ابو العلاء المعري
" رهين المحبسين "
أبو العلاء المعري هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري 363هـ- 449 هـ شاعر وفيلسوف وأديب عربي من العصر العباسي ، ولد وتوفي في معرة النعمان في الشمال السوري وإليها يُنسب . لُقب بـرهين المحبسين لإعتزاله الناس ولأنه أعمى .
من قصائدة :
[poem=font="Arial,5,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="none,4,darkblue" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""] ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل =عفاف وإقدام وحزم ونائلُ
أعندي وقد مارست كل خفية =يصدق واش، أو يخيب سائلُ؟
أقل صدودي أنني لك مبغض = وأيسر هجري أنني عنك راحلُ
إذا هبت النكباء بيني وبينكم = فأهون شيء ما تقول العواذلُ
تعد ذنوبي عند قوم كثيرة = ولا ذنب لي إلا العلى والفضائلُ
كأني إذا طلت الزمان وأهله = رجعت وعندي للأنام طوائلُ
وقد سار ذكري في البلاد فمن لهم = بإخفاء شمس ضوؤها متكاملُ؟
وإني وإن كنت الأخير زمانه = لآت بما لم تستطعه الأوائلُ
وأغدو ولو أن الصباح صوارم = وأسري ولو أن الظلام جحافلُ
وأي جواد لم يحل لجامه = ونضو يمان أغفلته الصياقلُ
وإن كان في لبس الفتى شرف له = فما السيف إلا غمده والحمائلُ
ولي منطق لم يرض لي كنه منزلي= على أنني بين السماكين نازلُ
لدى موطن يشتاقه كل سيد = لقصر عن إدراكه المتناولُ
ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً = تجاهلت حتى قيل أني جاهلُ
فواعجباً! كم يدعي الفضل ناقص = ووا أسفا! كم يظهر النقص فاضلُ
وكيف تنام الطير في وكناتها = وقد نصبت للفرقدين الحبائلُ؟
ينافس يومي في أمسي تشرفاً = وتحسد أسحاري علي الأصائلُ
وطال اعترافي بالزمان وصرفه = فلست أبالي من تغول الغوائلُ
فلو بان عضدي ما تأسف منكبي = ولو مات زندي ما بكته الأناملُ
إذا وصف الطائي بالبخل مادر = وعير قُساً بالفهاهة باقلُ
وقال السهى للشمس: أنت خفية = وقال الدجى: يا صبح لونك حائلُ
وطاولت الأرض السماء سفاهة = وفاخرت الشهب الحصى والجنادلُ
فيا موت زر! إن الحياة ذميمة = ويا نفس جدي! إن دهرك هازلُ
[/poem]