صليت العشاء في المسجد اللي أمام بيتنا ثم ذهبت إلى حارتنا القديمة ..
وقفت بزاوية من زوايا تلك الحارة الغالية إلى قلبي
الحارة التي نشأت بها وترعرعت ..
الحارة التي عشت فيها منذ طفولتي ..
نعم ..
الحارة الغالية إلى قلبي ...
وقفت في تلك الزاوية في الحارة ، ونظرت إلى البيوت ،
تلك البيوت التي لها في ذاكرتي مواقف ومواقف ،
ونظرت إلى بيوت لها أيضا مواقف ليست هي بل المساحة التي بنيت عليها ..
ثم أخذت أقلب طرفي يمنة ويسرة ،
فنظرت إلى ذلك البيت الذي كنا نقضي أمامه أعظم أوقاتنا
بجلسة بها اللهو واللعب ،
ذلك البيت أمامه زاد حبي للحارة ..
ذلك البيت الذي أمامه زادت بقلبي محبة سكان الحارة ..
فتذكرت الأصحاب ..
نعم ..
أصحاب العمر الذين فارقتهم ..
كم من ضحكة ألفت قلوبنا ..
وكم من حديث أفرحنا ..
نعم ..
هم الأصحاب ..
لكن ليتهم لم يضيعوا الطريق الحق ..
ثم أخذت عيناي تتقلب في الحارة ..
فوقعتا على ذلك الملعب ..
ذلك الملعب الذي يجمعنا كل عصر ، بمباراة قوية , وبتمارين يومية ..
كم في ذلك الملعب ضربت يدي بيد ذلك الصديق
إما بهدف أو غيره ..
وكم مرة تعانقنا عند الفوز ..
يا لها من ذكريات تدمع لها العين ..
ثم نظرت خلفي فإذا بي أرى مكانا غير حياتي ..
نعم ..
ذلك المكان الذي بدأت منه بحياة الإيمان ..
إنه المسجد ..!!
كم من صلاة صلينا فيه ..
وكم من كلمة سمعناها فيه ..
إنه المسجد ..!!
مــــســـــــجـــــــــد الــــحــــــــارة ..!!
الذي والله أحب مسجد إلي بعد الثلاثة ..!!
(( الــــــــــــــــحـــــــــــــــــارة )) .
يا لها من ذكريات جميلة وأليمة بنفس الوقت ..!!
(( الــــــــــــحـــــــــــــــارة )) .
تلك الكلمة التي كل ما سمعتها تتناثر الدموع فوق الخدود ..