يشعر "عويض" كل يوم باليأس والغم، كلما نظر إلى زوجته المريضة، أو إلى أبنائه التسعة، فزوجته مريضة، وأبناؤه فقراء حتى النخاع، وجميعهم يعيشون في منزل أشبه بخندق صغير.
وتسكن العائلة في أحد أحياء حفر الباطن، وتحديداًً في منزل قد لا يحمل من مقومات السكن سوى الاسم فقط، الأمر الذي يزيد من معاناتها وأمراضها وأحوالها المعيشية سوءًا، ويتكون المنزل من غرفتين فقط.
ويقول رب الأسرة عويض: "أصبت بمرض القلب قبل 13 سنة، وأعيش الآن بصمام صناعي، يحد من قدرتي على العمل بعد تقاعدي من عملي السابق كحارس مدرسة بالإضافة إلى إصابتي بالتهاب المفاصل وضعف الرؤية"، مضيفاً: "أتناول الأدوية التي قال لي الأطباء إنها ستلازمني ما حييت"، مستطرداً "وأصيبت زوجتي بالفشل الكلوي الإنتهائي، وتقوم بعملية الغسيل ثلاث مرات أسبوعياً، مما يحد من قدرتها على رعاية أطفالنا التسعة، والاهتمام بشئون المنزل الذي أصبح كالصيدلية، يعج بأدويتنا المترامية في كل مكان من الغرفتين".
ويضيف عويض: "حاولت إنشاء غرفتين إضافيتين في فناء المنزل الصغير، ولكنني لم استطع إكمالهما بسبب عدم مقدرتي المادية"، موضحاً ،أن "أطفالي يحلمون كباقي الأطفال بلعبة صغيرة أو الجلوس أمام التلفاز أو الذهاب لحديقة أو ملاهي، كما "أنهم في حاجة إلى توفير احتياجاتهم كباقي الأطفال، وهذا ما لم أستطع توفيره لهم، خاصة أنني ألمح الحرمان في أعينهم في كل لحظة وكل يوم، وهذا مشهد يتكرر أمامي، ويكاد يقتلني، ولكن ما في اليد حيلة".
ويتابع الأب: "كل أحلامنا تنحصر في توفير علاج لزوجتي، يرحمها من آلام الغسيل الكلوي المتكرر، وتوفير مسكن مناسب للأسرة الكبيرة، التي حاصرتها الأمراض والظروف القاسية من كل جهة"، مؤكداً "لا أعتقد أن هذا بمستحيل على هذه البلاد الطاهرة، التي طال خيرها الدول الأخرى".
عويض وأبناؤه الـ9 وزوجته المريضة يسكنون في خندق
العرض المتطور
