" قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "
تــأمل أخي أختي هذه الآية و أمعن النــظر
تجد أن الله جل و علا قال :
" يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ "
و لم يقل يغضوا أبصارهم ، و ' من ' هنا على رأي الكثير من المفسرين
للتبعيض ، لأن أول نظرة لا يملكها الإنسان، وإنما يغض فيما بعد ذلك، فقد وقع التبعيض بخلاف الفروج، فلم يقل:
يحفظوا من فروجهم، و قال :
" وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ "
إذ حفظ الفرج عام.
ثم تأمل كيف بدأ بالأمر بحفظ البصر ثم أتبعه بحفظ الفرج،
وذلك لأنّ البصر الباب الأكبر إلى القلب، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته ووجب التحذير منه.
ولهذا قيل :
النواظر صوارم مشهورة، فأغمدها فى غمد الغض والحياء من نظر المولى، وإلا جرحك بها عدو الهوى
وقال ابن القيم في جوابه الكـــافي :
النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، و من أطلق لحظاته دامت حسراته
و لك أن تتأمل قول الشاعر
و غض عن المحارم منك طرفــا ××× طموحا يفتن الرجل اللبيبا
فخائنة العيون كــأسد غاب ××× إذا ما أهملت وثب وثوبا
و من يغضض فضول الطرف عنها ××× يجد في قلبه روحا و طيبا
و اعلم أخي و أنت كذلك يا أخية أن النظرة مرسول الزنا
قال الشاعر :
كل الحوادث مبداها من النظر ××× و معظم النار من مُـستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في القلب صاحبها ××× فتك السهام بلا قوس و لا وتر
و العبد ما دام ذا عين يقلبها ××× في أعين الغيد موقوف على خطر
يسر ناظره ما ضر خاطره ××× لا مرحبا بسرور عاد بالضـــــرر
و لما كان النطر المحرم بهذه الدرجة من الخطورة و هذه المنزلة من الغواية ، كان لغض الطرف مزيد فوائد و جليل عوائد ، و إن المقام لا يتسع لذكرها إلا أنني وجدت مواضيع في الروضة تبسط فيها المقال ، و تحيل بها شارد البال إلى التماس سواء الصراط في الحال و المقال ...
و اعلم يا رعاك الله أني ما أنزلت موضوعي هذا للذكرى فقط و إن كان لها الحظ الكبير منه ، لكني أردت أيضا استثارة الفكر و تفعيل العقل و تحريك البنان ، فتشاركني بإثراء الموضوع عبر ما خضته أو خضتيه من تجارب و ما قاسيتيه من متاعب لإلجام الطرف و الحد من صبوة النفس
فإني إياك سائل و لك محــــاور
فأقول
هل أنت ممن يغض بصرك عن المحـــارم ؟
هل أنتِ ممن تغض الطرف عن الرجال ( من أخ زوج و ابن خال أو عم أو مدير أو أستاذ أو زميل عمل أو ... )
هل أنتَِ ممن يغض الطرف عن الصور ؟
نجد بحمد الله أن القنوات الإسلامية كثرت و داع سيطها في الأرجاء و انتشر
فأصبحنا نشاهد فضيلة الشيخ عمرو و سماحة العلامة زيد
فهل أنتِ ممن يغضون البصر عنهم ؟
كيف تمكنت من التغلب على نفسك و كبح جماحها ؟ كيف تمكنت من غض البصر ؟
ما موقف من تغض أو تغضين عنهم الطرف من المقربين ؟ و كيف استطعت إيصال قتاعتك إليهم ؟
أسئلة أطرحها بين يديك رجاء الإجابة و إثراء الموضوع و كلي يقين أنه عندك المزيد
فلا تحرمــ (يـــ )ــنا من الإفادة