كن متمرداً.....!!!؟؟؟
قد يمتعض القارئ في الوهلة الأولى من ورود هذه المزعجة في النظر العام.....
لكن في مضمونها ينطوي الكثير من المعاني الجيدة والأقل من ذلك تبعا للخلفية الشخصية والارتباطات الذهنية...
" التمرد " الذي أقصده هو الخروج عن المألوف السيئ إلى الأحسن أو بمعنى آخر التطوير الشخصي...
مما سبق ومما يلي تتضح العلاقة في اقتران هذا المصطلح بالخواطر السريعة التي أطمع أن تنبعث من القلب لتلامس الأفئدة الشغوفة للصعود نحو الأفضل....
<< أولا >>
يحلو لبعض أفرادنا الكرام التشرنق بخيوط الترفع المرهفة أو كما يقال " شايف حاله " في مجتمع تتداخل فيه الأنساب..وتتقارب فيه الدرجات العلمية والمكتنزات المادية...
لم هذا التعالي..؟؟؟
أخلق من ماء عزيز وغيره ليس كذلك..؟؟ أم قدَم جملة من البراءات الإبداعية أسهمت بتحول مسار البشرية؟؟ الإجابة بالطبع لا إنما هي نفخات شيطانية وجدت استجابة من لدن ذوي المعالي الوهمية...
ألا يجدر بنا أن نتمرد على تلك الخصال الذميمة في شرع الخالق – سبحانه وتعالى - وعرف خلقه؟؟؟...الإجابة بالطبع لا لأننا لا نحسن غير ذلك...
** * **
<< ثانيا >>
التفكير كلمة براقة زُين بها الإنسان ليستغلها في شؤونه التعبدية والدنيوية...
وللأسف يوجد من ألغى هذه النعمة من قاموسه السلوكي ليقول لسان حاله " حشر مع الناس عيد " ألا يدرك أنه باستخدامه ذلك المكون الفريد - العقل - يستطيع أن يخرج إلى السعة ليبقى الناس في حشرهم...!!!!
تمر الأحداث ذات الاهتمام المجتمعي على أغلب, إن لم يكن كل أفراد دويلتنا العزيزة... ولكن عند التمحيص لا تجد من يتفاعل معها بشكل مستقل سوى القليل بل النادر...
"طيب" والبقية أين عقولهم؟؟!! الإجابة هي ترقد في إجازة مفتوحة إلى أمد بعيد والكل يردد ما قاله عمه أو خاله أو جده أو رمزه الحبوب...
كئيبة هي الحياة بتلك البيروقراطية المصطنعة...
لما لا نتمرد على الجمود الفكري المقنع... فليس العقل للتعرف على طريق الاستراحة أو مكان "البقالة" أو أسماء أبطال المسلسلات الدنيئة فقط... بل العقل أعظم من ذلك بكثير.. العقل يحلل الأحداث ويركب الشواهد ويستقي النتائج ويقوّم الأقوال والأفعال ليميز الغث من السمين ولو تعارض مع أهواء أولئك الذين يحقنون في أذنيه تصوراتهم الخاصة بالأحداث المحيطة...أتمنى أن يحدث تمرد جماعي لنرى حلولاً قد تكون أفضل بكثير من مخرجات التفكير التقليدي للزمر المؤثرة "سلبياً" فيمن حولها....
ألا توافقني الرأي أخي القارئ؟؟؟
** * **
<< ثالثا >>
الفشل... وما أدراك مالفشل؟؟
عانى كل الناجحين من نوباته المتكررة والتي قد تصل الى عشرات المرات من المحاولات الباسلة وليست اليائسة ( فالفرق كبير )...
والمعادلة الناجحة في هذه الحال:::
إن فشلت====يعني أنت تعمل==== وان كنت تعمل====فتأكد انك ستصل عاجلا غير اجل بإذن الله الكريم...
الأسير هو من يقع في قيود الفشل الضعيفة وبإمكانه الخروج من ذلك المأزق الحانك بكل سهوووولة فقط هو يحتاج أن يحاول دون ملل..ولا تنسى قبل كل سبب وبعده أن تتوكل على الكريم المنان وتأكد انه لن يخذلك... أليست هذه الوصفة في متناول الجميع ؟؟؟!!
أعتقد أننا بحاجة للاستعانة مرة أخرى بالتمرد ... فان سبقك الركب في مضمار الحياة الفانية... أنصحك بان تتمرد على سجون اليأس لتشعر بوافر السعادة لأنك سوف تخرج إلى فلاة واسعة ومكتظة بالعوامل المعينة على النجاح... والحياة مليئة بالمناضلين ضد جيوش المخذلين والمتخاذلين والتاريخ ينضح بمن هم كذلك....أقرأ سيرهم فهي سبب مُعـين لتقدمك نحو الأفضل...
** * **
<< رابعا >>
في سبات الليل العميق ذو الأحلام الوردية والسوداء أحياناً...لو ابتكرنا كاميرا متنقلة وبعثناها لتجوب أقطار متفرقة وتقتحم بيوت شتى – طبعاً بدون إستئذان – لرأينا أمرا عجبا....
ما هو هذا الأمر؟؟ ومتى يكون ؟؟؟ ومن هم أبطاله ؟؟...
مع تحفظي على لفظة " أبطاله " ... بكل أسى هذا الأمر هو...
[ صلاة الفجــــر]
يتشدق أحدنا بملء فيه...فعلنا وفعلت وسنفعل وسأفعل ... ولكن ماجدوى هذا وذاك إن ضيعت صلاة فضل سنتها " خيرٌ من الدنيا وما فيها " فما بالك بها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليت من أضعاها يتمرد على شهوة النوم الغير ممدوحة وكما يقول أسلافنا "النوم ما يمدح به أحد"...والله إنهم صدقوا,,,,,,,,,,,
تخيل أنك أرغمت أنف نفسك.. يعني " غصبتها " على الاستيقاظ والقيام من ذلك الفراش الوثير والنوم الممتع ..لتنال بكل حركة أجرا وبكل خطوة درجة...كم وكم وكم من الحسنات ستجني؟؟؟
أضف إلى ذلك انعكاس هذا الفعل " الرائع " على نفسيتك لينعشك بمشاعر الراحة والاطمئنان طوال ذلك اليوم... " جرب " وتمرد على النوم هذه الليلة ولن تندم...
" و أول واحد يوجه له القول هو كاتب هذه الأحرف "......
** * **
<< خامسا >>
العلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والشرف
وحتى يكون تناولنا للموضوع ايجابي لابد من طرح عدد من الأسئلة :
كم كتاب قرأت في الإجازة الماضية؟؟؟؟
أهم المواضيع التي تسعى في البحث عنها وفيها؟؟؟؟
هل تقرأ لتتشرب كل أفكار من تطالع كتاباته؟؟أم لديك فكر ناقد قادر على التمحيص؟؟؟
أين تضع نفسك عند استعراض علاقة الناس بالعلم؟؟ عالم..متعلم..جاهل...جاهل مركب ( وهو الجاهل الذي يعتقد أنه عالم )؟؟؟
بكل صدق وبكل وضوح نحن مجتمع لا يقرأ... لذا فهو قابع على جموده المعرفي والثقافي أو كما يقال " على حطت يدك " ليس للعلم إلينا مدخل إلا في أضيق الفرص....
طبعاً هذا لا ينطبق على الكل.. ففينا ومعنا من هم على درجة عالية من الوعي الإدراك... وهم الأكثر إن شاء الله ...
وللتمرد حضور هاهنا فهو منهجنا لقلب الطاولة في وجه الجهل العادي والمركب...ولا يتسنى لنا ما نريد إلا من خلال " القـــــــراءة ".....فعلينا بالتمرس عليها...وليكن أول ما نقترن به من تلك الكتب " القرآن الكريم " فبه يرقى الفرد وتستعيد والأمــة مجدها...
** * **
<< سادسا >>
عند الفراغ من وجبة دسمه " للمفاطيح " فيها الحضور المميز..أو عند النزول من السيارة المريحة والتي تتكيف أجواء مقصورتها الفارهه تبعاً لرغبتك الكريمة تبريداً إن شئت أو تدفئة..أو عند ارتداء أبناؤك منتجات " الماركات " الأنيقة..
تذكر أنه في الجهة المقابلة من عالمك الجميل يوجد عالم آخر يحمل من طيات البؤس ما هو كفيل " بتنغيص " الليل والنهار بتعاقبها المتوالي...ماذا لعلي أقول تجاه المسؤولية الملقاة على الموسرين أي من وضعه الاقتصادي " هاااي " ...؟؟؟؟
ليتنا نتمرد على حب الذات المفرط لنستقطع جزءاً يسيراً من مقتنياتنا النقدية وكذلك المعنوية لنجود بها على ذوي القرابة متعثري المال واليد...أعتقد أننا لو قدمنا شيء محدوداً في خدمة هؤلاء خيراً لنا من مجرد التباهي بالتاريخ المجيد في الأيام الخالية....
فالسعادة الحقيقة هي أن ترسم الابتسامة على شفاه يتامى تنكر لهم الأقربين...أو أرامل كشّرت لهنّ الدنيا بأنيابها المفزعة...أو شيوخا رقت عظامهم وهم في سعي حثيث لتوفير عصب الحياة لمن يعولون...
وتذكر دائما قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - " اتق النار ولو بشق تمرة " وقوله عليه الصلاة والسلام " تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم " وقوله صلى الله عليه وسلم " المسلم أخو المسلم " فكن عبد مطيعا لربك نافعاً لمجتمعك...
** * **
<< سابعا >>
" عقدة الخواجة " أشد مستجدات العصر الحديث تعقيداً..
وان كان أثرها في أبناء المجتمعات القبلية أقل... إلا أنها تمثل منعطف خطر في حياة المجتمع الإسلامي والسعودي بوجه الخصوص...
وليس العقدة المقصودة مجرد الإعجاب بتميزهم " أي الغرب " في التكنولوجيا الرقمية والناطحات البانورامية و الخدمات الإنسانية المحايدة...فمن الإنصاف أن نقول أنهم تفوقوا علينا في كثير من الجوانب...
ولكن " العلة " هي الهزيمة النفسية والإحساس بالنقص تجاه تلك المجتمعات...فكما لديهم أشياء يفاخرون بها لدينا أيضا ما هو أهل للافتخار والبهجة....
لدينا ما هم بأمس الحاجة إليه في ظل طغيان المذهب الليبرالي والأسلوب العلماني المقيت...لدينا الفضيلة وحب الشرف والغيرة... لدينا تماسك الأسر الممتدة سواء في أحضان القبيلة ذات الدور التكاملي مع الدولة أو في كنف أسرة الجد الواحد... لدينا الحقيقة التي أشغلت تفكير العلماء منهم ونالت إعجاب مفكريهم وأعلامهم...
لدينا أخبار الأولين وفصل ما بين الحاضرين ونبؤ ما سنقدم عليه في مستقبل السنين...كما أن مقومات النهوض الحضاري تتوفر في أمتنا لتصل إلى حد الاكتفاء...
فالعقول حاضرة...والموارد الطبيعية متنوعة ومتكدسة...والبيئة الإعتقادية " الدين " يحث أيما حث على التقدم والريادة العلمية والإعداد والتمكن من أدوات القوة اللازمة....
ولكن ما نحتاج إليه يكمن في رسم الخطط التنموية الصحيحة والطموحة وكذلك سلامة القيادات الإدارية من وباء الخيانة والاختلاسات المستشري في أجزاء مختلفة من جسد الأمة.....
في الحقيقة الموضوع " ذو شجون" ويستحق مجلدات وليس مجرد كلمات......
وما أرمي إليه هو الإحساس بأن لدينا ما نتمكن من خلاله النهوض من غيبوبة الانبهار بتقدم الغرب علينا...ولا يتهيأ لنا ذلك إلا بالعمل الجاد و التمرد على الكسل ومفهوم " ما حنا حولهم " الذي لا يسمن ولا يغني من جوع...
** * **
<< اخيراً >>
سننقض ما أسسناه في حديثنا السابق من ضرورة التمرد.... لنقول لا تتمرد على رأي الجماعة السديد النافع وأن كان لا يتوافق مع مصلحتك الخاصة.....وتذكر أن " يد الله على الجماعة ".....
***** وأشكركم جزيل الشكر لزيارتكم الموضوع *****
كن متمرداً..........!!!!؟؟؟
العرض العادي
