اتصل بادارة الموقع البحث   التسجيل الرئيسية

 


العودة   منتديات عاصمة الربيع > عاصمة الربيع > ديوانية عاصمة الربيع

ديوانية عاصمة الربيع إستفسارات عن عاصمة الربيع * أخبار ووظائف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-07-11, 12:36 AM   رقم المشاركة : 21
نواف التويجري
عضو متألق
الملف الشخصي







 
الحالة
نواف التويجري غير متواجد حالياً

 


 

رد: الفزعه ... تكفووون ولكم الاجر

من المواضيع في العقيدة
الصفات التي يتميز بها المؤمن عن الكافر والجاحد



الفرق بين المؤمن وغيره يتميز الحق والباطل وأهل السعادة من أهل الشقاوة .

* فاعلم أن المؤمن حقاً : هو الذي آمن بالله وبأسمائه وصفاته ، الواردة في الكتاب والسنة على وجه الفهم لها ، والاعتراف بها ، وتنزيهه عما ينافي ذلك فامتلأ قلبه إيماناً وعلماً ويقيناً وطمأنينة وتعلقاً بالله .

* فأناب إلى الله وحده ، وتعبد لله بالعبادات التي شرعها على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم مخلصاً لله بها راجياً لثوابه خائفاً من عقابه .

* شاكراً لله بقلبه ولسانه وجوارحه على نعم الله وإحسانه العظيم الذي يتقلب به في جميع الساعات لاهجاً بذكره .

* لا يرى نعمة أعظم من هذه النعمة ، ولا كرامة أعظم منها .

* يهزأ بلذات الدنيا المادية ؛ إذا نسبت إلى لذة الإنابة إلى الله ، والإقبال عليه وحده ، ومع هذا فقد أخذ نصيباً وافراً من لذات الحياة وتمتع بها لا على الوجه الذي يتمتع به الجاحدون أو الغافلون بل تمتع بها على وجه الاستعانة بها على القيام بحقوق الله وحقوق عباده .

* وبذلك الاحتساب والرجاء تمت بها لذاته ، واستراح قلبه واطمأن ، ولم يحزن إذا جائته الامور على خلاف ما يحب ، فهذا قد جمع الله له بين سعادة الدنيا والآخرة .
أما الجاحد والغافل فهو على خلاف ذلك .

قد جحد ربه العظيم الذي قامت البراهين العقلية والنقلية والعلوم الضرورية والحسية على وجوده وكماله ، فلم يعبأ بذلك كله .

* فلما انقطع عن الله اعترافاً وتعبداً ؛ تعلق بالطبيعة فعبدها ، وصار قلبه شبيهاً بقلوب البهائم السائمة .

* ليس له همة إلا التمتع بالأمور المادية .

* وقلبه دائماً غير مطمئن ، بل خائف من فوات محبوباته ، وخائف من حصول المكاره التي تنتابه .

* وليس معه من الإيمان ما يسهل عليه المصيبات ، وما يخفف عنه النكبات .

* قد حرم لذة الإيمان ، وحلاوة التقرب إلى الله ، وثمرات الإيمان العاجلة والآجلة .

* لا يرجو ثوباً ولا يخشى عقاباً ، وإنما خوفه ورجاؤه متعلق بمطالب النفوس الدنيوية الخسيسة المادية

ومن أوصاف المؤمن : التواضع للحق وللخلق .

والنصيحة لعباد الله على اختلاف مراتبهم ، قولاً وفعلاً ونية .

والجاحد : وصفه : التكبر على الحق ، وعلى الخلق ، والإعجاب بالنفس . لايدين بالنصيحة لأحد .

المؤمن : سليم القلب من الغش ، والغل ، والحقد .

يحب للمسلمين ما يحب لنفسه ، ويكره لهم ما يكره لنفسه .

ويسعى بحسب وسعه في مصالحهم ، ويتحمل أذى الخلق ، ولايظلمهم بوجه من الوجوه .

والجاحد : قلبه يغلي بالغل والحقد .

ولا يريد لأحد خيراً ولا نفعاً إلا إذا كان له في ذلك غرض دنيوي .

ولا يبالي بظلم الخلق عند قدرته .

وهو أضعف شيء عن تحمل ما يصيبه منهم .

المؤمن : صدوق اللسان ، حسن المعاملة.

وصفة : الحلم ، والوقار ، والسكينة ، والرحمة ، والصبر ، والوفاء ، وسهولة الجانب ، ولين العريكة .

والجاحد : وصفه : الطيش ، والقسوة ، والجزع ، والهلع ، والكذب ، وعدم الوفاء ، وشراسة الأخلاق .

المؤمن : لا يذل إلا لله ، قد صان قلبه ووجهه عن بذله وتذلله لغير ربه .

وصفه : العفة ، والقوة ، والشجاعة ، والسخاء ، والمرؤة ، لايختار إلا كل طيب.

أما الحاجد : فعلى الضد من ذلك .

قد تعلق قلبه خوفاً من ضررهم ورجاء لنفعهم وبذل لهم ماء وجهه وليس له عفه ولا قوة ولا شجاعة إلا في أغراضة السفلية .


عادم المروءة والانسانية ، لا يبالي بما حصل له من طيب أو خبيث .

المؤمن : قد جمع بين السعي في فعل الاسباب النافعة والتوكل على الله والثقة به وطلب العون منه في كل الامور ، والله تعالى في عونه

واما الجاحد : فليس عنده من التوكل خبر ، وليس له من نظر إلا إلى نفسه الضعيفه المهينة . قد ولاه الله ما تولى لنفسه ، وخذله عن اعانته على مطالبه فإن قدر له ما يحب كان استدراجاً .

المؤمن : إذا أتته النعم تلقاها بالشكر ، وصرفها فيما ينفعه ويعود عليه بالخير .

وغير المؤمن : يتلقاها بأشر وبطر واشتغال بالنعمة عن المنعم ، وعن شكره ويصرفها في أغراضه السفلية . وهي مع هذا سريع زوالها قريب انفصالها .

المؤمن : إذا أصابته المصائب قابلها بالصبر والاحتساب ، وارتقاب الاجر والثواب ، والطمع في زوالها . فيكون ما عوض من الخير والثواب أعظم مما فاته من محبوب أو حصل له من مكروه .

والجاحد : يتلقاها بهلع وجزع ، فتزداد مصيبته ويجتمع عليه ألم الظاهر وألم القلب . قد عدم الصبر ، وليس له رجاء في الاجر .

فما أشد حسرته ، وأعظم حزنه ؟

المؤمن : يدين الله بالإيمان بجميع الرسل وتعظيمهم وتقديم محبتهم على محبة الخلق كلهم .

ويعترف أن كل خير ينال الخلق إلى يوم القيامة فعلى أيديهم وبإرشادهم . وكل شر وضرر ينال الخلق ؛ فسببه مخالفتهم .

فهم أعظم الخلق إحساناً إلى الخلق وخصوصاً إمامهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله رحمة للعالمين ، وبعثه لكل صلاح وإصلاح وهدايةٍ .

وأما الملحدون : فبضد ذلك . يعظمون أعداء الرسل ، ويحترمون أقوالهم . ويهزئون كأسلافهم بما جائت به الرسل .

وذلك أكبر دليل على سخافة عقولهم ، وهبوط أخلاقهم إلى أسفل سافلين .



المؤمن : يدين الله بمحبة الصحابة وأئمة المسلمين وأئمة الهدى .

والملحد : بالعكس .

المؤمن : لكمال إخلاصه لله ؛ تعالى يعمل لله ، ويحسن إلى عباد الله .

المؤمن : منشرح الصدر ، بالعلم النافع ، والإيمان الصحيح ، والإقبال على الله ، واللهج بذكره ، والإحسان إلى الخلق ، وسلامة الصدر من الأوصاف الذميمة .

والجاحد الغافل : ضد ذلك لفقده الأسباب الموجبة لإنشراح الصدر .







التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 11-07-11, 12:40 AM   رقم المشاركة : 22
نيسان
عضو ذهبي
الملف الشخصي







 
الحالة
نيسان غير متواجد حالياً

 


 

رد: الفزعه ... تكفووون ولكم الاجر




الصلاة ومنزلتها في الإسلام

إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.
وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران: 102] .
{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1] .
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 70، 71].

أما بعــد ..

فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أيها المسلمون , عباد الله ؛ إن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام

كما أجاب بذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لجبريل في الحديث الطويل قال أخبرني عن الإسلام قال :( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة )
فجعل الصلاة بعد الشهادتين ولذلك كانت الصلاة أعظم ُركناً عملي في الإسلام وأعظم شعائر الإسلام الظاهرة ، جعلها النبي عليه الصلاة والسلام عماد الدين في حديث معاذ رضي الله تعالى عنه قال له عليه الصلاة والسلام : ( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله )
قال عليه الصلاة والسلام رأس الأمر الإسلام والمراد بالإسلام التوحيد وهو رأس الأمر وأساسه الذي ينبني عليه . فبدون التوحيد لا يقوم الدين أبداً ولذلك ؛ الإنسان لو صلى وزكى وصام وحج وعمل الخير فمهما عمل بدون التوحيد لا يقبل منه فالأساس هو التوحيد .
أن ُيسلم الإنسان أولاً لله عز وجل وأن يتوجه إليه بطاعته وأن لا يتخلل ذلك شرك فإذا تخلل ذلك شرك أحبطهُ قال الله تعالى﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ
وقال تعالى ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ .

فالشرك يحبط العمل ، والتوحيد هو أساس الأمر الذي يترتب عليه القبول أو الرد يوم القيامة . أذاً فراس الأمر الإسلام وعموده الصلاة .
وأنتم تعرفون أن العمود هو الذي يقوم عليه الشيء . كالخيمة ترتكز على عمود , كذلك الدين يرتكز على الصلاة فالصلاة عماد الدين . فإذا كان الإنسان لا يصلي فقد سقط دينه ولا دين له , ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام : « بين العبد وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة » والحديث في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه .
وفي السنن من حديث بُريدةَ بن الحُصيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» .
وبهذه الأحاديث أحتج الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله والإمام إسحاق بن راهوية وكثير من أهل العلم على أن من ترك الصلاة عامداً متعمداً تهاوناً وكسلاً فإنه يكفر . يخرج من الملة لقوله عليه الصلاة والسلام " من تركها فقد كفر " فإذا تركها الإنسان فقد خرج من الدين فلا إسلام له ، ورضي الله تعالى عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب لما طُعن وهو يصلي صلاة الفجر طعنه الخبيث أبو لؤلؤة المجوسي بخنجر مسموم وسقط رضي الله عنه وحملوه إلى بيته فلما أفاق وهو في هذه الحالة الحرجة لم يسأل عن شيء إلا عن ( الصلاة ) ، قال أصلى الناس ؟
يا سبحان الله .. أنظروا إلى هذا الهم !! أنظروا ما يشغل أمير المؤمنين .
أول ما أفاق سأل عن الصلاة وهو في حالة لا يعلمها إلا الله قال أصلى الناس قالوا : نعم يا أمير المؤمنين .
لأنه لما احتملوه إلى بيته تقدم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأكمل الصلاة بالناس . فقال عمر لما أخبروه أن الناس قد صلَّوا قال : " إنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة "
أي : ليس له نصيب وحظ ، وهذا أثرُُ صحيحُُ ثابتُُ من كلام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
فكيف يزعم من تركها أنه مسلم وهو لا يركع ولا يسجد لله عز وجل تمضي عليه الأيام والشهور والسنون وهو مُعرض عن ربه سبحانه وتعالى لا يدخل مسجداً !! ولا يتوضأ ! ولا يصلي ! ولا يذكر ربه ! أهذا مسلم ؟!
نعوذ بالله من هذه الحالة !
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي المسلمين جميعاً إلى المحافظة على عماد الدين على الركن الثاني والأعظم من أعماله العملية وشعائره البدنية .
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم









التوقيع :



مَنْ يُجِيد العَزْفَ عَلَى أنّـــاتِ توجعه .. .؟!

رد مع اقتباس
قديم 11-07-11, 12:42 AM   رقم المشاركة : 23
نواف التويجري
عضو متألق
الملف الشخصي







 
الحالة
نواف التويجري غير متواجد حالياً

 


 

رد: الفزعه ... تكفووون ولكم الاجر

من مواضيع العقيدة
البدعة وأقسامها


الــبــدعــة هــي خــلاف الــســنــة .

وهي نوعان :

1/ بدعة اعتقاد ؛ وهي اعتقاد خلاف ما أخبر الله به ورسوله .

وهي المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم : (( وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة )) قالوا : ما هي يا رسول الله ؟ قال : (( من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي )) .

فمن كان على هذا الوصف ؛ فهو صاحب سنة محضة .

ومن كان من بقية الفرق فهو مبتدع وكل بدعة ضلالة وتتفاوت البدع بحسب بعدها عن السنة .

والنوع الثاني : بدعة عملية ؛ وهي التعبد بغير ما شرع الله ورسوله أو تحريم ما أحل الله ورسوله .

فمن تعبد بغير الشرع ، أو حرم ما لم يحرمه الشارع فهو مبتدع .







رد مع اقتباس
قديم 11-07-11, 12:47 AM   رقم المشاركة : 24
نيسان
عضو ذهبي
الملف الشخصي







 
الحالة
نيسان غير متواجد حالياً

 


 

رد: الفزعه ... تكفووون ولكم الاجر





الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين أما بعد ..


ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لأصحابه : ( أرأيتم لو أن نهراً جارٍ على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من دَرَنِهِ شيء ؟ ) قالوا : لا يبقى من دَرَنِهِ شيء ، قال( فذلك مثلُ الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا) متفق عليه . والدرن يعني الوسخ .
فهذه الصلوات الخمس يا عباد الله كأنها نهر وفي حديث آخر في صحيح مسلم أنه قال عليه الصلاة والسلام « مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جارٍ غَمْرٍ على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات » * والغَمْر يعني الكثير الفياض .
يغتسل فيه أحدكم خمس مرات ما يبقى من درنه شيء . فكلما صليت أيها المسلم صلاة اغتسلت من ذنوبك وخطاياك لا يبقى من خطاياك شيء .
ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام في حديث آخر أيضاً : " الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ "
لأن الكبيرة لا تكفرها إلا التوبة كقتل النفس والزنا والربا والظلم وشرب الخمر والرشوة وأكل المال بالباطل وعقوق الوالدين وشهادة الزور وغير ذلك من الكبائر, فهذه لا تُكَفَّرُ إلا بالتوبة النصوح ومعنى ذلك أن يترك هذه الكبيرة وأن يتوب منها توبة نصوحاً ويعقد العزم على أن لا يعود ويندم على هذه الكبيرة ، ويغفر الله له لأن الله سبحانه وتعالى هو الغافر الرحيم وما عدا ذلك من الذنوب والخطايا فإن المحافظة على الصلاة تغسل العبد الصالح من الذنوب والخطايا هذا من فضل الصلاة في الدنيا .
وأما فضلها في الآخرة فيقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم( أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ) فإذا جاء العبد إلى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة أول ما يحاسبه على الصلاة فإن كانت الصلاة تامة , قد حافظ وداوم عليها فقد أفلح ونجح وكُتب له الفلاح والنجاح ودخل الجنة أما إذا لم يحافظ عليها وأخل بها قال عليه الصلاة والسلام خاب وخسر . والعياذ بالله .
هذا من فضل المحافظة على الصلاة في الدنيا وفي الآخرة . فيا عبدَ الله ! اتق الله وجاهد نفسك على فريضة الله ، جاهد نفسك على إقامة الصلاة , إياك أن تكون من المضيعين لها أو المفرطين أو المهملين لها , حافظ على الصلوات خمسَ مرات في اليوم والليلة , صلِ الفجر جماعة في المسجد وفي وقتها والظهر كذلك والعصر والمغرب والعشاء .
إياك أن تنام عن صلاة الفجر وصلاة العصر فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : « من صلى البردين دخل الجنة » والبردين هما الفجر والعصر .

وبالأمس القريب رأيت شاباً كان واقفاً قريباً من المسجد وأذن المغرب فلما اقترب موعد الإقامة إذا به يركب سيارته وينصرف معرضاً ومُدبراً عن بيت الله !
تأسفت كثيراً فقد أعط المسجد ظهره وانصرف وكأنه يقول لربه لا أُجيب داعيك .
والسؤال الذي لابد أن يتفكر فيه الجميع : لماذا خلقنا الله ؟
هل خلقنا الله لنأكل ونشرب هل خلقنا الله لنلهو ونلعب ؟ هل خلقنا الله لنجمع المال أو لنبني الدور .
الجواب : خلقنا الله لعبادته ولنقيم فرضه ولنحافظ على عبادته سبحانه وتعالى
﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
خلقك الله لهذا الأمر العظيم خلقك الله عز وجل لتكون عبداً له وليس لتكون عبداً للدنيا. ما خلقك الله لدنيا وإنما خلق الدنيا لك وخلقك لأجله سبحانه وتعالى لتعبده ولتقيم ذكره كما قال الله عز وجل لنبيه موسى عليه السلام « وأقم الصلاة لذكري » .
فإذا كنت لا تقيم الصلاة فإنك ما ذكرت الله وما ُقمت بفرض الله عز وجل وما أديت الأمانة ، التي سوف تُسأل عنها يوم القيامة .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الصالحين وأن يرزقنا إقامة الدين وذلك بإقامة الصلاة .. اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين والحمد لله رب العالمين .










رد مع اقتباس
قديم 11-07-11, 12:47 AM   رقم المشاركة : 25
نواف التويجري
عضو متألق
الملف الشخصي







 
الحالة
نواف التويجري غير متواجد حالياً

 


 

رد: الفزعه ... تكفووون ولكم الاجر

من مواضيع العقيدة
موقفنا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

إنه مما لاشك فيه أن الناس قد انقسموا في هذا الباب ( الموقف من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ) مواقف شتى .. لكن ماهو الموقف الحق الذي يجب أن يقفه المسلم تجاههم ، حتى لا يغلو فيهم ، وفي الوقت نفسه لا يجفو عنهم ..

ثم إنه لا يشك منصف أن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أشرف البيوت نسباً .. ومن أكرمهم أصلاً وطبعاً .. ومن أنبلها أرومة .. وقد أوجب الله علينا محبة هذا البيت الكريم تبعاً ملحبة مُشرّفهم صلى الله عليه وسلم ، فمحبتهم وبرهم من محبته مبره ، وبغضهم من بغضه ، فهي عندنا فرض واجب كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ، ويؤجر العبد عليه . انظر مجموع الفتاوى ( 4 / 487 ) .

والعجيب أن الناس قد انقسموا تجاه هذا البيت الكريم إلى أصناف ثلاثة ، ما بين تفريط وإفراط ، ولاشك أن بينهما وسط ، وهو الطريق المستقيم .. وبيان ذلك :-
الصنف الأول : مُفَرِّطون في حقهم ، وهو الجفاة فيهم ، البغاة عليهم .
الصنف الثاني : مُفْرِطون في حبهم ، متجاوزون الحد الشرعي فيه ، وهو الغلاة فيهم .
الصنف الثالث : معتدلون منصفون ، مفارقون طريقة الصنفين ( الغالين والجافين ) ، وهم الواسطة بينهما .

جاء في السنة لابن أبي عاصم برقم ( 1017 ) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : ( ليحبني قوم حتى يدخلون النار فيّ ، وليبغضني قوم حتى يدخلون النار في بغضي ) . وإسناده صحيح .

وجاء أيضاً في السنة لابن أبي عاصم برقم ( 1018 ) عن علي رضي الله عنه أنه قال : ( يهلك فيّ رجلان مُفْرِط في حبي ومُفَرِّط في بغضي ) وإسناده حسن .

قال العلامة محمود شكري الألوسي رحمه الله في تفسير روح المعاني ( 25 / 32 ) : والكثير من الناس في حق كلٍّ من الآل والأصحاب في طرفي التفريط والإفراط ، وما بينهما هو الصراط المستقيم ، ثبتنا الله تعالى على ذلك الصراط .

ويقول العلامة صديق حسن خان رحمه الله في هذا السياق أيضاً : وهذه المحبة لهم واجبة متحتمة علىكل فرد من أفراد الأمة ، ومن حُرِمها فقد حُرم خيراً كثيراً ، ولكن لابد فيها من لفظ الإفراط والتفريط ، فإن قوماً غلوا فيها فهلكوا ، وفرّط فيها قوم فهلكوا ، وإنما الحق بين العافي والجافي ، والغالي والخالي . انظر : الدين الخالص ( ص 3 / 351 ) .

وسيكون الكلام في هذا المبحث بشيئة الله تعالى عن مذهب أهل السنة والجماعة في آل البيت ، وكيف يتعاملون مع النصوص الواردة في فضلهم ؟ وما الحق الذي يرونه واجباً لهم ؟ ثم ما الواجب عليهم ؟ ثم أذكر شروط تولي أهل السنة لأهل البيت ، وأختم المبحث بطرح سؤال مهم ، وهو ( هل القول بتفضيل بني هاشم يعد تفضيلاً مطلقاً على جميع الشخاص وفي كل الأحوال ؟ ) ..

فأقول وبالله تعالى التوفيق :-
موقف السلف تجاه أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم موقف الإنصاف والاعتدال ، وهو الحق الحقيق بالاتباع ، فهم بين الجافي والغالي ، وهو الصواب البحت ، لتوسطه بين جانبي الإفراط والتفريط .

فأهل السنة أسعد الناس بموالاة أهل البيت ، يعرفون فيهم وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إليهم ، ويعتبرون محبتهم واجبة محتمة على كل فرد من أفراد الأمة . انظر : الدين الخالص لصديق خان ( 3 / 351 ، 357 ) .

و هذا مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة في أهل البيت الكرام ..
1- أهل السنة يوجبون محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ويجعلون ذلك من محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويتولونهم جميعاً ، لا كالرافضة الذين يتولون البعض ويفسقون البعض الآخر .
2- أهل السنة يعرفون ما يجب لهم من الحقوق ، فإن الله جعل لهم حقاً في الخمس والفيء ، وأمر بالصلاة عليهم تبعاً للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
3- أهل السنة يتبرؤون من طريقة النواصب الجافين لأهل البيت ، والروافض الغالين فيهم .
4- أهل السنة يتولون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، ويترضون عنهن ، ويعرفون لهن حقوقهن ، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الدنيا والآخرة .
5- أهل السنة لا يخرجون في وصف آل البيت عن المشروع ، فلا يغالون في أوصافهم ، ولا يتعقدون عصمتهم ، بل يعتقدون أنهم بشر تقع منهم الذنوب كما تقع من غيرهم .
6- أهل السنة يعتقدون أن أهل البيت ليس فيهم مغفور الذنب ، بل فيهم البر والفاجر ، والصالح والطالح – الفاسد - .
7- أهل السنة يعتقدون أن القول بفضيلة أهل البيت لا يعني تفضيلهم في جيمع الأحوال ، وعلى كل الشخاص ، بل قد يوجد من غيرهم من هو أفضل منهم لاعتبارات أخرى .

أقوال أئمة السلف وأهل العلم والإيمان من بعدهم ، مرتبين حسب الترتيب الزمني في بيان هذه العقيدة ..
تواتر النقل عن أئمة السلف وأهل العلم جيلاً بعد جيل على اختلاف أزمانهم وبلدانهم بوجوب محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإكرامهم والعناية بهم ، وحفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ، ونصوا على ذلك في أصولهم المعتمدة ، ولعل كثرة المصنفات التي ألفها أهل السنة في فضائلهم ومناقبهم أكبر دليل على ذلك ..
وإليك طائفة من أقوالهم في ذلك ..
1- قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه ( ت13هـ ) .
روى الشيخان في صحيحيهما عنه رضي الله عنه أنه قال : والذي نفسي بيده ، لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . البخاري برقم ( 4241 ) ومسلم برقم ( 1759 ) .

2- قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( ت23هـ ) .
روى ابن سعد في الطبقات ( 4 / 22 ) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال للعباس رضي الله عنه : والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب – يعني والده – لو أسلم ؛ لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب .

3- قول زيد بن ثابت رضي الله عنه ( ت42هـ ) .
عن الشعبي قال : صلى زيد بن ثابت رضي الله عنه على جنازة ، ثم قُرّب له بغلته ليركبها ، فجاء ابن عباس رضي الله عنهما فأخذ بركابه ، فقال زيد : خل عنك يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال هكذا نفعل بالعلماء ، فقبّل زيد يد ابن عباس وقال ، هكذا أُمِرْنا أن نفعل بأهل بيت نبينا . الطبقات لابن سعد (2/ 360 ) .

4- قول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ( ت60هـ ) .
أورد الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ( 2/ 140 ) أن الحسن بن علي دخل على معاوية في مجلسه ، فقال له معاوية : مرحباً وأهلاً بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمر له بثلاثمائة ألف .
وأورد ابن كثير أيضاً في البداية ( 8 / 139 ) أن الحسن والحسين رضي الله عنهما وفدا على معاوية رضي الله عنه ، فأجازهما بمائتي ألف ، وقال لهما : ما أجاز بهما أحد قبلي ، فقال الحسين ، ولم تعط أحد أفضل منا .

5- قول ابن عباس رضي الله عنهما ( ت68هـ ) .
قال رزين بن عبيد : كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما فأتى زين العابدين علي بن الحسين ، فقال له ابن عباس : مرحباً بالحبيب ابن الحبيب . أخرجه أحمد في الفضائل ( 2 / 777 ) .



6- قول أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي ( ت321هـ ) .
قال رحمه الله في عقيدته الشهيرة : ( ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نفرط في حب أحد منهم ، ولا نتبرأ من أحد منهم ، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ، ولا نذكرهم إلا بخير ) ..

وقال أيضاً : ( ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس ، وذريته المقدسين من كل رجس ، فقد برئ من النفاق ) . انظر العقيدة الطحاوية شرح ابن أبي العز ( ص 467 – 471 ) .

7- قول الإمام الحسن بن علي البربهاري ( ت 329هـ ) .
قال في شرح السنة ( ص 96 – 97 ) : واعرف لبني هاشم فضلهم ، لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعرف فضل قريش والعرب ، وجميع الأفخاذ ، فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام ، وموالي القوم منهم ، وتعرف لسائر الناس حقهم في الإسلام ، واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ، وآل الرسول فلا تنساهم ، واعرف فضلهم وكرامتهم .

8- قول الإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري ( ت360هـ ) .
قال في كتابه الشريعة (5/ 2276 ) : واجب على كل مؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبنو هاشهم : علي بن أبي طالب وولده وذريته ، وفاطمة وولدها وذريتها ، والحسن والحسين وأولادهما وذريتهما ، وجعفر الطيار وولده وذريته ، وحمزة وولده ، والعباس وولده وذريته رضي الله عنهم ، هؤلاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واجب على المسلمين محبتهم وإكرامهم واحتمالهم وحسن مداراتهم ، والصبر عليهم ، والدعاء لهم .

9- قول الإمام عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني ( ت387هـ ) .
قال رحمه الله في النونية ، انظر : كفاية الإنسان من القصائد الغر الحسان ، جمع محمد أحمد سيد ( ص41 ) :-
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم **** واعرف علياً أيما عرفان
لاتنتقصه ولا تزد في قدره **** فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهما لا ترتضيه خليفة **** وتنصه الأخرى إلهاً ثاني

10- قول الموفق ابن قدامة المقدسي ( ت620هـ ) .
قال في لمعة الاعتقاد : ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرءات من كل سوء ، أفضهم خديجة بنت خويلد ، وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، فمن قذفها بما برأها الله منه فهو كافر بالله العظيم . انظر لمعة الاعتقاد بشرح الشيخ ابن عثيمين ( ص 152 ) .

11- أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت728هـ ) .
قال في العقيدة الواسطية ( ص195 ) بشرح الشيخ الفوزان : ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال يوم خدير خم : ( أذكركم الله في أهل بيتي ) وقال للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم ، فقال : ( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبونكم لله ولقرابتي ) وقال : ( إن الله اصطفى إسماعيل ، واصطفى من بني إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشاً ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) .

وقال رحمه الله في بيان عقيدة السلف في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم : ويتولون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة خصوصاً خديجة رضي الله عنها أم أولاده وأول من آمن به وعاضده على أمره ، وكان لها منه المنزلة العالية ، والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها ، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) ، ويتبرؤون من طريق الروافض الذين يبغضون الصحابه ويسبونهم ، ومن طريقة النواصب الذي يؤذون أهل البيت بقول أو عمل . العقيدة الواسطية ( ص 198 ، 201 ) بشرح الشيخ الفوزان .

وقال رحمه الله : ولا ريب أن لآل محمد صلى الله عليه وسلم حقاً على الأمة لا يشاركهم فيه غيرهم ، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لايستحقه غير قريش من القبائل ، كما أن قريشاً يستحقون من المحبة والموالاة مالا يستحقه غير قريش من القبائل ، كما أن جنس العرب يستحق من المحبة والموالاة مالا يستحقه سائر أجناس بني آدم . وهذا على مذهب الجمهور الذي يرون فضل العرب على غيرهم ، وفضل قريش على سائر العرب ، وفضل بني هاشم على سائر قريش ، وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره . منهاج النسة ( 4 / 599 ) .

12- قول الحافظ ابن كثير ( ت774هـ ) .
قال رحمه الله في تفسيره ( 6 / 199 ) : ولا ننكر الوصاة بأهل البيت ، والأمر بالإحسان إليهم ، واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً ، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية ، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وأهل ذريته رضي الله عنهم أجميعن .

13- قول محمد بن إبراهيم الوزير اليماني ( ت840هـ ) .
قال رحمه الله في إيثار الحق على الخلق ( ص 460-461 ) : وقد دلت النصوص الجمة المتواترة على وجبوب محبتهم وموالاتهم – يعني أهل البيت – وأن يكون معهم ففي الصحيح ( ولا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا .. ) وفيه : ( المرء مع من أحب ) ، ومما يخص أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } [الأحزاب /33] . فيجب لذلك حبهم وتعظيمهم وتوقيرهم واحترامهم والاعتراف بمناقبهم ؛ فإنهم أهل آيات المباهلة والمودة والتطهير ، وأهل المناقب الجمة والفضل الشهير .

14- أقوال العلامة صديق حسن خان ( ت1307هـ ) .
قال رحمه الله في الدين الخالص (3/ 270 ) : .. وأما أهل السنة فهم مقرون بفضائلهم – يعني أهل البيت – كلهم أجمعين .. لا ينكرون على أهل البيت من الأزواج والأولاد ، ولا يقصرون في معرفة حق الصحابة الأمجاد ، قائمون بالعدل والإنصاف ، حائدون عن الجور والاعتساف ، فهم الأمة الوسط بين هذه الفرق الباطلة الكاذبة الخاطئة .

وقال في موضع بين عقيدة أهل السنة في الأزواج والعترة : .. وأهل السنة يحرمون الكل ويعظمونهن حق العظمة ، وهو الحق البحت ، وكذلك يعترفون بعظمة أولاده صلى الله عليه وسلم ، من فاطمة رضي الله عنها ، ويذكرونهم جميعاً بالخير والدعاء والثناء ، ومن لم يراع هذه الحرمة لأزواجه المطهرات ، وعترته الطارات ، فقد خالف ظاهر الكتاب وصريح النص منه . الدين الخالص ( 3 / 268 ). وقطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر ( ص 101، 103 ) .








رد مع اقتباس
قديم 11-07-11, 12:47 AM   رقم المشاركة : 26
محمدالجرمان
العضوية الماسية
الملف الشخصي







 
الحالة
محمدالجرمان غير متواجد حالياً

 


 

رد: الفزعه ... تكفووون ولكم الاجر

أستاذي الفارس فكره رائعه ولي رجاء لتعم الفائده أرغب بأن نستفيد من هذه المنشورات هنا بحفرالباطن اللذي أريده هونسخ من هذه المنشورات أما الجوائز سأتحدث بها بعد موافقتك باالقسم الأداري







رد مع اقتباس
قديم 11-07-11, 12:57 AM   رقم المشاركة : 27
نواف التويجري
عضو متألق
الملف الشخصي







 
الحالة
نواف التويجري غير متواجد حالياً

 


 

رد: الفزعه ... تكفووون ولكم الاجر

من المواضيع المتعلقة بشهر رمضان المبارك

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:

فقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه، كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه أن يتقبله منهم، كانوا يصومون أيامه ويحفظون صيامهم عما يبطله أو ينقصه من اللغو واللهو واللعب والغيبة والنميمة والكذب، وكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن، كانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وتفطير الصوام، كانوا يجاهدون فيه أنفسهم بطاعة الله ويجاهدون أعداء الإسلام في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله فقد كانت غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون على عدوهم في اليوم السابع عشر من رمضان، وكانت غزوة فتح مكة في عشرين من رمضان حيث دخل الناس في دين الله أفواجا وأصبحت مكة دار إسلام.

فليس شهر رمضان شهر خمول ونوم وكسل كما يظنه بعض الناس ولكنه شهر جهاد وعبادة وعمل لذا ينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور والحفاوة والتكرم، وكيف لا نكون كذلك في شهر اختاره الله لفريضة الصيام ومشروعية القيام وإنزال القرآن الكريم لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وكيف لا نفرح بشهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين وتضاعف فيه الحسنات وترفع الدرجات وتغفر الخطايا والسيئات.

ينبغي لنا أن ننتهز فرصة الحياة والصحة والشباب فنعمرها بطاعة الله وحسن عبادته وأن ننتهز فرصة قدوم هذا الشهر الكريم فنجدد العهد مع الله تعالى على التوبة الصادقة في جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات، وأن نلتزم بطاعة الله تعالى مدى الحياة بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لنكون من الفائزين { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }. وصدق الله العظيم إذ يقول: { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }.

وأن نحافظ على فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات في رمضان وغيره عملا بقول الله تعالى: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } أي حتى تموت وقوله تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }.

ينبغي أن نستقبل هذا الشهر الكريم بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا لا تقليدا وتبعية للآخرين، وأن تصوم جوارحنا عن الآثام من الكلام المحرم والنظر المحرم والاستماع المحرم والأكل والشرب المحرم لنفوز بالمغفرة والعتق من النار.

ينبغي لنا أن نحافظ على آداب الصيام من تأخير السحور إلى آخر جزء من الليل وتعجيل الفطر إذا تحققنا غروب الشمس والزيادة في أعمال الخير وأن يقول الصائم إذا شتم "إني صائم" فلا يسب من سبه ولا يقابل السيئة بمثلها بل يقابلها بالكلمة التي هي أحسن ليتم صومه ويقبل عمله.

يجب علينا الإخلاص لله عز وجل في صلاتنا وصيامنا وجميع أعمالنا فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان صالحا وابتغي به وجهه، والعمل الصالح هو الخالص لله الموافق لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ينبغي للمسلم أن يحافظ على صلاة التراويح وهي قيام رمضان اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخلفائه الراشدين واحتسابا للأجر والثواب المرتب عليها. قال صلى الله عليه وسلم: « من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه » متفق عليه. وأن يقوم المصلي مع الإمام حتى ينتهي ليكتب له قيام ليلة لحديث أبي ذر الذي رواه أحمد والترمذي وصححه.

وأن يحيي ليالي العشر الأواخر من رمضان بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار اتباعا للسنة وطلبا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر - ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر - وهي الليلة المباركة التي شرفها الله بإنزال القرآن فيها وتنزل الملائكة والروح فيها، وهي الليلة التي من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وهي محصورة في العشر الأواخر من رمضان فينبغي للمسلم أن يجتهد في كل ليلة منها بالصلاة والتوبة والذكر والدعاء والاستغفار وسؤال الجنة والنجاة من النار لعل الله أن يتقبل منا ويتوب علينا ويدخلنا الجنة وينجينا من النار ووالدينا والمسلمين، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا ليله وشد مئزره وأيقظ أهله ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وشد المئزر فسر باعتزال النساء وفسر بالتشمير في العبادة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان والمعتكف ممنوع من قرب النساء.

وينبغي للمسلم الصائم أن يحافظ على تلاوة القرآن الكريم في رمضان وغيره بتدبر وتفكر ليكون حجة له عند ربه وشفيعا له يوم القيامة وقد تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة بقوله تعالى: { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى }.

وينبغي أن يتدارس القرآن مع غيره ليفوزوا بالكرامات الأربع التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: « وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده » رواه مسلم.

وينبغي للمسلم أن يلح على الله بالدعاء والاستغفار بالليل والنهار في حال صيامه وعند سحوره فقد ثبت في الحديث الصحيح أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: « من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فاغفر له »، حتى يطلع الفجر رواه مسلم في صحيحه.

وورد الحث على الدعاء في حال الصيام وعند الإفطار وأن من الدعوات المستجابة دعاء الصائم حتى يفطر أو حين يفطر وقد أمر الله بالدعاء وتكفل بالإجابة { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [غافر:60].

وينبغي للمسلم أن يحفظ أوقات حياته القصيرة المحدودة، فيما ينفعه من عبادة ربه المتنوعة القاصرة، والمتعدية ويصونها عما يضره في دينه ودنياه وآخرته وخصوصا أوقات شهر رمضان الشريفة الفاضلة التي لا تعوض ولا تقدر بثمن وهي شاهدة للطائعين بطاعاتهم وشاهدة على العاصين والغافلين بمعاصيهم وغفلاتهم.

وينبغي تنظيم الوقت بدقة لئلا يضيع منه شيء بدون عمل وفائدة فإنك مسئول عن أوقاتك ومحاسب عليها ومجزي على ما عملت فيها.

تنظيم الوقت

ويسرني أن أتحف القارئ الكريم برسم خطة مختصرة لتنظيم أوقات هذا الشهر الكريم، ولعلها أن يقاس عليها ما سواها من شهور الحياة القصيرة فينبغي للمسلم إذا صلى الفجر أن يجلس في المسجد يقرأ القرآن الكريم وأذكار الصباح ويذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وبعد طلوعها بحوالي ربع ساعة أي بعد خروج وقت النهي يصلي ركعتين أو ما شاء الله ليفوز بأجر حجة وعمرة تامة كما في الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه.

ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام أسوة حسنة فقد كانوا إذا صلوا الفجر جلسوا في المسجد يذكرون الله تعالى حتى تطلع الشمس، ويلاحظ أن المسلم إذا جلس في مصلاه لا يزال في صلاة وعبادة كما وردت السنة بذلك وبعد ذلك ينام إلى وقت العمل ثم يذهب إلى عمله ولا ينسى مراقبة الله تعالى وذكره في جميع أوقاته وأن يحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة، والذي ليس عنده عمل من الأفضل له أن ينام بعد الظهر ليرتاح وليستعين به على قيام الليل فيكون نومه عبادة.

وبعد صلاة العصر يقرأ أذكار المساء وما تيسر من القرآن الكريم وبعد المغرب وقت للعشاء والراحة وبعد ذلك يصلي العشاء والتراويح وبعد صلاة التراويح يقضي حوائجه الضرورية لحياته اليومية المنوطة به لمدة ساعتين تقريبا ثم ينام إلى أن يحين وقت السحور فيقوم ويذكر الله ويتوضأ ويصلي ما كتب له ثم يشغل نقسه فبل السحور وبعده بذكر الله والدعاء والاستغفار والتوبة إلى أن يحين وقت صلاة الفجر.

والخلاصة أنه ينبغي للمسلم الراجي رحمة ربه الخائف من عذابه أن يراقب الله تعالى في جميع أوقاته في سره وعلانيته وأن يلهج بذكر الله تعالى قائما وقاعدا وعلى جنبه كما وصف الله المؤمنين بذلك، ومن علامات القبول لزوم تقوى الله عز وجل لقوله تعالى إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.







رد مع اقتباس
قديم 11-07-11, 12:59 AM   رقم المشاركة : 28
نواف التويجري
عضو متألق
الملف الشخصي







 
الحالة
نواف التويجري غير متواجد حالياً

 


 

رد: الفزعه ... تكفووون ولكم الاجر

من المواضيع المتعلقة بشهر رمضان المبارك 2



الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } [الكهف:1] أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أخشى الناس لربه، وأتقاهم لمولاه، وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

ففي رمضان يقبل كثير من الناس على كتاب الله تعالى قراءة وحفظاً، وأحياناً تفسيراً وتدبراً، وما ذاك إلا لأن رمضان موسم للخيرات، تتنوع فيه الطاعات، وينشط فيه العباد بعد أن سلسلت الشياطين، وفتحت أبواب الجنان، وغلقت أبواب النيران.

ورمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة:185]، وكان جبريل يدارس فيه رسول الله القرآن، فالحديث عن القرآن في رمضان، له مناسبته وله خصوصيته لا سيما مع إقبال الناس عليه.


من فضائل القرآن

1 - أنه هدى: وصف هذا القرآن بأنه { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } [البقرة:2] أي: يهتدون بآياته ومعانيه؛ حتى يخرجهم من ظلمات الشرك والجهل والذنوب إلى نور التوحيد والعلم والطاعة. يهتدون به فيما يعود عليهم بالصلاح في دنياهم وأخراهم كما قال الله سبحانه: { إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً } [الإسراء:9].

2 - أن عِبره أعظم العبر، ومواعظه أبلغ المواعظ، وقصصه أحسن القصص: كما في قول الله تعالى: { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } [يوسف:3].

3 - أنه شفاء: كما في قوله سبحانه: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [يونس:57].

شفاء للصدور من الشبه والشكوك والريب والأمراض التي تفتك بالقلوب والأبدان؛ ولكن هذا الشفاء لا ينتفع به إلا المؤمنين كما في قول الله تعالى: { وَنُنَزلُ منَ القُرآن مًا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَلِمِينَ إلا خَساراً } [الإسراء:82]، وقال تعالى: { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء } [فصلت:44] [ انظر تفسير ابن كثير 2/256].

4 - أنه حسم أكثر الخلاف بين اليهود والنصارى في كثير من مسائلهم وتاريخهم وأخبارهم: كاختلافهم في عيسى وأمه عليهما السلام، واختلافهم في كثير من أنبيائهم، قال الله تعالى: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ . وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [النمل:76-77] [انظر تفسير ابن كثير 3/795]. فأهل الكتاب لو كانوا يعقلون لأخذوا تاريخهم وأخبار سابقيهم من هذا الكتاب الذي { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ } [فصلت:42].

لكن كيف يفعل ذلك أهل الكتاب، وكثير من المؤمنين قد زهدوا في كتابهم، وتبعوا اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة؟!

فالمؤمن بهذا الكتاب يمتلك من أخبار الصدق ما لا يمتلك اليهود والنصارى عن دينهم الذي زورت كثير من حقائقه وأخباره على أيدي أحبار السوء، ورهبان الكذب.

5 - أن القرآن العظيم حوى كثيراً من علوم الدنيا تصريحاً، أو تلميحاً، أو إشارة، أو إيماء: ولا يزال البحث العلمي في علوم الإنسان، والحيوان، والنبات والثمار، والأرض، والبحار، والفضاء، والأفلاك، والظواهر الكونية والأرضية يتوصل إلى معلومات حديثة مهمة، ذكرها القرآن قبل قرون طويلة؛ مما جعل كثيراً من الباحثين الكفار يؤمنون ويهتدون. وقد قال الله تعالى: { وَنَزَلنَا عَلَيكَ الكِتَابَ تِبيَاناً لِكُلِ شَىٍء } [النحل:89] وقال سبحانه: { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ } [الأنعام:38]. فكل ما يحتاج إليه البشر لإصلاح حالهم ومعادهم موجود في القرآن كما دلت على ذلك هاتان الآيتان. ولا يعني ذلك الاكتفاء به عن السنة النبوية؛ لأن من اتبع القرآن، وعمل بما فيه لابد أن يأخذ السنة ويعمل بما فيها؛ ذلك أن القرآن أحال على السنة في كثير من المواضع كما في قول الله تعالى: { وَمَا آتاكُمُ الرسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فانتهُوا } [الحشر:7] وقوله سبحانه: { مَن يُطِعِ الرَسولَ فقَد أطاعَ اللّهَ } [النساء:80] وبين سبحانه وتعالى أن من أحبه فلا بد أن يتبع رسوله كما في قوله سبحانه: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [آل عمران:31] واتباع الرسول متمثل في الأخذ بسنته، والعمل بما فيها.

6 - يتميز القرآن بميزة تظهر لكل أحد وهي: سهولة لفظه، ووضوحُ معناه: كما قال الله تعالى: { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } [القمر:17].

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ( أي سهّلنا لفظه، ويسَّرنا معناه لمن أراد؛ ليتذكر الناس ) [تفسير ابن كثير:4/411]. وقال مجاهد: ( هوَّنا قراءته ) [تفسير الطبري:27 /96]، وقال السدي: ( يسَّرنا تلاوته على الألسن ) [تفسير ابن كثير:4/411]، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: ( لولا أن الله يسَّره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل ) [تفسير ابن كثير:4/411].

وقال الله سبحانه وتعالى: { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً } [مريم:97].

وهذه آية من أعظم الآيات، ودليل من أوضح الأدلة على عظمة هذا القرآن وإعجازه؛ فحفظه وإتقانه أيسر وأهون من سائر الكلام. وقراءته ميسرة؛ حتى إن بعض الأعاجم ليستطيع قراءته وهو لا يعرف من العربية سواه، وحتى إن كثيراً من الأُميين لا يستطيع أن يقرأ غيره.

وأما المعنى: فتجد أن كلاً من الناس يأخذ منه حسب فهمه وادراكه؛ فالعامي يفهمه إجمالاً، وطالب العلم يأخذ منه على قدر علمه، والعالم البحر يغوص في معانيه التي لا تنتهي؛ حتى يستخرج منه علوماً وفوائد ربما أمضى عمره في سورة أو آيه واحدة ولم ينته من فوائدها ومعانيها.

قيل إن شيخ الإسلام أبا إسماعيل الهروي رحمه الله تعالى عقد على تفسير قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } [الأنبياء:101] ثلاثمئة وستين مجلساً [السير للذهبي: 18/ 514].

وتصانيف العلماء في سورة أو آية واحدة كثيرة ومشهورة؛ وما ذاك إلا لغزارة المعاني والعلوم التي حواها هذا الكتاب العظيم.


لماذا أنزل القرآن؟

المقصود الأعظم من إنزاله: فهم معانيه، وتدبر آياته، ثم العمل بما فيه كما قال الله تعالى: { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } [ص:29] وقال تعالى: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا } [الفرقان:50] وقال سبحانه: { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراًً } [النساء:82] وقال تعالى: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد:24]، وكلما كثر تدبر العبد لآياته عظم انتفاعه به، وزاد خشوعه وإيمانه.

ولذا كان النبي أخشع الناس وأخشاهم وأتقاهم؛ لأنه أكثرهم تدبراً لكلام الله تعالى. قال ابن مسعود رضي الله عنه: ( قال لي رسول الله : « اقرأ عليّ القرآن » فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل، قال: « إني أشتهي أن أسمعه من غيري » ، قال: فقرأت النساء، حتى إذا بلغت { فَكَيفَ إذَا جِئنَا مِن كُلِ أُمَةِ بِشَهِيدِ وَجِئنَا بِك عَلَى هَاؤُلآءِ شَهِيداً } [النساء:41] رفعت رأسي، أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي، فرأيت دموعه تسيل ) [رواه البخاري:5505، ومسلم:800].

ولا شك في أن تدبر القرآن والانتفاع به يقود إلى الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، يقول الحسن رحمه الله: ( يا ابن آدم، والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حُزنك، وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك ) [نزهة الفضلاء:1/ 448].

كم اهتدى بهذا القرآن من أناس كانوا من الأشقياء؟ نقلهم القرآن من الشقاء إلى السعادة، ومن الضلال إلى الهدى، ومن النار إلى الجنة.

قوم ناوؤوا رسول الله ، وناصبوه العداء، وأعلنوا حربه؛ سمعوا هذا القرآن فما لبثوا إلا يسيراً حتى دخلوا في دين الله أفواجاً، ثم من أتى بعدهم كان فيهم من كان كذلك، وأخبارهم في ذلك كثيرة مشهورة.

ولعل من عجائب ما يذكر في هذا الشأن: قصة توبة الإمام القدوة الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى؛ إذ كان شاطراً يقطع الطريق، وكان سببُ توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها؛ إذ سمع تالياً يتلو قول الله تعالى: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } [الحديد:16] فلما سمعها، قال: بلى يا رب ! قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها سابلة - أي قافلة - فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نصبح؛ فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا، قال: ففكرت، وقلت: ( أنا أسعى باليل في المعاصي، وقوم من المسلمين ها هنا يخافونني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام ) [نزهة الفضلاء:2/ 600].

فرحم الله الفضيل بن عياض، قادته آية من كتاب الله تعالى إلى طريق الرشاد فكان من العباد المتألهين، ومن العلماء العاملين، فهل نتأثر بالقرآن ونحن نقرؤه ونسمعه بكثرةٍ في هذه الأيام؟!


هل ينتفع أهل الكفر والعصيان بالقرآن؟

الكفار لا ينتفعون بالقرآن بسبب إعراضهم عنه، وتكذيبهم له.

وأما أهلُ المعاصي والفجور فهم أقلُ انتفاعاً به بسبب هجرانهم له، وانكبابهم على شهواتهم، قال الله تعالى: { وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً . وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً } [الإسراء:46،45]. هذا حال الكفار والمنافقين قد حجبوا عن الإنتفاع به.

أما أهلُ المعاصي فقد اكتفوا بغيره بديلاً عنه حتى هجروه؛ لذا عظمت شكاية الرسول إلى الله تعالى منهم كما في قول الله سبحانه: { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً } [الفرقان:30] ذكر ابن كثير رحمه الله: ( أنهم عدلوا عنه من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره ) [تفسير ابن كثير:3/ 507].

وكم من أناس في هذا الزمن ولعوا بالغناء والمعازف حتى لا تفارق أسماعهم! وهجروا كلام الله حتى لا يطيقون سماعه، ولا تجتمع محبة القرآن ومحبة الغناء في قلب واحد.

بيوت يُحيى ليلها، ويقضى نهارها في سماع الغناء والمعازف؛ حتى إن أصواتها لتنبعث من وراء الجدران؛ مبالغة في الجهر والعصيان.

بيوت خلت من ذكر الرحمن، وعلا ضجيجها بمزمار الشيطان؛ حتى انتشرت الشياطين في أرجائها وأركانها، وجالت في قلوب أصحابها؛ فحرفتهم عن سبيل الهدى والرشاد إلى سبيل الغي والفساد، فكثرت فيهم الأمراض النفسية، والإنفعالات العصبية، والأحلام المزعجة فكانوا كمن قال الله تعالى فيهم: { اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [المجادلة:19].

ويخشى على من كان كذلك أن يختم له بالسوء، وأن ينعقد لسانه حال إحتضاره عن شهادة الحق، وقد اشتهرت حوادث كثيرة في ذلك.

وما راجت سوق الغناء والمعازف، وكثر المغنون والمغنيات إلا بسبب كثرة السامعين والسامعات فلا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.

أما أهل الإيمان والقرآن ففرحهم بلقاء ربهم لا يوصف؛ عظموا كتاب الله عز وجل فرزقهم الله حسن الختام، وأكثروا قراءته وتدبره والعمل به؛ فاستقبلتهم الملائكة في مواكب مهيبة، تبشرهم بالرضى والجنان، فشوهدوا حال إحتضارهم وهم في أمن وطمأنينة.

هذا الإمام المقرىء المحدثُ الفقيهُ أبو بكر بن عياش رحمه الله تعالى لما حضرته الوفاة بكت أخته ! فقال لها: ( ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة ) [نزهة الفضلاء:675].

فهل يستوي هذا مع من سمع آلاف الأغاني، وقضى آلاف الساعات في العصيان؟ كلا والله لا يستويان.

ومما يؤسف له أن يربى الأولاد الصغار على الأغاني والمعازف، ويفاخر بهم في هذا الشأن كما يفاخر أهل القرآن بأولادهم في حفظ القرآن!! وتلك مصيبة أن يربى أهل القرآن على مزمار الشيطان، وكان الأولى؛ بل الواجب أن يربوا على كلام الله تعالى. ورمضان أنزل فيه القرآن، وهو فرصة لإحياء مساجدنا وبيوتنا بكلام الله تعالى، لا سيما مع إقبال الناس على القرآن.

وينبغي للصائمين ألا يذروا في بيوتهم شيئاً يزاحم القرآن، لا سيما إذا كان يعارضه ويناقضه، كما هو الحال في كثير من البرامج الفضائية والتلفازية التي ينشط أهل الشر في عرضها وتزيينها في رمضان؛ بقصد جذب المشاهدين إلى قنواتهم، والتي لا تزال تزاحم القرآن والذكر وسائر العبادات في هذا الشهر العظيم.

أسأل الله الغفور الرحيم أن يتغمدنا برحمته، وأن يصلح سرنا وعلانيتنا، وأن يجعلنا من عباده المقبولين، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.







رد مع اقتباس
قديم 11-07-11, 01:05 AM   رقم المشاركة : 29
نيسان
عضو ذهبي
الملف الشخصي







 
الحالة
نيسان غير متواجد حالياً

 


 

رد: الفزعه ... تكفووون ولكم الاجر











** أهمية الصلاة وميزاتها عن بقية العبادات **



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ؛ ومن سيئات أعمالنا ؛ من يهده فلا مضل له ؛ ومن يضلل فلا هادي له ؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:-






** وتتميز الصلاة عن غيرها من الواجبات بميزاتٍ كثيرة منها:

أولا:

أنها الركن الثاني بعد الشهادتين وأوجب ما فرض الله على عباده بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

ثانياً:

أنها أول ما يُحاسب عنه العبد يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله.

ثالثــاً :

أن الله تعالى فرضها في السماء بخلاف غيرها من الفرائض.
وكان ذلك ليلة الإسراء والمعراج قبل الهجرة إلى المدينة بثلاث سنين عندما جاءه جبريل عليه السلام ومعه طست من ذهب ممتلئٌ حكمةً وإيماناً ومعه ملك آخر فأخذه إلى بئر زمزم فشق جبريل عليه السلام صدر النبي صلى الله عليه وسلم فغسله بماء زمزم ثم أفرغ على صدره من الطست ثم أطبقه. وهذا هو الشق الثاني الذي حصل للنبي صلى الله عليه وسلم، وأما الأول عندما كان صغيراً عند مرضعته حليمة السعدية، والثاني ليلة الإسراء والمعراج.

رابعاً:

أن الله تعالى فرضها على النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة، وأما بقية الفرائض فإنها بواسطة الملَك.

خامساً:

أنها خمس بخمسين فمن صلى خمس صلوات في اليوم والليلة فكأنما صلى خمسين صلاة.

سادساً:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.

سابعاً:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بين المرء وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ).

ثامناً:
أن من أقامها نهته عن الفحشاء والمنكر كما قال الله تعالى: ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.. ) الآية.
ونلاحظ هنا: أن الله تعالى أمر بها بلفظ الإقامة حيث قال: ( وأقم الصلاة ) ولم يأمر بمجرد الفعل الظاهر لأن مجرد الفعل والأداء الظاهر يحصل من المؤمن والمنافق والبر والفاجر، وأما الإقامة فإنها لا تحصل إلا من المؤمن.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ؛ ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ؛ أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
ــــــــــــــــــــ









رد مع اقتباس
قديم 11-07-11, 01:17 AM   رقم المشاركة : 30
نيسان
عضو ذهبي
الملف الشخصي







 
الحالة
نيسان غير متواجد حالياً

 


 

رد: الفزعه ... تكفووون ولكم الاجر





تعريف الصلاة

ان من اهم ما يجب على الانسان ان يعلمه هو معنى الصلاة ماهو معنى الصلاة للصلاة معنيان معنى في اللغة ومعنى في الاصطلاح

اولا الصلاة في اللغة :-

هي الدعاء معنى الصلاة في اللغة الدعاء وهذا بلاشك له معنى كبير جدا انك حين تصلي تأتي بافعال لا تفعلها الا مع الله عز وجل وهي الركوع والسجود مهما كنت فني فقير صاحب سلطة او غير ذلك فأنك لا بد ان تتضرع الى الله وتذل نفسك لله وتفتقر الى الله وهذا متحقق من ادعاء فأنت تدعو فيه افتقار الى الله واعتراف بأنك غير قادر وان الله هو القادر على تحقيق ما تريده فيطلب العاجز من القادر ويطلب الفقير من الغني وهذا هو معنى العبودية وهو ما يتحقق في وقوفك في الصلاة محرما من الدنيا تارك اياها وراء ظهرك مستقبل وجهه سبحانه في خشوع العبد لمولاه وخشوع العاجز الى اقادر وخشوع المحتاج الفقير للغني المتعالي سبحانه وتعالى .

ومن الادلة على ان الصلاة هي الدعاء

1- قوله سبحانه وتعالى ( وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم ) برأة 104
قال القرطبي :- قوله تعالى وصل عليهم أصل في فعل كل إمام يأخذ الصدقة أن يدعو للمتصدق بالبركة . روى مسلم عن عبد الله بن أبي أوفى قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : اللهم صل عليهم . فأتاه ابن أبي أوفى بصدقته فقال : اللهم صل على آل أبي أوفى . ذهب قوم إلى هذا ، وذهب آخرون إلى أن هذا منسوخ بقوله تعالى : ولا تصل على أحد منهم مات أبدا . قالوا : فلا يجوز أن يصلى على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم وحده خاصة ; [ ص: 171 ] لأنه خص بذلك . واستدلوا بقوله تعالى : لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا الآية . وبأن عبد الله بن عباس كان يقول : لا يصلى على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم . والأول أصح ; فإن الخطاب ليس مقصورا عليه كما تقدم ; ويأتي في الآية بعد هذا . فيجب الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتأسي به ; لأنه كان يمتثل قوله : وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم أي إذا دعوت لهم حين يأتون بصدقاتهم سكن ذلك قلوبهم وفرحوا به . وقد روى جابر بن عبد الله قال : أتاني النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لامرأتي : لا تسألي رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ; فقالت : يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندنا ولا نسأله شيئا! فقالت : يا رسول الله ; صل على زوجي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلى الله عليك وعلى زوجك . والصلاة هنا الرحمة والترحم . قال النحاس : وحكى أهل اللغة جميعا فيما علمناه أن الصلاة في كلام العرب الدعاء ; ومنه الصلاة على الجنائز . وقرأ حفص وحمزة والكسائي : إن صلاتك بالتوحيد . وجمع الباقون . وكذلك الاختلاف في أصلاتك تأمرك وقرئ ( سكن ) بسكون الكاف . قال قتادة : معناه وقار لهم . والسكن : ما تسكن به النفوس وتطمئن به القلوب (1.)

وقال بن كثير :- وقوله : ( وصل عليهم ) أي : ادع لهم واستغفر لهم .


2- قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا دعي أحدكم فليجب . فإن كان صائما فليصل ، وإن كان مفطرا فليطعم ) ( 3) وفي رواية اخرى لابي داود ( فإن كان صائما فليدع )

ومعنى فليصل اي يدعو لصاحب الطعام
قال بن قدامة ( وقد روى أبو حفص ، بإسناده عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه أجاب عبد المغيرة وهو صائم ، فقال : إني صائم ، ولكني أحببت أن أجيب الداعي ، فأدعو بالبركة ) ( 4)
.

ثانيا في الاصطلاح :

هي التعبد لله باقوال وافعال معلومة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم مع النية بشرائط مخصوصة

ومعنى ذلك ان الصلاة اصطلاحا وهيئة لابد ان تتم بالاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعن مالك بن الحويرث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صلوا كما رأيتموني أصلي (5.) وهذا المقصود باتلافعال والاقوال المعلومة لنا منه صل الله عليه وسلم في شأن الصلاة مع اشتراط النية لا ن كل عمل لابد له من نية اي اخلاص لله تعالى كما قال صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الناس ، إنما الأعمال بالنية ، وإنما لامرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن هاجر إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوجها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) (6.)














رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع

تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم