لماذا ولدنا ... وما دورنا بهذه الحياة ؟
من المؤكد أن كلاً منا يعلم الإجابة على هذا التساؤل ... ويعي جيداً الهدف الأسمى من الوجود ... ولكن أي منا لا يذكر ذلك دائماً !!
هي مواقف تمر بنا بصفة دورية تعيدنا إلى ترتيب أفكارنا مرةً أخرى إلى الفطرة السوية ... وتعيدنا إلى عتبات التفكير السليم لتصحيح المسار ولكن ما نلبث إلا وننحرف عن ذلك الطريق ...
حينما نرى حادثاً وما يخلفه من متوفين ... لاشك أن هذا الموقف سيؤثر بنا و سيجعلنا نفكر بهذه النهاية لربما تكون هذه نهايتنا يوماً ... هذا الموقف سيلامس مشاعرنا و يحاكي أحاسيسنا و يوقظ ضمائرنا النائمة في سباتها العميق ... وتستيقظ من غفلتك ... ولكن هل سيستمر هذا التأثير طويلاً؟
بكل تأكيد هو تأثير وقتي يزول بعد فترة قصيرة ... فهل النسيان نعمة أم نقمة ؟؟
حينما نرى مرضى وقد أعياهم المرض و استشرى بهم ولا أمل بعد الله سبحانه وتعالى في شفاءهم ... وتراهم يصارعون الموت ... فمن المؤكد أننا نحمد لله سبحانه وتعالى على نعمة الصحة والعافية ... ولابد أن يؤثر هذا الموقف بنا ... وقد تتصور أن هذا الموقف قد يمر بك في يوم من الأيام ... عندنا تتحرك مشاعرك و يستيقظ في داخلك مارد الغفلة ... ولكن هل سيستمر هذا التأثير طويلاً ؟
بكل تأكيد هو تأثير وقتي يزول بعد فترة قصيرة ... فهل النسيان نعمة أم نقمة ؟؟
حينما تكون عائداً من سهرة جل وقتها ضاع باللهو واللعب و أكل لحوم البشر و أثناء دخولك لمنزلك تجد أمك أو أبيك أو أخيك يقوم آخر الليل في العبادة ... فمن المؤكد أن هذا الموقف سيؤثر بك و يجعلك تفكر ملياً بذلك الفرق بين العملين ... وربما تبقى تلك الصورة التي رأيتها في بيتك مطبوعة في عينيك أثناء نومك ويحلل الفكر الفرق الشاسع بين العملين ... عندها ستبحر في منامك وتحاسب نفسك و تعيد حساباتك و تحاول جاهداً محاربة الغفلة ... ولكن هل سيستمر هذا التأثير طويلاً ؟
بكل تأكيد هو تأثير وقتي يزول بعد فترة قصيرة ... فهل النسيان نعمة أم نقمة ؟؟
حينما نرى موتى ندعو لهم بالمغفرة و ننسى أنفسنا ...!!
حينما نرى مرضى ندعو لهم بالشفاء و ننسى أنفسنا ...!!
حينما نرى ملتزمين ندعو لهم بالثبات و ننسى أنفسنا ...!!
حينما نمر بهذه المواقف بكل تأكيد نتأثر بها ولكن تأثيرها علينا يزول سريعاً ... هي الغفلة ولا غيرها ... فالإنسان لا يُحسن قراءة الظروف والمواقف ولا يستقي من تجارب الآخرين وأخذ العبرة منها ... فتراه في كل المواقف التي يمر بها و ما يراه في غيره من مصائب لا تؤثر به ولا تعيده إلى طريق الحق و الصواب ...
أكتب هذه الكلمات وأنا أجلس إلى جوار صديقي المريض بالمرض الخطير ... والذي لا أمل من شفاءه بعد قدرة الخالق سبحانه وتعالى الشافي والمعافى ... فهل تراني أنسى و أغفل و تمحى هذه الصورة التي أراها أمامي لذلك الصديق حينما أغادر هذا المكان ؟؟
وهل كنت سأكتب هذه الكلمات لو لم أكن إلى جواره ؟؟
ربما طالما أننا نعيش في زمن الغفلة !!
ــــــــــ إضــــــاءة ـــــــــ
ولدتك أمـــك يا أبــن آدم باكـــياً .... والناس حولك يضحكون سرورا
فأحفظ لنفسك أن تكون إذا بكوا .... في يـوم موتك ضاحـكاً مسـرورا
تحــــــــياتي ,,,
هل كنت سأكتبها ... لو لم أكن إلى جواره ؟؟
العرض الشجري