* واشنطن - الوكالات:
استدرج عشرة من المعتقلين في معسكر غوانتانامو حراساً أمريكيين إلى قاعة من خلال محاولة انتحار وهمية ثم هاجموهم بوحدات مصابيح محطمة وريش مراوح وقطع من المعدن في الوقت الذي أطلق فيه الحراس كرات مطاطية واستخدموا قاذفة قنابل يدوية للسيطرة على المعتقلين، وفقاً لرواية رسمية أمريكية.
ووصف مسؤولون أمريكيون الحادث الذي وقع يوم الخميس بأنه أسوأ أعمال عنف وقعت في السجن المخصص للمعتقلين الذين تزعم واشنطن أنهم إرهابيون وتحتجزهم في القاعدة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو منذ افتتاحه في يناير - كانون الثاني 2002، دون أن توجه إليهم أية تهم.
وقال المسؤولون إن ستة سجناء عولجوا من (جروح بسيطة) ولم يصب أي من الحراس الأمريكيين بجروح خطيرة. وعلى الرغم من أن الحادث يمثِّل المواجهة الأسوأ من نوعها فإن المعتقل شهد انتهاكات بشعة لعقائد المعتلقين من قبل حراسهم الذين اعترف بعضهم بالإساءة للمصحف الشريف من خلال القذف به في المراحيض أو تمزيقه. وقال الأميرال هاري هاريس قائد معتقل غوانتانامو إن المعتقلين جعلوا أرضية زنزانتهم زلقة باستخدام البراز والبول والماء المضاف إليه صابون لخداع الحراس ثم قاموا بمهاجمتهم بوحدات إضاءة محطمة وريش مراوح وقطع معدن. وقال مسؤولون أمريكيون إن الحراس الأمريكيين استخدموا مسحوق الفلفل ثم هاجموا النزلاء بعدة طلقات من بندقية خرطوش تطلق كرات مطاطية للسيطرة على النزلاء ثم استخدموا قاذفة قنابل يدوية من طراز ام 203 وأطلقوا شيئاً مطاطياً غير حاد (....). وأضافوا أن القتال استمر ما بين أربع وخمس دقائق وأن النزلاء كسبوا المعركة في إحدى المراحل.
وقال العقيد مايك بومجارنر المسؤول عن عمليات الاعتقال إن المعتقلين كانوا يقفزون من فوق الأسرّة على الحراس وطرحوا بعض الحراس أرضاً. وأضاف بصراحة خسرنا المعركة في هذه المرحلة. وقال المسؤولون الأمريكيون إن الاشتباك ضم عشرة نزلاء وعشرة حراس أمريكيين.
وأضاف المسؤولون أنه أثناء إخماد الحراس المعركة بدأ المعتقلون في زنازين قريبة في أعمال شغب محطمين الكاميرات المستخدمة في مراقبتهم والمراوح والأضواء الفلورسنت وأشياء أخرى. وأوضح المسؤولون الأمريكيون في وقت سابق أن اثنين آخرين من المعتقلين حاولا الانتحار ببلع أقراص وأن هذين الرجلين فقدا الوعي ولكن حالتهما مستقرة. وقال هاريس إن هذا الاشتباك وقع في المعسكر الرابع وهو منشأة عليها حراسة متوسطة.
وأضاف أن المعتقلين في المعسكر الرابع يتمتعون بأكثر الامتيازات ويرسلون إلى المعسكر عندما يظهرون التزاماً مستمراً بقواعد المعسكر. ولكن نعتبره أكثر المعسكرات خطورة لأن لدى المعتقلين الفرصة للتخطيط والعمل في مجموعات.
وقال هاريس إن الحراس كانوا يقومون بعملية بحث عن عقاقير بعد وقوع محاولات انتحار في وقت سابق عندما رأوا نزيلاً في المعسكر يستعد لشنق نفسه على ما يبدو.
وقال هاريس إن هذه كانت خدعة لجعل الحراس يدخلون إلى المجمع من أجل مهاجمتهم.
وأضاف تدربنا على احتمال استغلال المعتقلين محاولة انتحار لانتهاز فرصة للقيام بهجوم أو أخذ رهينة أو قتل الحراس. وفي حقيقة الأمر هذا هو ما حدث على وجه الدقة ليل الخميس الجمعة.
وقال مسؤولون إنه وقعت أعمال شغب في ثلاث من خمس وحدات في المعسكر الرابع.
وأضافوا أن الأمر استغرق ساعة قبل استعادة النظام بالإضافة إلى ساعة أخرى لنقل المعتقلين إلى منشأة عليها إجراءات أمن مشددة.
وتنتقد جماعات حقوق الإنسان الاعتقال لأجل غير مسمى لمعتقلي غوانتانامو دون محاكمة كما تتهم الولايات المتحدة بالتعذيب.
وتصر وزارة الدفاع الأمريكية على أن المعتقلين يعاملون بشكل إنساني ولا يعذبون وتقول إن كثيرين من أعضاء القاعدة وطالبان الخطيرين محتجزون هناك. وقالت إن ما يقرب من 460 معتقلاً ما زالوا في غوانتانامو. وقال المسؤولون إنه لم يحدث أن مات أي معتقل هناك.
وأعلنت تفصيلات هذا الاشتباك في نفس اليوم الذي أبلغت فيه أعلى هيئة مناهضة للتعذيب في الأمم المتحدة واشنطن أن أي سجون سرية تديرها للأجانب الذين تزعم واشنطن أنهم إرهابيون إلى جانب معسكر غوانتانامو غير قانونية ويجب إغلاقها.
المصدر
http://www.al-jazirah.com/119404/du4d.htm
العرض العادي
