(( مَدخَل ))
لَـم تَكُن ذَاكرَة الفُصولِ قَاتمِة ...
باِلأَمسِ فَقط حُرّضت بِما لَم أُحّرض بِه مِنذُ زَمنْ !
.
.
.
لاَ تَزالُ هَذه الزَاوِية حَزيِنة , يحُيطُ بهِا الخَوفُ مِن ظِل الخُطوَةِ الهَارِبة !
مَلَلتُ عِبءَ المَسَافاَتِ بيَنِي وَ بَينكَ , وَ أوقنُ أَنَّ غداً أَبقَى مُدّخراً ...
وَ أُدركُ تمَاماً أَنَّ لَيسَ بِوسْعي أَن أَنذُرَ لَكَ نَفسِي , فَليَسَ بِإسْتطِاعَتي إِلاَّ أَن أَكونَ حُلماً لَك !
وَ تعلَم ُأنَكَ لَو نَذرتَ نَفسكَ لِي , فَليسَ بِإسْتطَاعَتي أَن أَجْعلَكَ لِي !
خُذيني أَيتُها الأَحزَانُ حَيثُ شِئتِ !
تُغدقِين عَليّ العَذابَ , وَ دَائماً مَا تَرسُمِينَ نهِايَاتِي ...
خُذيِني وَ أَنثُريِني بِزفيَرهِ الهَادِيء , لأَسْقُطَ عَلى زَهْرِةٍ يَائِسةٍ مِنْ رَبيعَ لا يَأتيِ !! فَتْتفتَحُ البَسَاتِين فِي ذَاك الصَغيرِ النَابِضِ الذَّي يحَترِق ,حَدِيقةَ شَوقٍ حِزينِة ...
لَيتنَي أَسْتطيَعُ أَنْ أُوقِفَ الزَمنَ لأُجَّندَ نَفسي وَ أَخلُقَ اللَحظَة التِي أَستَحضِرُكَ فيِها ! فِأبعْثهَا فَجْراً جَدِيداً للحُب لَهُ محلٌ من الإِسْهَاب , وَ فَاكِهةَ عُمٍر لاَ تعَترفُ بِالمَواسِم ...
.
.
.
لمَ أَحسبْ يوماً أَن دَهاَليِزَ الغِيابِ سَتلتْهمُني , إِيايَ وَ إيَّاه وَليِمةَ وَجَعْ !
لأبْحثَ عَنه , وَ يبَحثَ عَني فِي أَزقّة الذَاكِرة ...
وَيلـِي ... فِي أَي أَرضٍ أَضع ُحقَائبِي ؟؟!! وَ أوضِب أَحزَاني لأَتوسَّد عَليهَا ؟؟ ... وَ الدروبُ كُلها لاَ أَصلْ فيِها إلِيه !!؟؟؟
(( مَخْرج ))
قُلْ : لَن يَخذلك زمَانك بِي !!
وَ مِن أَجلي إبِتسِم قَليِلاً ... لأَحتْفلَ أَنا , عَلّني أَحلُمُ بِذِراعَيكَ تحتَوي ضِياعِي ...
فَإنْ كَانَ القَدرُ يَعبثُ بِنا , دَعْناَ لاَ نَتردَدْ بِالعَبث بِه !!