[align=center] ولدها يزورها من السنة إلى السنة وينتظر عيد الأم لكي يمر عليها ويعطيها عشر دقائق فقط من وقته الثمين..
فكتبت يوماً من الأيام رسالة له وقالت له في نص الرسالة :-
( اسمع واسمعي هذا يا عاق والدتك )
" أما بعد ،،،،، بُني أكتب إليك هذه الرسالة بالدمع، أقسم بالله العظيم بأنك سوف تكتبها يوماً لأولادك بالدم..
بُني : كنت امرأة عزباء ، فلما أتاني نصيبي ما فرحت بزواجي مثلما فرحت حين أخبروني بأنني بك حامل..
بُني : يوم علمت بأنني بك حامل لم تسعني الدنيا فرحة..
بُني : يوم كنت في بطني لم تجعلني أنام،، وكنت مسرورة، وكنت تقلقني في الليل، وكنت تضربني برجليك وكنت أقول يا حبذا لو ضربني أكثر ..
بُني : انتظرتك تسعة أشهر لتخرج من بطني، وأقول وأدعو ربي أن تولد حياً وفي أحسن حال،، وأعلم أنني سوف أرى الموت حين ولادتك وأنهم سيفتحون بطني لتخرج، لكنني كنت وأنا في هذا الوضع في أحر الأشواق أن اسمع صوتك وأنت تبكي وتخرج إلى هذه الدنيا ولو مت بعدها لا يهمني..
( اسمع يا عاق ، اسمع يا ذا الذي جاعلٌ أمك في دار العجزة، أسمع يا ذا الذي تبدي امرأتك أو زوجكِ على أمك اسمع.)
إن حرف الميم يُضَّم في شفتين الإنسان ،والأم هي التي تلم ( لم ، تم ، أمة )
والميم حرف جامع ، ولذلك جعل الله الدعاء له (اللهم) ، لأنه يجمع جميع أسمائه وصفاته الحسنى ،
بُني : لقد بشروني أنك وُلدت حياً طيباً سليماً ولله الحمد ،،
والله نسيت كل عذاب الولادة عندما رأيتك يا بني..
بُني : أصبحت أرضعك وأنا متعبة منهكة في الليل أُريد النوم لكن لأجلك أصحو ..
بُني : مرضتَ فسهرت الليل بأكمله وأنا جالسة أمامك لا أتركك لحظة واحدة بعيداً عن عيني ، وأدعو ربي حتى أراك تُشفى..
بُني : مرضتُ أنا عدة مرات ، تمنيت ولو أراك لحظة واحدة ، والله لخفّ مرضي فور رؤيتك..
بُني : ذكرّتني مرة بأنك قبلتَ يدي ،، بني : والله لقد قبلتُ يدك ورجلك ومن جميع جسمك مليون مرة،، كم مرة غيرتُ لك ، وكم مرة صبرت عليك ، وكم مرة تنجستُ من أجلك ، وسمعت كلاماً من زوجي من أجلك ..
أسمع يا أخي الكريم: لا تصدق أن امرأة تبدي زوجها على ابنها، فأنت مخطئ ، لأنه هو قطعة من لحمها، أما أنت فأنك لست قطعة من لحمها، ابنها قبل زوجها،
افهم الأم ما هي.
بُني: عندما ربيتك وكبرت كانت الفرحة تزداد وتزداد في قلبي ، وعندما أصبحت في سن الزواج ، فقلت في نفسي متى أملأ عيني فيك وأنت عريس .
بُني: أصبحت أبحث لك عن بنت الحلال حتى أزوجك إياها، لأن فرحتي لا تتم إلا حين أزوجك، وأرى أولادك.
بُني: عندما زوجتك ماذا حصل لك، نسيتني يا أمي ، نسيت التسعة أشهر التي لم أنم بها، ونسيت السنتين وأنا أرضعك وأغير لك وسخك ، وأطعمك وأشربك وأُبديك عليَّ في الطعام والشراب حتى تشبع وتروى ، ونسيت أنني فطرتُ برمضان حتى أُرضِعكَ وأُشبِعكَ ..
بُني : تزوجت فماذا حصل لك ؟؟ بني : لماذا لا تأتيني ولو قليلاً،، لي سنة لم أرك .. لماذا يا بُني ،، لو أنني صاحِبُكَ لأتيتني مرة في الأسبوع ، أرجوك اعتبرني أحد أصحابك !!
بُني : والله الذي لا إله إلا هو، لو رفعت هاتين اليدين إلى الله لمتَّ في أرضك،، لكنني لا أقدر ، أخاف عليك يا بني..
بُني : لكن كما قلت لك ،، كتبت هذه الرسالة بالدمع ، و والله سوف تكتبها يوماً لأولادك بالدم .. "
( إذا ماتت أمك يا ابن آدم ، نادى عليك مناديِ ، قال يا ابن آدم ماتت التي كنا نُكرِمُكَ من اجلها ، فاعمل صالحاً نُكرِمُكَ من أجله ) [/align]