[align=center]أَتُرَى يُدْرِكُ الشَّقِيُّ الـمُعَنَّى
فِي خِضَمِّ الـحَيَاةِ مَا يَتَمَنَّى؟
هَكَذَا قَالَهَا وَرَاحَ يُدَارِي
دَمْعَةً أَفْلَتَتْ وَهَمًّا تَجَنَّى
رَوَّعَتْهُ الـخُطُوْبُ حِيْنَ تَوَالَتْ
لَمْ تَدَعْهُ بِعَيْشِهِ يَتَهَنَّى
وَمَضَى يَسْتَدِرُّ عَطْفَ زَمَانٍ
تَخِذَ العَيْثَ بِالـمَشَاعِرِ فَنَّا
سَارَ وَاللَّيْلُ جَاثِمٌ وَالـمَآسِي
تَصْطَفِي قَلْبَهُ مَلاذاً وِحِصْنَا
وَجْهُهُ شَاحِبٌ وَرِجْلاهُ تَاهَتْ
عَنْ خُطَاهَا وَالعَيْنُ تَطْفَحُ حُزْنَا
وَالوُجُوْدُ الكَئِيْبُ لا شَيْءَ كَلاَّ
يُفْرِحُ الصَّبَّ أَوْ يُسَلِّي الـمُعَنَّى
كُلَّمَا لاحَ فِي السَّمَاءِ وَمِيْضٌ
قَالَ يَارَبِّ... رَاجِياً مُطْمَئِنَّا
وَإِذَا الذِّكْرَيَاتُ لاحَ سَنَاهَا
مِنْ بَعِيْدٍ هَفَا إِلَيْهَا وَحَنَّا
سَارَ وَالفِكْرُ بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرٍ
فِي أُمُوْرِ الـحَيَاةِ كَيْفَ؟ وَأَنَّى؟
أَقْبَلَ العِيْدُ مَا رَأَى فِيْهِ إِلاَّ
مَأْتَماً أَحْزَنَ الفُؤَادَ وَأَضْنَى
وَرَأَى النَّاسَ ذَاكَ يَلْبَسُ ثَوْباً
فِي ابْتِهَاجٍ وَذَا يُوَقِّعُ لَحْنَا
رَوْضُهُمْ وَارِفُ الظِّلالِ فَمَاءٌ
وَزُهُوْرٌ وَبُلْبُلٌ يَتَغَنَّى
إِنَّهُ العِيْدُ قَدْ تَجَلَّى جَمَالاً
وَسُرُوْراً يَفِيْضُ حِسًّا وَمَعْنَى
وَهْوَ فِي صَمْتِهِ يَذُوْبُ وَيَرْجُو
آمِلاً نَيْلَ بَعْضِ مَا يَتَمَنَّى
لَفَّهُ حَالِكُ الظَّلامِ وَحِيْداً
فَبَكَى حَالَهُ وَنَاحَ وَأَنَّا
غَصَّ بِالـهَمِّ لا الدَّيَاجِي اسْتَفَاقَتْ
مِنْ كَرَاهَا وَلا الـحَبِيْبُ تَأَنَّى
بَثَّ شَكْوَاهُ لِلسَّمَاءِ بِفَيْضٍ
مِنْ دُمُوْعٍ وَأَعْيُنُ اللَّيْلِ وَسْنَى
بَاتَ يَرْنُو وَحَسْرَةٌ تَتَلَظَّى
بَيْنَ جَنْبَيْهِ وَالأَسَى يَتَجَنَّى
وَيُنَادِي أُمِّي أَبِي قَبِّلانِي
وَاحْضُنَانِي إِنِّي لأَشْتَاقُ حَضْنَا
أَيُّ عِيْدٍ وَأَنْتُمَا لَمْ تُنِيْرَا
لَيْلَ خَوْفِي فَيُصْبِحَ الـخَوْفُ أَمْنَا؟
أَيُّ عِيْدٍ وَالثَّوْبُ رَثٌّ وَرَوْضِي
مُجْدِبٌ وَالكَنَارُ فِيْهِ اسْتَكَنَّا؟
ذَاكَ عِيْدِي أَسَىً وَصَمْتاً وَغَيْرِي
عِيْدُهُ كَالرَّبِيْعِ أُنْسٌ وَمَغْنَى
كَيْفَ حَالُ اليَتِيْمِ يَا عِيْدُ؟ مَنْ ذَا
رَقَّ قَلْباً وَبَاتَ بِالـحَالِ يُعْنَى؟
مَنْ تُرَى يَمْسَحُ الدُّمُوْعَ وَيُحْيِي
قَلْبَ مُضْنَى؟ إِنَّ اليَتِيْمَ لَمُضْنَى
لَوْ مَنَحْنَاهُ بَعْضَ عَطْفٍ لأَمْسَى
عِنْدَهُ لِلحَيَاةِ أَجْمَلُ مَعْنَى
لَيْسَ فِي الكَوْنِ مَنْ يُعَوِّضُ عَمَّنْ
مَنَحَاهُ القَلْبَ الأَرَقَّ الأَحَنَّا
إِيْهِ يَا أَيُّهَا اليَتِيْمُ رُوَيْداً
لا تُقِمْ لِلبُكَاءِ وَاليَأْسِ وَزْنَا
وَاغْتَنِمْ فُرْصَةَ الـحَيَاةِ وَلَوْ طَا
لَ أَسَاهَا فَإِنَّهَا سَوْفَ تَفْنَى
وَالبَقَاءُ الأَكِيْدُ لله مَهْمَا
بَلَغَ الـمَرْءُ كُلَّ مَا يَتَمَنَّى
قَدْ عَرَفْنَا الـحَيَاةَ لُغْزاً عَجِيْباً
حَلُّهُ بَيْنَ أَنْ نَكُوْنَ وَكُنَّا
عاطر التحايا[/align]