[align=center]أمريكا تتخبط بدعوى محاربة الإرهاب
11 سبتمبر في ذكراها السادسة.. تاريخ محفور في ذاكرة العالم
سقوط برجي التجارة العالمي خلف 3 آلاف ضحية وأتاح لأمريكا عسكرة العالم وإطلاق نظريات المؤامرة
اليوم - الدمام
6 أعوام خلت.. ولا يزال اليوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 محفورا في العقول، مسطورا في الضمائر. ولا تزال آثار ذلك اليوم وامتداداته تقذف بالجديد كل يوم، وتفتح أبوابا من التحولات والآلام لن توصد بسرعة, من غزو أفغانستان والعراق، إلى تفجيرات بالي والرياض ومدريد وطابا ولندن وشرم الشيخ.. ويبقى ذلك اليوم الدامي كثيفا في مدلوله، عميقا في أثره، مثيرا للفضول، دافعا إلى التأمل.
الأمريكيون والحرب الكونية:
حملت هجمات سبتمبر بذور حرب دينية كونية بين أمريكا والعالم الإسلامي, ومن خصائصها أنها رمزية أكثر منها «براغماتية»، وتخاض ضمن زمان أبدي، وتصور العدو في صورة شيطانية، وتؤمن بوجود ثواب أبدي على التضحيات الدنيوية ويعتقد باحثون أمريكيون أن أحداث 11 سبتمبر تحمل بين جنبيها بذور حرب دينية كونية، بين أمريكا والعالم الإسلامي. ومن خصائص الحرب الدينية الكونية -طبقا لدراسة لمؤسسة راند الأمريكية ممولة من طرف الـسي آي إيه- أنها رمزية أكثر من كونها براغماتية، بمعنى أن المصالح الآنية والأهداف المحدودة ليست من دوافعها. وأنها تخاض بطريقة دراماتيكية مثيرة، كما أنها تخاض ضمن زمان أبدي، خلافا للصراعات السياسية التي تخاض ضمن إطار زمني محدود. ومن خصائصها كذلك -طبقا لنفس الدراسة- تصوير العدو في صورة شيطانية، والإيمان بوجود ثواب أبدي على التضحيات الدنيوية.
وقد توصل الباحثون الأمريكيون الذين كتبوا تلك الدراسة المعنونة بعنوان «استكشاف الصراع الديني» Exploring Religious Conflict إلى أن «الإسلاميين وشبكات القاعدة في الشرق الأوسط قد وضعوا حربهم ضد العلمانية والهيمنة الغربية، وضد الولايات المتحدة، ضمن سياق كوني». لكن هؤلاء الباحثين ينسون أو يتناسون أن من صاغوا مصطلح «الحرب الكونية» ليسوا قادة القاعدة، بل قادة الولايات المتحدة، وأن صاحب مقولة «من ليس معنا فهو ضدنا» ليس أسامة بن لادن، بل جورج بوش.
بل يمكن القول - إنصافا للرئيس بوش- إن مقولة «من ليس معي فهو ضدي» آية من الإنجيل (إنجيل متى، الإصحاح 12 الآية 30) وليست من نحت الرئيس الأمريكي، وقد يكون استمداده لها من الإنجيل لا شعوريا أمرا واردا.
نصيحة إنجيلية
بيد أن الأولى بالرئيس بوش -إذا كان يقبل نصيحة إنجيلية من مسلم- أن يتبنى مقولة أخرى في الإنجيل «من ليس ضدنا فهو معنا» (إنجيل مرقص، الإصحاح 9 الآية 40) فهي أسلم وأحكم في الظرف الإنساني الدقيق الذي نعيشه. ولإنصاف الرئيس بوش أيضا، فإن قادة القاعدة كانت لهم لغة مشابهة، حينما قسموا العالم إلى «فسطاطين» لا ثالث لهما، لكنهم ليسوا وحدهم من تبنوا لغة الحرب الكونية الشاملة على أي حال. أما تصوير الآخر بصورة شيطان، فلم يسلم منه الأمريكيون أيضا. فإذا أرادت أمريكا أن تغير صورة «الشيطان الأكبر» التي يحملها بعض المسلمين عنها، فما على قادتها السياسيين والدينيين سوى أن يغيروا تصورهم الشيطاني للإسلام والمسلمين.
مصادر القوة والضعف لدى «القاعدة»:
أمريكا في طريقها إلى خسارة «الحرب على الإرهاب» من دون ريب، لأن المقدمات التي انطلق منها القادة الأمريكيون في تشخيص الداء لن تقود أبدا إلى معرفة الدواء« ويتضح بعد 6 أعوام من أحداث 11 سبتمبر الدامية أن مصدر قوة «القاعدة» يكمن في أهدافها التي يؤيدها أغلب المسلمين، وأن مصدر ضعفها يكمن في وسائلها التي يدينها أغلب المسلمين. فلو أن الأمريكيين نظموا استبيانا نزيها في جميع دول العالم الإسلامي حول احتلالهم العراق، ودعمهم للاحتلال الإسرائيلي ولحكام القمع.. لوجدوا أكثر المسلمين لا يختلفون عن أسامة بن لادن في الهدف السياسي. فالأغلبية الساحقة من المسلمين مؤيدة لتحرير العراق، ممتعضة من الوجود العسكري الأمريكي، ومن دعم أمريكا لإسرائيل ولأنظمة القمع.. لكن استبيانا نزيها حول وسائل القاعدة سيظهر بيسر أن الغالبية الساحقة من المسلمين عبر العالم لا توافق تنظيم القاعدة في وسائله وطرائقه في المنازلة، خصوصا إذا تعلق الأمر بالاستهداف المتعمد للمدنيين.
لكن النخبة السياسية الأمريكية غير النزيهة تقدم لشعبها تصورا مغايرا، فهي تصور صراع القاعدة معها في صورة صراع كوني أزلي، وترفض الاعتراف بأن القاعدة ظاهرة سياسية جديدة، ذات أهداف سياسية محدودة، وهي وليدة الاختلال في العلاقات بين العالم الإسلامي وأمريكا، وانعدام الخيارات السلمية في التعاطي مع هذا الاختلال.
والذي يقارن ما يصدر عن النخبة السياسية الحاكمة في واشنطن مع ما يكتبه خبراء أمريكيون نزهاء يجد المفارقة صارخة. وتكفي مقارنة نتائج التقرير الذي صاغته لجنة الكونغرس حول أحداث 11 سبتمبر مع النتائج التي توصل إليها خبير نزيه وهو مايكل شوير، رئيس «وحدة أسامة بن لادن» في السي آي إيه سابقا، لتظهر أبعاد هذه المفارقة ومخاطرها.
فبينما سعت لجنة الكونغرس إلى التهرب من المسؤولية السياسية، وجهدت لتأويل كل شيء بلغة ثقافية دينية، وتوصلت في الصفحة 362 من تقريرها إلى أن تلك الأحداث نتاج لروح التعصب الإسلامي، قدم مايكل شوير في كتابه «أوهام إمبراطورية» Imperial Hubris تأويلا أكثر استنادا إلى الوقائع السياسية، وأكثر ارتباطا بالحقائق على الأرض.
ولم يكن أحد أحسن تأهيلا من مايكل شوير في هذا الشأن، لأنه تتبع ظاهرة القاعدة خطابا وبناء وأداء مدة مديدة، وهو -إلى ذلك- متحرر من طوق النفاق المتحكم في النخبة السياسية الأمريكية، فهو مؤهل فنيا وأخلاقيا لتقديم خلاصة دقيقة حول هذا الأمر.
والخلاصة التي ألح عليها مايكل في كتابه، وكررها على طول صفحاته لحد الإملال، هي أن القاعدة لا تقاتل أمريكا لأنها مسيحية أو لأنها أرض الحرية -كما توحي بذلك خطابات الرئيس بوش- بل تقاتلها بسبب ما تفعله أمريكا في أرض الإسلام. فليس الأمر أمر كفر وإيمان، أو حرية وعبودية، بقدر ما هو إحساس بالقهر والإذلال تمت ترجمته إلى طاقة مدمرة، بعد أن انسدت كل منافذ المدافعة السلمية. وقد توصل شوير إلى أن أمريكا في طريقها إلى خسارة «الحرب على الإرهاب» من دون ريب، لأن المقدمات التي انطلق منها القادة الأمريكيون في تشخيص الداء لن تقود أبدا إلى معرفة الدواء، وما لم تعترف أمريكا أن مصدر قوة القاعدة وجاذبيتها هو السياسة الأمريكية فلا أمل في السلم.
العراق.. الجهاد الأخير أم الجهاد الأول؟
أخطر آثار هجمات سبتمبر هو فتحها أبوابا من المواجهة الهوجاء سيدفع الشعب الأمريكي والشعوب المسلمة ثمنها فادحا، حتى يسود منطق العقل والإنصاف في النهاية وما من ريب أن غزو العراق هو أهم امتداد لهجمات 11 سبتمبر، وهو امتداد ستكون له آثار بعيدة المدى، من غير الراجح أن تزول حتى يضمحل معها النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط بأسره. فقد تكشف غزو العراق عن واقع جديد لم يخطر للمخططين الأمريكيين على بال، ولا تصوره أمراء الحرب الذي غذَّوا غزو العراق بالدعاية والتبرير خلال فترة العام ونصف العام التي امتدت بين أحداث 11 سبتمبر وبداية الغزو. في مطلع العام 2003، وضمن التمهيد لغزو العراق، صدرت رواية للكاتب اليهودي الأمريكي الشاب «جويل روزنبرغ» تحت عنوان «الجهاد الأخير» the Last Jihad ورغم الشكل الأدبي لهذا العمل فإن صفحاته الثلاثمائة والخمسين تنضح بالدعاية السياسية والدينية، إذ تتألف لُحمة الرواية من عملية اغتيال خيالية للرئيس الأمريكي على يد طيار انتحاري شاب بعثه صدام حسين لهذه المهمة، ثم يتصاعد التوتر بين العراق من جانب وبين أمريكا وإسرائيل من جانب آخر، فيحاول صدام حسين تدمير إسرائيل بصواريخ «سكود» تحمل رؤوسا نووية، لكن العبقرية الإسرائيلية -وهي عبقرية خارقة دائما في الأدب الأمريكي المعاصر- تتمكن من إفشال الضربة. ثم يعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي «المثقل القلب بهذه اللحظة المأساوية من تاريخ الشعب اليهودي» إنذارا للرئيس الأمريكي لا لبس فيه «أذبْ بغداد في حجيم نووي في ظرف ساعة، وإلا فسأتولى أنا المهمة».
وبالطبع لا يجد الرئيس الأمريكي بدّا من الإذعان، ويذيب كلا من بغداد وتكريت في جحيمه النووي. وقد بيعت أكثر من مليون نسخة من رواية «الجهاد الأخير»، وتعاقد مؤلفها مع هوليود لتحويلها فيلما.
ومثل هذا الأدب الدعائي ذي النفَس الديني واسع الانتشار في الولايات المتحدة، خصوصا خلال الأعوام الأربعة الأخيرة. ولذلك لا عجب أن كانت سلسلة روايات «المتروكون» the Left Behind هي أوسع الكتب انتشارا وأوفرها قراء في الولايات المتحدة اليوم، حيث بيعت منها أكثر من ستين مليون نسخة.
وهي قصص دينية تتحدث عن ظهور الدجال وعودة المسيح. لكن الغريب فيها أنها تجعل بغداد عاصمة الدجال الذي سينزل المسيح لتدميره، كما تجعل غاية عودة المسيح إلى الأرض هي إنقاذ إسرائيل من أعدائها. فمكانة العراق في الأدب الديني الأمريكي اليوم أمر يستحق الدراسة والاهتمام بحق.
ومهما يكن من أمر، فإن مؤلف «الجهاد الأخير» أخطأ -كما أخطأ المخططون الأمريكيون- في اعتبار غزو العراق هو الجهاد الأخير.
ولعل العكس هو الصحيح، وهو أن غزو العراق قد فتح الباب أمام «الجهاد الأول» ضد الولايات المتحدة، في منطقة طالما سيطرت عليها بهدوء وبثمن بخس. فأخطر آثار 11 سبتمبر هو فتحه أبوابا من المواجهة الهوجاء، سيدفع الشعب الأمريكي والشعوب المسلمة ثمنها فادحا، حتى يسود منطق العقل والإنصاف في النهاية
سقوط برجي التجارة العالمي خلال دقائق
برجا مركز التجارة العالمي في طريقة البناء كانا من المباني الحديثة، وقُلد بناؤهما في أماكن عديدة من العالم. وكان يبلغ ارتفاع البرجين في نيويورك 417 و 415 مترا . وكانا أعلى بنايتين في العالم وقت الشروع في بنائهما عام 1970. و هندسة مركز التجارة العالمي رغم حجم الكارثة أنقذت أرواح الآلاف لأن البرجين التوأم ظلا منتصبين وصمدا لأكثر من ساعة بعد اختراق الطائرتين لهما مما أتاح الفرصة لخروج ونجاة الآلاف الذين كانوا في الطوابق السفلية أما الذين كانوا في الطوابق العليا فلم يتمكنوا من الخروج بسبب النيران التي أعاقتهم من النزول وكانت البنية المعمارية لمبنى كل يرج مكونة من قاعدة فولاذية تربط عمودا قويا (الجذع المركزي) من الفولاذ والإسمنت وسط هيكل كل برج وكل عمود توجد فيه المصاعد والسلالم وتتفرع عنه قضبان فولاذية كعوارض خفيفة أفقية ترتبط بأعمدة فولاذية عمودية الشكل ومتقاربة ويتكون منها الجدار الخارجي للمبنى في شكل إطار فولاذي يشكل محيطه. وتحمل هذه الأعمدة الأفقية السقف الأسمنتي لكل طابق وتربط الأعمدة المحيطة بالجذع المركزي مما يمنع هذه الأعمدة من الانبعاج للخارج. وأرضيات الطوابق كانت من الإسمنت وقد غطي كل الفولاذ بالإسمنت لإعطاء رجال الإطفاء فرصة تتراوح بين ساعة وساعتين ليستطيعوا القيام بعملهم. ولاسيما وأن خبراء تاهمدسو المعمارية والإنشائية يؤكدون على أن أي بناء هيكلي من الصلب أو غيره لابد وان يصمم ليتحمل 3 أضعاف حمولته وأنه يخضع لمعاملات السلامة للمواد المختلفة Safety Factors of Various Materials فكل سقف لابد وأن يتحمل وزنه ووزن الأسقف فوقه.
سقط البرجان
يرى البعض أن الطائرتين اللتين هاجمتا البرجين بلا نوافذ مما يجعل البعض معتقدا بفرضية أن الطائرتين كانتا حربيتين وكان في أسفل كل منهما ما يشبه الصاروخ وهذا الشكل لا يرى في الطائرات المدنية كما شوهد في شريط الفيديو للحادث أن ثمة وهجا تم قبل لحظات من ارتطام الطائرتين، وهذا يبين حدوث انفجار قبل الارتطام ،وكان ارتطام الطائرة الأولى، قد دمر عددا من الأعمدة المحيطة لطوابق عدة من البناية، حول نقطة الارتطام مما أضعف هيكل المبنى أو تسببت الصدمة في انهيار جزء من الجذع المركزي. فيكفي انهيار طابق واحد لتهوي كل الكتل التي فوقه من الطوابق العليا لتضرب بقية البناء تحتها بقوة صدمات مع كل انهيار لأحد الطوابق، مما أدى إلى انهيار البرج بكامله طبقة وراء طبقة وبسرعة كبيرة جدا على شكل ضربات موجات صدمة متتالية. والبرج الجنوبي الذي اصطدمت به الطائرة الثانية مال وانهار أولا، ليعقبه البرج الشمالي الذي ارتطمت به الطائرة الأولى في الانهيار عموديا بعد عشرين دقيقة يوم 11 سبتمبر.
من خلال تحليلات تسجيلات الفيديو لارتطام الطائرتين أظهر الدكتور إدواردو كاوسل، أستاذ الهندسة المدنية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأمريكا أن سرعة الطائرة الثانية لحظة ارتطامها بالبرج الجنوبي كانت 865 كم/ساعة، وسرعة الطائرة الأولى كانت 705 كم/ساعة. ومن المعروف أنه توجد علاقة مباشرة بين كل من سرعة الطائرة لحظة الارتطام وقوة الصدمة، والزمن الفاصل بين الارتطام والانهيار. ومستوى الارتطام في البرج الشمالي كان يعلو مستوى الارتطام في البرج الجنوبي ب 15طابقا. ورغم كل الفرضيات والحدسيات لا يعرف ما إذا كان الانهيار قد بدأ بالأعمدة المحيطية أم بالجذع المركزي وربما اجتمع أكثر من عامل من هذه العوامل. وقد يكون انهيار أحد سقوف طابق أدى إلى انبعاج الأعمدة المحيطية به بالخارج. لكن هذا التدمير وحده ليس كافيا لتبرير انهيار البرجين بهذه الطريقة. لكن انتشار النار بالطوابق العليا، جعل الفولاذ يصبح أقل قساوة عند درجات هذه الحرارة العالية. فانثنى. هذه الرواية تبدو لأول وهلة منطقية وتعليلية لكن الخبراء لهم نظرتهم الفاحصة والمنطقية المتفحصة لكل شيء في مسرح الكارثة. وقال مهندسو بناء ومعماريون ان استخدام مواد بناء أقوى كان سيسمح للأشخاص المحاصرين في الطوابق العليا أن يغادروا البرجين، أو ربما منع انهيارهما كليا. لكن المهندس لزلي روبرتسون الذي صمم برجي مركز التجارة العالمي ليقاوما ارتطام الطائرة بوينج 707 وكانت أكبر طائرة موجودة وقتها لم يضع في حساباته ثقل الوقود الذي تحمله فما بال الوقود الذي كانت تحمله طائرتا البوينج 767 اللتان طالتا البرجين وأدى للحرائق التي كانت سببا في انهيار البرجين كان يوجد حريق في الأدوار الوسطى وليست العليا للمباني المجاورة للبرجين قبل أن يسقطا عليها، ولا يعرف سبب هذه الحرائق.
انصهار المعدن
شوهدت كميات ضخمة من المعدن المصهور فوق الأرض بين أنقاض الهياكل المعدنية للبرجين ومركز التجارة العالمي المباني الثلاثة المنهارة بعد انهيارها ولقد نشرت عدة ملاحظات على هذه المعادن نشرها بعد عام من الكارثة دكتور كيث ايتون في مجلة الهندسة الإنشائية The Structural Engineer فلقد شاهد صورا لهذه المعادن المنصهرة. فظهر منها ما هو ما زال موقدة حمراء بعد أسابيع من الحادثة. وكانت المصهورات كونت بحيرة معدنية منصهرة لأن الأرض تحتها كانت ملتهبة وشوهدت ألواح من الصلب سمكها 4 بوصات وقد انتزعت والتوت بسبب الانهيار للمباني الضخمة. وبعد 6 شهور من يوم 11 سبتمبر ظلت الأرض هناك تتراوح درجة حرارتها بين 600 - 1500 فرنهيت. وخلال الأسابيع الأولى كان العمال ينتزعون عوارض الصلب وكانت أطرافها تقطر صلبا منصهرا ومازال لونها برتقاليا محمرا بعد 6 أسابيع من 11 سبتمبر. فهي أشبه بالحمم البركانية في قلب البركان والتي تظل ساخنة ومنصهرة لزمن طويل طالما أنها معزولة تحت الأرض والصلب ينصهر فوق 2000درجة مئوية. لكن كانت تقارير الحكومة تبين أن حرائق المباني لم تكن كافية لصهر دعامات الصلب، فكل التقارير الرسمية لم تجب على هذا الغموض مما جعل هذا لغزا محيرا حول كيفية انهيار المباني الشاهقة. وهذا ما أكده البروفيسور توماس ايجر Prof. Thomas Eagar من أن حريق مركز التجارة العالمي لا يصهر الصلب ولم يتسبب في انهيار المبنى رغم أن وسائل الإعلام وكثير من العلماء يعتقدون أن الصلب انصهر. لأن وقود الطائرات يشتعل عند درجة 1000درجة مئوية والصلب ينصهر عند درجة 1500درجة مئوية. كان حطام الصلب يزن 185101 طن وقد أرسل ليعاد تصنيعه دون فحص 80% منه جيدا ولم يعط فرصة للخبراء لفحصه للتعرف على أسباب الانهيار للبرجين التوأمين واكتفت سلطات المدينة المنكوبة في التحقيق بالصور وشرائط الفيديو وروايات شهود العيان. وصور قليلة مازالت تبين أن ثمة مواد متفجرة قذفت من البرجين وأسمنت مجروش وقطع من صلب الأعمدة كان يلقى بها في المراحل الأولى من الانهيار .
فصور البرج الجنوبي أظهرت حلقات واضحة للتفجيرات وخروج الحمم حول المبنى و تحت مكان نقطة الانهيار تماما وكانت التفجيرات أشبه بتفجيرات بالبراكين. وكانت المقذوفات من الكثرة مما يبين أن هذا تفجير تم داخل المبنى. ومما كان ملفتا للنظر غير انهيار البرجين الحجم الهائل للمواد التي قذفت أثناء المراحل الأولى للإنهيار وكميات قطع الصلب التي سقطت وسط سحب الغبار من بينها أعمدة طوابق كاملة وهذه الأعمدة كانت ملحومة بعمق في ألواح بطول كل سقف لكنها تحطمت بطريقة ما في نفس الوقت وألقي بها بالهواء بسرعة عالية. فهذا التوافق بين قذف الحطام والغبار والدخان المتصاعد بسرعة كلها تبين أن ثمة تفجيرات أسفرت عن هذا كله. فالصور التي التقطها بيجرت Biggert تبين أن المبنى تحول لتراب قبل أن ينهار لأن كميات هائلة من الغبار تصاعدت بالجو وبسرعة مكونة سحابة سوداء هائلة بسماء نيويورك.
سقوط مدو
ظهر البرج الجنوبي في تسجيل شريط فيديو صور جهة شمال شرق المبنى فظهرت صفوف من التفجيرات على الواجهة الشرقية في مستوى الانهيار الأولي. وأخذ المبنى يسقط على الأرض بميل 30 طابقا علويا ناحية الجنوب حيث فقد تقريبا نصفه العلوي قبل أن ينهار بقية الهيكل أسفله - وأصاب المباني المجاورة. وكان واضحا أن التفجيرات كانت تلقي بعنف بالغبار والدبش من سقف لسقف وكانت تتحرك بسرعة لأسفل المبنى.
وكان البرج الشمالي قد انهار من ناحية شمال شرق. ويجب الملاحظة أن الصلب الإنشائي عند درجة حرارة 550 مئوية تكون قساوته وصلابته 60% من صلابته ويفقد جزءا من مرونته وهو في درجة الحرارة العادية وهذا الضعف للصلب يفترض أنه السبب في انهيار برجي مبنى التجارة العالمي. لكن الخبراء يقولون ان الصلب لو بلغت صلابته 60% فانه يظل قادرا علي تحمل 3 أضعاف الحمولة المفترضة ولينهار هيكل من الصلب لابد وأن يصل معدل الصلابة (معامل المرونة) 20% من قوته وهو بارد وهذا المعدل ليصله لابد وأن تصل درجة الحرارة أعلى من 720 درجة مئوية ليفقد الفولاذ مرونته ويتداعى هيكل المبنى الفولاذي.
فلقد قام الخبراء في أوربا وأمريكا واليابان بالمحاكاة باجراء حريق مماثل في ثلاث جراجات متعددة الطوابق ومصنوعة من هياكل الصلب كان الحريق في سيارات بها مواد بترولية سريعة الاشتعال وكان بجوارها عدة سيارات وأقصى درجة حرارة بلغها الحريق 360 درجة مئوية وظل الصلب محتفظا بصلابته ومرونته ومقاومته للحرائق طالما أن الحريق كان لمدد محدودة وكان الصلب بالجراجات ليس معزولا عن الحرارة كما في صلب مركز التجارة العالمي وكان البرج الشمالي قد ارتطمت به الطائرة من ناحية الشمال في الدور 93 الساعة 8,45 صباحا والبرج الجنوبي ارتطمت به طائرة ثانية الساعة 9.03 صباحا في الدور 80.
مبنى البنتاجون
في 11 سبتمبر كانت طائرتان قد أقلعتا من مطار بوسطن في طريقهما إلى لوس أنجيلوس. لكن إحداهما ارتطمت بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي، والثانية بعدها ب 18دقيقة ارتطمت بالبرج الجنوبي للمركز وبعد حوالي ساعة ارتطمت طائرة بالجانب الغربي لمبنى البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) وسقطت الطائرة الرابعة قرب بيتسبرج ببنسلفانيا ولم تلتقط صورة واحدة للطائرة التي ادعت أمريكا أنها سقطت ونشرت صورة حفرة دائرية مخلفة عن صاروخ مجهول ولم يعثر على حطامها وكانت السلطات الأمريكية قد أعلنت أنها كانت في طريقها لضرب البيت الأبيض بواشنطن. وطبقا للسرية التي أحيطت بأحداث 11 سبتمبر وقلة الشواهد التي تدل على أن مبنى البنتاجون ارتطمت به طائرة ركاب نفاثة بالجدار الحجري المقوى بالأسمنت المسلح. وكل الصور التي التقطها المصورون بالمباحث الفيدرالية لموقع الارتطام بالبنتاجون أظهرت بوضوح أن ثمة قطعة من مروحة توربينية صغيرة القطر أمكن التعرف عليها بسهولة. ويعتقد البعض أن البنتاجون لم يدمر جانبه بطائرة بوينج 757 ويرى المؤمنون بنظرية المؤامرة أن الهجوم ربما كان من طائرة حربية.
من خلال الصور شوهدت أن تفجيرات البنتاجون كانت من داخل المبنى لحظة ارتطام الطائرة. من على بعد 77 قدما من الحائط الذي ارتطمت به الطائرة ولم يكن هناك في موقع الاصطدام بمبنى البنتاجون أي أثر لارتطام طائرة من طراز 575. وكانت المخابرات الأمريكية فد سحبت كاميرات التصوير من فوق المباني المواجهة لمبنى البنتاجون والكاميرات حول مبنى البنتاجون لم تصور أي طائرة قادمة باتجاهه. حتى الصور التي بثتها الصحافة وشرائط الفيديو بينت أن فتحة الارتطام كانت 65 قدما وجناحا الطائرة بوينج 757 طول عرضهما 160 قدما من الجناح إلى الجناح وفوق هذه الفتحة كان سقف البنتاجون لا يزال قائما لم ينهر حتى وصول رجال الإطفاء الذين أبدوا دهشتهم ولاسيما وأن الحديقة حول المبنى ظلت كما هي منسقة لم تمس ووجدت قطعة مستديرة قطرها أقل من 3 أقدام بجوار ما يبدو أنها قطعة من جزء من المكان الذي تبات فيه ماكينة الطائرة وقطع سميكة من مادة عازلة. لكن طائرة البوينج 757 لها ماكينتان كبيرتان، كل واحدة قطرها 9 أقدام وطولها 12قدما ومقدمة (بوز) المروحة قطره 78,5 بوصة. وهذه القياسات لم تر في صور المبنى. لهذا الناس لم يصدقوا الرواية الرسمية من أن طائرة بوينج 757 بماكينتيها الضخمتين وكابحها عند الهبوط landing gear طارت قرب مستوى سطح الأرض وارتطمت بجدار البنتاجون الضخم. لم ير أحد عجلات الهبوط في مكان الحادث. وثمة 5 صور فصلت من فيلم فيديو التقطته الكاميرات الأرضية المثبتة بمبنى البنتاجون بينت أن ثمة جسما أبيض صغيرا يقترب من مبنى البنتاجون وأحدث انفجارا مدويا عند الارتطام به. ولم تر طائرة في الصور ولاسيما وأن طائرة البوينج وزنها 60 طنا ولم تظهر في شرائط الفيديو التي التقطتها كاميرات البنتاجون والتقطت هذا الجسم الصغير. وكان أحد الذين شاهدوا الواقعة قد صرح لصحيفة الواشنطن بوست أن الطائرة كانت صغيرة وصوتها أشبه بصوت طائرة مقاتلة نفاثة لا يمكن أن تحمل أكثر من 12 راكبا بأي حال من الأحوال.
والذين قالوا إنها طائرة صغيرة أو طائرة بدون طيار من طراز جلوبال هوك Global Hawk التي تسببت في الهجوم على البنتاجون من خلالها يمكن التعرف على القطعة التي ظهرت في الصور وتحديد نوع الطائرة التي هاجمت البنتاجون. فطائرة جلوبال هوك لها ماكينة واحدة قطرها 43.5 بوصة وتطير بدون طيار وتوجهها الأقمار الصناعية.[/align]