بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة ليس لي ناقة ولا جمل في عالم المال ... ولكني لدغت من ما يسمى برامج التمويل الشخصي .. وتعرضت لحركة نصب قوية ... من قبل أحد البنوك ... في ظل نظام قاصر المعايير ... وبه الكثير من الثغرات فأحببت أن أحذر رواد منتدانا لعدم الوقوع في مثلها من البقية الباقية التي لم تصبح بعد مدينة للبنوك .
أولا لتعريف ماهية برامج التمويل الإستهلاكي هذه ؟
أقول هي برامج تقسيط لشراء مواد إستهلاكية كالأثاث والسيارات والعقار وغيرها مما لايدخل ضمن تمويل المشاريع التجارية ذات المردود المالي .ويتقاضى البنك مقابلها عمولة وفق نسبة مبنية على مبداء التسديد الشهري الميسر .
إلى هنا وأكتفي فلست خبير كفاية ... ولكن الخداع الذي أحذر منه الجميع هو في نسبة العمولة .. وحجم المبلغ الذي يذهب لسداد أصل الدين شهريا ... فالكثير يخدع في نسب الـ 3% والـ 5% التي تضعها البنوك وهو لايعلم أن المبلغ ناتج هذه النسبة يضرب دائما في عدد سنوات القرض .
مثال : إذا إقترضت مبلغ 50000 ريال فإن نسبة الـ 5% ستكون 2500 ريال لسنة واحدة فقط ... فإذا كان عمر القرض خمسة سنوات فستكون عمولة البنك هي :
2500 ريال مضروبة في خمس سنوات ليكون الناتج هو = 12500 ريال طبعا المبلغ بسيط لأن حجم الدين بسيط ولكنه ليس كذلك إذا علمنا أن نسبة الفائدة التي يحصل عليها البنك ليست 5% ولا يحزنون إنما هي 25% ... وهذه تشكل نكبة كلما زاد مبلغ القرض وزادت سنوات تقسيطه ... والأن تدندن البنوك على القروض العقارية بتمويل يصل إلى مليون ريال وسنوات تصل إلى 30 سنة ... فتخيل النسبة التي ستكون أكثر من 100 % بكثير .... هذا جانب
أما الجانب الأكثر خديعه هو المبلغ الذي يذهب لسداد أصل الدين من القسط الشهري بحيث أنك لو إمتلكت مبلغ الدين وترغب بإلغاءه بحيث يسقط عنك جزء كبير من الفائده ... أقول لا تفرح كثيرا فالبنك يأخذ أغلب القسط لسداد العمولة أولا كيف ؟ وفق هذا المثال :
50000 ريال وعمولتها 12500 والقسط مثلا 1000 ريال شهريا ... سيوزع القسط كالتالي 800 ريال ستذهب للعمولة و 200 ريال لأصل القرض ... بمعنى أنك لو اتيت البنك بعد سداد قسط واحد وطلبت إنهاء المديونية لأنك ستقوم بتكييش المبلغ فسيخبرونك بأن المبلغ هو 48800 أي أنك لم تسدد سوى 200 ريال فقط .
أتمنى أن أكون أوضحت
وتمنياتي لكم بحياة خالية من القروض