خلال المؤتمر السعودي الرابع لطب الألم في جدة:
النجاح في العلاج والتعامل مع الألم يساعدان في تفادي المزيد من المشاكل الصحية والفسيولوجية
جانب من المشاركين في المؤتمر
اعداد: قسم المتابعة بالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والجمعيات والكراسي العلمية
مع تزايد أعداد المرضى الذين يعانون من مخلتف أنواع الآلام المزمنة، عقد مؤخراً بمدينة جدة المؤتمر السعودي الرابع لطب الألم وذلك بحضور ومشاركة أكثر من 300 طبيب وأخصائي بالمملكة بالإضافة إلى عدد من أبرز الخبراء العالميين في هذا المجال لمناقشة وبحث أحدث الدراسات والتوصيات والقواعد الارشادية في التعامل مع الألم بفعالية وأمان وبطرق أكثر مواءمة من الناحية الاقتصادية، كما عقد على هامش المؤتمر عدد من ورش العمل المتخصصة وحلقات نقاش مفتوح حول مواجهة تحديات التعامل مع الالم وآلام العظام، وآلام أسفل الظهر ذات المنشأ العصبي، وعلاج الآلام العضلية بالإضافة إلى التعامل مع آلام الاعتلال العصبي الناتج عن مرض السكري، حيث أجمع الخبراء على انتشار المعاناة من الآلام بين المرضى في المملكة العربية السعودية نتيجة أسباب مخلتفة، ومن ضمنها ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري، وحمل الأوزان بطريقة غير صحيحة، وزيادة وزن الجسم والسمنة، والجلوس بوضعية غير صحيحة لساعات طويلة لاسيما أثناء مشاهدة التلفاز أو الجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر وغيرها، كما ناقش المجتمعون العديد من التعريفات التي تحدد وصف الألم بأنواعه الحاد والمزمن، ومدى فعالية ومعامل أمان استخدام مضادات الالتهاب التقليدية الخالية من الاستيرويد nsNSAIDs ومضادات الالتهاب الانتقائية (COX)-2- واجمع الخبراء على فعالية كلا الخيارين العلاجيين في التعامل مع الالام الحادة، غير أن الفرق يكمن في تمتع مضادات الالتهاب الانتقائية بمعامل أمان أعلى لاسيما على الجهاز الهضمي والمحافظة على وظائف الصفائح الدموية بدرجة اكثر من مضادات الالتهاب التقليدية الخالية من الاستيرويد nsNSAIDs
نجاح المعالجة بالمسكنات يقي العديد من المشاكل
وتعليقاً على ذلك أوضح الدكتور معاذ مجددي، رئيس قسم الفسيولوجي، كلية الطب جامعة طيبة بالمدنية المنورة أن أحدث التوجهات العملية تصنف الألم كمرض بحد ذاته وليس مجرد عرض، وأن التشخيص المبكر والعلاج المكثف للألم الحاد يعتبر عاملاً هاماً في تقليل مخاطر تحول الألم إلى مرض مزمن، وأضاف أن الألم إما ان يكون من منشأ عصبي أو عضوي، حيث تفيد أحدث الدراسات ان 65 من مرضى السكرى يعانون من آلام الاعتلال العصبي، في حين يعاني أكثر من 80 بالمائة من كبار السن في أي من مراحل العمر من نوع من أنواع آلام اسفل الظهر بما فيها الآلام ذات المنشأ العصبي، فيما أظهرت إحدى الدراسات المتخصصة التي نشرت في النشرة الطبية السعودية (سعودي مديكال جورنال) أن آلام اسفل الظهر لدى 41 بالمائة من المرضى هي في الأصل ذات منشأ عصبي، علماً بأن آلام الأعصاب لا تستجيب لمسكنات الألم التقليدية العادية، وبالتالي فهي تتطلب نوعية معينة من الأدوية التي تتعامل مع الأعصاب تحديداً. وقد أظهر تقرير نشر في جورنال أوف انترناشيونال مديكال ريسرش، أن مجموعة من كبار الخبراء والاستشاريين في الشرق الأوسط يوصون بعلاج المرضى الذين يعانون من الألم الحاد بدرجة تترواح بين المعتدل إلى المتوسط باستخدام ومضادات الالتهاب الانتقائية (COX)-2- لعلاج الألم مع تجنب تعرض المريض لمشاكل بالجهاز الهضمي ومخاطر النزف، وتعليقاً على ذلك أوضح البروفيسور باولو ماركتيني، استاذ علم الألم بالجامعة الإيطالية، وأحد الخبراء الدوليين الذين حاضروا في المؤتمر السعودي الرابع لطب الألم، أن النجاح في علاج والتعامل مع الألم، بالإضافة لكونه أمرا مهماً في وضع حد لمعاناة المريض من الألم واضطرابات النوم، فإنه يساعد في تفادي المزيد من المشاكل الصحية والفسيولوجية التي قد تظهر كعواقب للألم.
واختتم البروفيسور ماركتيني حديثه موضحاً على أن مضادات الالتهاب الانتقائية (COX)-2 تتميز بعدم تأثيرها سلبياً على وظائف الصفائح الدموية وهو ما يقلل من فرص النزف وفقدان الدم مقارنة بمضادات الالتهاب الخالية من الاستيرويد nsNSAIDs، كما أن احتمالات الإصابة بعوارض كلوية حادة تقل بصورة ملحوظة مع استخدام مضادات الالتهاب الانتقائية (COX)-2، مؤكداً على أهمية التوصيات التي خرج بها المؤتمر السعودي الرابع لطب الألم في وضع وتحديث قواعد ارشادية واضحة للتعامل مع الألم بصورة أكثر فعالية ونجاعة.
العرض العادي
