بسم الله الرحمن الرحيم
بطولـــــة كأس العالم للقارات التي ستنطلق غداً في جنوب إفريقا هي فكرة عربية خالصة وبالتحديد سعودية وصاحبها هو الأمير الراحل فيصل بن فهد، حيث اقترح أن تقام بطولة كرة قدم للمنتخبات الوطنية تقام كل عامين برعاية (فيفا) وذلك بدلاً من أن تقام مباراة سنوية تجمع بطلي أمريكا الجنوبية وأوروبا فقط .
وبالفعل استجاب الاتحاد الدولي لكرة القدم للفكرة ولاقت قبولا هائلا من مسؤوليه وحملت المملكة العربية السعودية على عاتقها رعاية هذا المولود الجديد لـ(فيفا) وتقديمه للجميع لدرجة أنها وفى سبيل حمايته واستمراره في النور قامت باستضافة أول ثلاث بطولات .
ومع الاهتمام السعودي ماديا ومعنويا باتت بطولة كأس العالم للقارات الآن ثاني أهم البطولات الكبرى التي ينظمها الاتحاد الدولي بعد كأس العالم.
وكأس القارات بطولة يشارك فيها أبطال القارات الست بالإضافة إلى بطل آخر بطولة كأس العالم ومنتخب البلد المضيف وهو النظام الذي تم الاستقرار عليه في آخر نسختين للبطولة منذ بدأت إقامتها كل أربع سنوات .
وكانت الانطلاقة للبطولة في عام 1992 بالمملكة العربية السعودية عندما وجهت دعوة إلى أبطال قارات إفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية للمشاركة في بطولة مصغرة.
وأقيمت البطولة في السعودية ثم قررت السعودية إقامة البطولة كل عامين ولكن في عام 1994 تم تأجيل البطولة لتقام عام 1995 واستمرت هكذا تقام كل عامين حتى قرر (فيفا) إدراجها كبطولة رسمية في عام 1997 لتشارك فيها المنتخبات الحائزة على لقب القارة التي تلعب بها ومازالت مستمرة وتم اعتمادها كبطولة إعدادية للتنظيم في الدولة المستضيفة لكأس العالم.
وعلى الرغم من كونها ثاني أهم البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم إلا أن البطولة شهدت خلال السنوات الماضية رفض عدد من المنتخبات المشاركة فيها لتكون من البطولات الدولية القليلة التي تشهد تاريخا حافلا بالمشاكل.
ففي نسختها السادسة عام 2003 شهدت واقعة هي الأولى من نوعها وفاة اللاعب الكاميروني فويه الذي سقط على الأرض أثناء مباراة فريقه أمام المنتخب الكولومبي في الدور قبل النهائي للبطولة.
كما رفض المنتخب الألماني المشاركة مرتين كانت الأولى عام 1997 والتي كان مقررا أن يشارك فيها بصفته بطل أوروبا والثانية في بطولة عام 2003 والتي كان مقررا أن يشارك فيها بصفته وصيف بطل العالم.
كما رفض المنتخب الفرنسي المشاركة في البطولة الرابعة التي أقيمت عام 1999 والتي كان مقررا مشاركته فيها بصفته حامل لقب بطولة العالم.
وأمام توالي المشاكل اضطر (فيفا) لإعادة النظر في قواعد تنظيم البطولة وتقرر أن تقام مرة واحدة كل أربع سنوات بدلا من عامين على أن يكون عام إقامتها هو العام السابق لبطولة كأس العالم مباشرة.
وتقرر أن تقام البطولة في نفس الدولة المضيفة لكأس العالم مما يسمح لها باختبار استعداداتها لكأس العالم رغم الفارق الكبير في حجم البطولتين.
وأكد (فيفا) في عام 2005 أن المشاركة في كأس العالم للقارات ستكون إجباريا لجميع أبطال القارات الست باستثناء بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية.
الضربة الأولى
استضافت السعودية البطولة الأولى عام 1992 وشارك فيها إلى جانب المنتخب السعودي كل من منتخبات الأرجنتين والولايات المتحدة وكوت ديفوار وتنافست الفرق المشاركة على كأس الملك فهد وأقيمت أربع مباريات حيث التقى المنتخب السعودي مع نظيره الأمريكي وسحقه 3 ـ0 سجلها على الترتيب فهد الهريفى من ضربة جزاء ويوسف الثنيان وخالد مسعد فيما التقى منتخب الأرجنتين التانجو مع كوت ديفوار ممثل إفريقيا وفاز برباعية نظيفة سجلها باتيستوتا هدفين وهيكتور التاميرانو ثم التقى منتخبا أمريكا وكوت ديفوار على المركزين الثالث والرابع وكان من نصيب الأمريكان بالفوز 5ـ2 ولعب الأخضر مع التانجو في أول نهائي للقارات وتغلبت الأرجنتين في النهاية على السعودية 3ـ1 في المباراة النهائية ليصبح أول بطل لكأس العالم للقارات وتحصل على كأس الملك فهد وفي هذه المباراة تقدمت الأرجنتين في البداية عن طريق رودريجوز ثم عززت بهدف ثان للاعب كانيجيا في الشوط الأول وفي الشوط الثاني أكدت التفوق بالهدف الثالث للنجم سيموني فيما سجل للسعودية سعيد العويران .
ستة منتخبات
في البطولة الثانية التي استضافتها السعودية أيضا ارتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى ستة منتخبات هي السعودية ونيجيريا واليابان والدنمارك والمكسيك والأرجنتين وذلك بعد انضمام أبطال آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا وتوج المنتخب الدنماركي بلقب البطولة بعد أن تفوق في نهائي البطولة على الأرجنتين حامل اللقب 2ـ1.
وأقيمت البطولة بنظام المجموعتين ضمت الأولى الدنمارك بطل أوروبا والمكسيك بطل أمريكا الشمالية والسعودية البلد المضيف فيما تكونت الثانية من نيجيريا والأرجنتين حامل اللقب وبطل أمريكا الجنوبية واليابان بطل آسيا.
وخرجت السعودية بعد الخسارة في مباراتيها أمام الدنمارك والمكسيك بنتيجة واحدة هي 0ـ2 واضطر المنتخبان الدنماركى والمكسيكى للعب ضربات جزاء في مباراتهما معا التي انتهى وقتها الأصلي بالتعادل 1ـ1 وذلك لتحديد بطل المجموعة المـتأهل إلى المباراة النهائية لأن البطولة لم تشهد الدور قبل النهائي وفازت الدنمارك 4ـ2 بضربات الجزاء للتأهل لملاقاة الأرجنتين في النهائي التي كانت قد تصدرت بدورها المجموعة الثانية بعد الفوز على اليابان 5ـ1 والتعادل مع نيجيريا 0ـ0 للتفوق بفارق الأهداف حيث فازت نيجيريا على اليابان 3ـ0 فقط
وأكد المنتخب الدنماركى تفوقه على التانجو وسحب منه اللقب وفاز 2ـ0 سجلهما النجم مايكل لاودرب ورامو سين بواقع هدف في كل شوط فيما حلت المكسيك ثالثة بعد الفوز 4ـ2 على نيجيريا بضربات الجزاء الترجيحية إثر انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي 1ـ1 وحصل على لقب الهداف المكسيكى لويس جارسيا.
استضافة للمرة الثالثة
وفي عام 1997 أقيمت البطولة في السعودية للمرة الثالثة على التوالي وتحت رعاية وتنظيم الاتحاد الدولي للعبة للمرة الأولى وارتفع عدد المشاركين إلى 8 منتخبات هي السعودية البلد المضيف وجنوب إفريقيا بطل إفريقيا والبرازيل بطل أمريكا الجنوبية وأوروجواي بطل أمريكا الجنوبية عام 1995 والمكسيك بطل أمريكا الشمالية والتشيك وصيف أوروبا بدلا من ألمانيا البطل التي اعتذرت عن عدم المشاركة والإمارات وصيف السعودية في أمم آسيا ممثلا عن القارة وأستراليا بطل الأوقيانوس وفاز باللقب منتخب السامبا البرازيلى بعد التفوق في النهائى على منتخب أستراليا 6ـ0.
حضور جماهيري
وخرجت البطولة لأول مرة من السعودية وأقيمت البطولة الرابعة في المكسيك عام 1999 ونجح المنتخب المكسيكى صاحب الأرض في حسم المباراة النهائية لصالحه بالتغلب على نظيره البرازيلي 4ـ3 في المباراة النهائية للبطولة التي شهدت حضورا جماهيريا كبيرا بلغ نحو 60 ألف مشجع في المباراة الواحدة من بين 16 مباراة شهدتها البطولة.
وشارك في البطولة ثمانية منتخبات وشهدت عودة المشاركة الأوروبية بظهور ألمانيا إلى جانب كل من البرازيل بطل أمريكا الجنوبية والسعودية بطل آسيا وبوليفيا ومصر بطل إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية ممثلا للكونكاكاف ونيوزلندا بطل الأوقيانوس بالإضافة إلى المكسيك البلد المنظم.
وقسمت الفرق إلى مجموعتين ضمت الأولى المكسيك والسعودية وبوليفيا ومصر وتكونت الثانية من كل من البرازيل وأمريكا وألمانيا ونيوزلندا.
وتصدرت المكسيك مجموعتها بعد انتصارين على حساب السعودية 5ـ1وبوليفيا 1ـ0 وتعادل مع مصر 2ـ2 وتلتها السعودية التي استطاعت تجاوز الخسارة الكبيرة أمام صاحبة الأرض وتعادلت مع بوليفيا 0ـ0 لتحقق أول نقطة ثم كانت على موعد مع المباراة التاريخية أمام مصر وألحقت بالفراعنة الفضيحة الكبرى بالفوز 5ـ1 سجل منها النجم مرزوق العتيبى أربعة أهداف وأضاف إبراهيم سويد الهدف الخامس فيما حفظ سمير كمونة ماء وجه مصر بتسجيل الهدف الوحيد من ضربة جزاء والمثير أن الفريق المصري كان يحتاج فقط للتعادل للتأهل إلى المربع الذهبي لسابق تعادله مع بوليفيا ثم المكسيك بنتيجة واحدة هي 2ـ2 ولكن حقق السعوديون المفاجأة وتأهلوا للمربع الذهبي بجوار المكسيك.
وتأهل من المجموعة الثانية البرازيل حامل اللقب من خلال احتلال الصدارة بجدارة بثلاثة انتصارات بدأت بسحق الألمان 4ـ0 ثم الفوز على أمريكا 1ـ0 وأخيرا نيوزلندا 2ـ0 وكانت المفاجأة لدى أمريكا التي تأهلت مع البرازيل للمربع الذهبي على حساب ألمانيا التي ظهرت لا حول لها ولا قوة في هذه البطولة وحققت أمريكا الفوز على نيوزلندا 2ـ1 ثم ألمانيا 2ـ0 في أقوى المفاجآت.
ولعبت البرازيــــل مع السعودية في المربع الذهبي وفازت 8ـ2 تقدم نجوم السامبا فيه بهدفين لكارلو ورونالدينيو ثم تعادل مرزوق العتيبى بتسجيل هدفين قبل أن تتوالى الأهداف البرازيلية ليصعد سادة العالم في كرة القدم إلى النهائي لملاقاة أصحاب الأرض المكسيك التي تفوقت على أمريكا بهدف وحيد للاعب بلانكو وتحقق أمريكا المركز الثالث بالفوز 2ـ0 على الأخضر في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع لحالة الإحباط التي لحقت بالسعوديين .
كانت المباراة النهائية أكثر من قوية قاتل فيها المكسيكيون من بدايتها إلى نهايتها وتقدموا في الشوط الأول 2ـ1 وحاول البرازيليون استعادة زمام الأمور في الشوط الثاني ولكن رفض أصحاب الأرض وأصروا على موقفهم عمليا بإضافة هدفين آخرين مقابل هدف للبرازيل لينتهي اللقاء 4ـ3 وتحمل المكسيك الكأس وحقق لقب الهداف بالمشاركة كل من مرزوق العتيبي ورونالدينيو البرازيلى وبلانكو المكسيكى برصيد 6 أهداف لكل منهم.
تغيير النظام
كانت بدايـــــة استغلال البطولة كبروفة للدولة المضيفة للمونديال قبل استضافة كأس العالم عام 2001 عندما حصلت كوريا الجنوبية واليابان على شرف التنظيم المشترك للبطولة الخامسة لكأس العالم للقارات وأحرز المنتخب الفرنسي اللقب ليضيفها إلى لقبي كأس العالم 1998 وكأس الأمم الأوروبية 2000 بعد تغلبه في النهائي على المنتخب الياباني 1ـ0.
مأساة كروية
أقيمت البطولة السادسة عام 2003 في فرنسا ولكنها شهدت وفاة لاعب الكاميرون مارك فويه وتعرض رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر لانتقادات عنيفة وقتها بسبب تأكيده عقب وفاة فويه إقامة المباراة النهائية في موعدها قبل التحدث إلى المنتخبين الفرنسي والكاميروني طرفي المباراة النهائية.
نهائي أمريكي جنوبي
وشهدت البطولة السابعة في ألمانيا عام 2005 أول نهائي في تاريخ كأس العالم للقارات يجمع بين منتخبين من نفس القارة وحقق فيه المنتخب البرازيلي فوزا ساحقا 4ـ1 على منافسه العتيد المنتخب الأرجنتيني في مباراة من جانب واحد وشارك في هذه النسخة منتخبات البرازيل بطل العالم والأرجنتين ممثل أمريكا الجنوبية باعتبارها الوصيف للبطل البرازيل وألمانيا البلد المضيف وتونس بطل إفريقيا وأستراليا بطل الأوقيانوس واليابان بطل آسيا واليونان بطل أوروبا والمكسيك بطل الكونكاكاف .
واكتفت ألمانيا بالحصول على المركز الثالث بالفوز على المكسيك 4ـ3.
والتقى الغريمان البرازيل والأرجنتين وعزفت السامبا أحلى أنغامها ولقن كاكا ورونالدينيو درسا قاسيا جدا لسافيولا ورفاقه بالفوز 4ـ1 وحصل على لقب هداف البطولة البرازيلى أدريانو برصيد خمسة أهداف.
إفريقيا للمرة الأولى
وتقام البطولة في نسختها الثامنة هذه المرة بمشاركة منتخبات مصر بطل إفريقيا والعراق بطل آسيا وإسبانيا بطل أوروبا والبرازيل بطل أمريكا الجنوبية ونيوزيلندا بطل أوقيانوس والولايات المتحدة بطل اتحاد منطقة كونكاكاف أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي وإيطاليا بطل العالم وجنوب إفريقيا الدولة المضيفة..وهذه البطولة تقام في إفريقيا للمرة الأولى بمناسبة استضافة جنوب إفريقيا لمونديال 2010.
العرض العادي
