من التهم الباطله ما يتنافي مع كل ما عرفوه عنه فاتهموه( شرفه الله تعالي وكرمه) بالسحر, والشعوذه, وبالشعر, والكهانه, بل بالجنون, وكان ذلك كله في محاوله يائسه لصرف الناس عن التوحيد الخالص لله الخالق بغير شريك ولا شبيه ولا منازع وعن التسليم لهذا الدين الخاتم, ومن ركائزه الايمان بحتميه البعث والحساب,
ثم الخلود في حياه ابديه قادمه, اما في الجنه ابدا او في النار ابدا...!!
وصرف الناس عن الحق اضلال لهم, وهدر لحياتهم, وافشال لدورهم في هذه الحياه, ومن هنا كانت جريمه من افظع الجرائم واقبحها عند الله, ولذلك وصفها( تبارك وتعالي) ب الافك, وهو صرف الشيء عن وجهه الذي يحق ان يكون عليه من مثل الانصراف عن الحق الي الباطل في الاعتقاد, وعن الصدق الي الكذب في المقال, وعن الجميل الي القبيح في الافعال...!!!
ومن هنا, كان التعبير ب المافوك في اللغه عمن صرف عقله, اي ضاع عقله منه, فاصبح فاقد العقل والمنطق.
ومن هنا ايضا كان هذا القسم القراني:
والسماء ذات الحبك* انكم لفي قول مختلف* يوفك عنه من افك* قتل الخراصون*الذين هم في غمره ساهون* يسالون ايان يوم الدين* يوم هم علي النار يفتنون* ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون( الذاريات:7 14).
ومعني ذلك ان الكافرين في قول مختلف, مضطرب, وحيره بالغه, وقلق دائم, واوهام مفزعه, وظنون مضيعه في امر الدين بصفه عامه وفي امر الاخره بصفه خاصه وما تستلزمه من بعث وحساب, وجنه ونار...!!!
ومع التسليم الكامل بان الله( تعالي) غني عن القسم لعباده, وبان القسم انما ياتي في القران الكريم من قبيل تنبيهنا الي اهميه الامر المقسوم به في تنظيم الكون, واستقامه الحياه علي الارض, او فيهما معا يبقي
السماء ذات الحبك في المفهوم العلمي
تفيد المعلومات المتوفره عن الجزء المدرك من السماء الدنيا, ان لتلك السماء من الصفات مايلي:
(ا) انها شاسعه الاتساع, عظيمه البناء, متقنه الخلق والصنعه.
(ب) انها ذات ترابط محكم شديد في كل جزئيه من جزئياتها.
(ج) انها ذات كثافات متباينه في مختلف اجزائها.
(د) انها ذات مدارات محدده لكل جرم من اجرامها, علي الرغم من تعاظم اعدادها واستمراريه سبحها.
السؤال 000
ماهي الايه والسوره التي ذكر فيها الغار