[align=center]يا دجلة الخير
حيَّيتُ سفحك عن بُعـدٍ فحيّـيني ... يا دجلة الخير يا أمَّ البساتـين
حييتُ سفحـك ظمآنـاً ألـوذ به ... لوذ الحمائم بين الماء والطـين
إنِّي وردت عيـون المـاء صافيـة ... نبعاً فنبـعاً فما كانت لترويـني
وأنت يا قاربـاً تلـوي الريـاح به... لَيَّ النسائمِ أطراف الأفـانـين
وددت ذاك الشراع الرخص لو كفني ... يُحاك منه غداة البين يطـويني
يا دجلة الخير قد هانت مطامحنــا ... حتى لأدنى طماح غير مضمـون
أتضمنين مقيل لي سـواسيـــة ... بين الحشائش أو بين الرياحـين
خلوَّاً من الهمِّ إلاّ هـمَّ خافقــة ... بين الجوانح أعنيـها وتعنيـني
تهزُّنـي فأجـاريهـا فتـدفعني ... كالريح تعجل في دفع الطواحين
يا دجلة الخير يا أطيـاف ساحرة ... يا خمر خابيـة في ظلِّ عرجون
يا سكتة الموت يا إعصار زوبعة ... يا خنجر الغدر يا أغصـان زيتون
يا أم بغداد من ظرف ومن غنج ... مشى التبغـدد حتى في الدهاقـين
يا أم تلك التي من ألف ليلتـها ... للآن يعبق عطـراً في التلاحـين
يا مستجم النواسي الذي لبست ... به الحضارة ثوبـاً وشي هارون[/align]