[align=center]*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
والواقع المشاهد اليوم أن من أكثر ما ينسج حول العيون حجاب الغفلة التنافس الاجتماعي على الدنيا
فالمرء منذ أن يُستجر إلى (دوامة المباهاة) فإنه لا يكاد يفيق منها إلا على أعتاب القبر، والناس اليوم كأفراس رهان على المناصب والمساكن والسيارات والملابس
لا يكاد أحدنا يلتقط أنفاسه من هذه المنافسات الاجتماعية على حطام الدنيا، وقد نبه القرآن على هذا المعنى الواسع بأوجز عبارة وأبلغ صياغة
بالله عليك تأمل قوله تعالى:
(أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ** حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) [التكاثر، 2]
أرأيت أين تنتهي حفلة التكاثر هذه ؟ تنتهي عند أول ليلة في القبر وحينها يكتشف أحدنا أنه ضيع حياته المستقبلية الحقيقية
ولكن بعد ماذا ؟ بعد فوات الزمن المحدد من الله جل وعلا..
وهذا التكاثر الذي تحدثت عنه سورة التكاثر؛ جاء في آية أخرى في سورة الحديد، حيث يقول تعالى:
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ، وَلَهْوٌ، وَزِينَةٌ، وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ، وَتَكَاثُرٌ فِي الأموَالِ وَالأَوْلاد) [الحديد، 20]
وإذا وفق الله الإنسان أن ينخلع من ملاحظة ما يكتسبه الخلق، ويتزاحمون عليه، والتحرق على المنافسة فيه
من مناصب ومساكن وسيارات، وأقبل على ما هو أعظم من ذلك وهو صناعة المستقبل الأبدي وعمارة النفس بالله
فإنه سيكتشف للحياة معنى آخر، معنى أسمى من الحطام الصغير المؤقت..
كلما رأيت نفسي في غفلة ، وكلما رأيت نفسي وقد ذهلت عني الحقائق الكبرى
قلت في نفسي : فتش عن (دوامة التكاثر) ..
الأستاذ / إبراهيم السكران[/align]