بسم الله الرحمن الرحيم
لا زلت أرى أن هدم جدران المدارس (معنوياً أو حسيا) هو الحل الأنجع للعملية التربوية التعليمية , فالهدم المعنوي هو إشراك الجهات ذات العلاقة بالمدرسة , والهدم المادي أو الحسي هو هدم جدران المدارس بشكل فعلي , والسبب هو أن تكون المدرسة متداخلة مع المجتمع ككل , وكذلك لعدم إيجاد حاجز نفسي بين المدرسة والمجتمع .
أما عن الأسباب وإن سألتموني :
إن أردنا تربية وتعليم حقيقيتين فأنا من مؤيدي الدوام الطويل للمدرسة , بمعنى ممارسة التعلم المعرفي , وكذلك ممارسة الأنشطة التي تعتبر من صميم المنهج الدراسي .
فعلى هذا يقول الوزير أن هناك 1000 مدرسة في المملكة العربية السعودية لن تغلق أبوابها إلا قبيل منتصف الليل , في دليل على التوجهات الوزارية للإهتمام بالأنشطة المدرسية ودمجها وإيجاد متسع من الوقت لها .
كذلك من الأسباب التي تجعلني أصر على إشراك المدرسة في المجتمع يجب أن تكون المدارس حكومية , ونبتعد قدر الإمكان على الإيجار , وضرورة وضع مساحة خاصة لإقامة مركز خاص بأولياء الأمور تتم فيه الإجتماعات الدورية بين أولياء الأمور والإدارة بعيداً عن "رسمية المكاتب" و"رسمية الخطاب", وحول هذا المركز كلام كثير سنذكره في مواضيع أخرى .
كذلك يجب الإهتمام بالمدرسة كبيئة جاذبة من خلال الدعم المالي للمدارس , وتزيين المدارس بأفخم الأجهزة وأفضلها تقنية , كذلك وضع ملاعب لأغلب الألعاب وممرات للمشي والجري , وكذلك وضع حراس أمن على المنشآت المدرسية من ملاعب والمراكز المقامة .
من الأسباب أيضاً التي تجعلني أرى دمج المدرسة بالمجتمع (فعلياً) هو تبني المسابقات سواء كانت رياضية أو اجتماعية أو ثقافية أو تعليمية وضبط المنافسة عليها .
وهناك خيارات كثيرة تجعل من المدرسة عامل جذب مهم للمجتمع :
1- مركز أولياء الأمور في المدرسة : وهي قاعة للاجتماعات أو مسرح مدرسي , يتم من خلاله دورياً عقد الإجتماعات , لبحث المستوى الدراسي للأبناء , وكذلك لبحث كيفية تحقيق الأهداف التعليمية وفق جو من الرضا بين ولي الأمر والكادر التدريسي .
2- مركز ثقافي : ويمكننا استخدام نفس المركز السابق في إقامة الفعاليات الثقافية من مسابقات , او احتضان مواهب في الأدب وفي اللغة وفي الإسلاميات وفي كل مجال .
3- مركز تدريب : وهي قاعة تتسع لعشرين شخص مثلاً , يتم فيها وفق برنامج مقنن تدريب الطلاب على الكمبيوتر أو مهارات التحدث باللغة الإنجليزية , أو إقامة دورات في مجالات الحياة كافة , ويلزم تجهيز هذا المركز بما يناسب .
4- ملاعب رياضية : من ملاعب كرة قدم , وطائرة , وتنس طاولة , وإقامة ممشى خاص للجري والهرولة , وغيرها من أنواع الرياضات , ويمكن أيضاً إقامة المنافسات الرياضية مثل دوري المدرسة في فترة العصر , حتى لا تتأثر الدراسة الصباحية للطالب .
الأفكار كثيرة ولدي ولديكم خطط تطويرية كثيرة , لكن الأهم في هذه الحلقة هو المعلم والطالب , فالمعلم يجب أن توضع حلول تحفيزية ومالية لإشراكه في عملية الأنشطة , بمعنى أن تراعي الوزارة بين معاشات المعلمين وبين مطالبها , إذ لا يمكن أن أطالب المعلم بدوام كامل من السابعة إلى الرابعة عصراً دون أن أكافئه مالياً , أو لا أقوم بخدمته على الوجه الصحيح .
كذلك الطالب يجب أن توفر له بيئة نظيفة آمنة , متميزة وراقية , حتى يحس بالأمان ويشعر بانجذابه نحو المدرسة , وأن هذه المدرسة هي التي تحتويه تعليمياً وتربوياً .
أنا أنجذب إلى الخيال الذي يمكن تحققيقه , لكنني أرى بوادر تغيير كبيرة في العملية التربوية التعليمية وهو ما ننشده ونريده حتى يتحقق الرقي والتطوير للمملكة العربية السعودية