مسؤول لـ "الاقتصادية" : استقطاب مستثمرين للسياحة الصحراوية في حفر الباطن
تطوير عين الحارة لتكون وجهة «علاجية»
مسؤول لـ "الاقتصادية" : استقطاب مستثمرين للسياحة الصحراوية في حفر الباطن
سوق السدو وبيوت الشعر. «الاقتصادية»
غنيم الحبشان من حفر الباطن
كشف لـ ''الاقتصادية'' صالح بن عبد المحسن التركي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في حفر الباطن، وجود توجه لاستقطاب مستثمرين على مستوى عال من الإمكانات للاستثمار في المجال السياحي بأنواعه وخاصة السياحة الصحراوية وذات الأفكار الجديدة كالتزلج على الرمال، لتعطي بعدا سياحيا جديدا، وكذلك تطوير العين الحارة لتكون وجهة سياحية علاجية، إضافة إلى إقامة مهرجانات في الإجازات الرسمية لإنعاش السياحة في المحافظة، مثل إقامة مهرجان الصقور وسوق الأغنام.
وبيّن أن هؤلاء المستثمرين ورجال الأعمال سيكونون من داخل السعودية وخارجها، إضافة إلى التعاون مع هيئة السياحة والآثار وبلدية المحافظة، لافتا إلى أن مهرجان سوق الأغنام يبدأ من شهر ذي القعدة حتى نهاية عيد الأضحى المبارك، ويعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة، لأن حفر الباطن تمتلك أكبر سوق ماشية في السعودية، وهذا عامل يساعد على نجاح مثل هذه المهرجانات ولها روادها من مختلف مناطق السعودية.
صالح التركي
وأضاف التركي أن حفر الباطن تمتلك الركائز الأساسية للسياحة وتشهد كثيرا من الزائرين للأسواق القديمة والشعبية على مدار العام، مشيرا إلى أن الغرفة التجارية تعمل مع الجهات ذات العلاقة بكل ما يفيد المحافظة من تطور يخدمها ويخدم مجتمعها، متوقعا أن تشهد المرحلة القادمة عديدا من التطورات في المجال السياحي.
شريع الشريع
فيما ذكر شريع عبد الله الشريع الرئيس التنفيذي لمجموعة اتحاد الوطنية القابضة، وهو مستثمر في مجال دور الإيواء ومحطات الوقود على الطرق، أن السياحة الصحراوية تشهد إقبالا متزايدا من وقت لآخر، وخاصة وقت الإجازات وموسم الربيع، إذ تشهد محطات الطرق واستراحاتها حركة نشطة متواصلة طوال هذه الفترة، رغم الإمكانات المتواضعة للبعض منها، مما جعل كثيرا من المستثمرين في هذا المجال يتوجهون إلى تطويرها والاهتمام بها حتى تصبح جميع خدماتها متكاملة، بهدف كسب رضا العملاء.
وأضاف أن مواسم الربيع والصيد من أهم المواسم لدور الإيواء والاستراحات لمحطات الطرق البرية البعيدة عن المدن، حيث تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين ودول الخليج، لذا هناك توجه لإقامة مثل هذه المشاريع لتكون هدفا لمن يقصد السياحة الصحراوية في حفر الباطن.
لقطة من السوق القديمة في حفر الباطن. «الاقتصادية»
وتحتضن محافظة حفر الباطن عديدا من مقومات السياحة الصحراوية والأماكن الأثرية المهمة، ورغم أهمية السياحة الصحراوية للمدن من الجانبين الاقتصادي والاجتماعي لكل مدينة، إلا أن محافظة حفر الباطن لم تستغل كوجهة سياحية بالشكل المطلوب، لجذب الزائرين لها، رغم موقعها المميز عند التقاء عدة طرق دولية برية، ومع التعداد السكاني المتزايد والحركة التجارية التي تزايدت وتيرتها خلال السنوات الخمس الماضية، وكثافة المسافرين سنويا، ومرورهم بالمحافظة، لم يؤخذ في الحسبان أهميتها من الجانب السياحي، وأهمية هؤلاء الزائرين واطلاعهم على ما تشهده من أماكن مختلفة قد تجذب المسافرين إليها، إضافة إلى العدد الكبير من القرى والهجر التابعة لها، التي قد تخدمها وتعطي بعدا سياحيا في مجال السياحة الصحراوية، إضافة إلى لعب دور مهم في تنمية هذه الهجر اقتصاديا واجتماعيا، فالمحافظة تعيش في أوج تألقها السياحي في حالة استغلاله بالشكل الأمثل والسريع، فهي من المدن التي تتكون فيها الروح الشعبية القديمة بمكونات المدينة الحديثة، مثل وجود مهرجان أم رقيبة لمزايين الإبل، الذي يعد من أهم المهرجانات العربية والخليجية المفتوحة، المقام في صحراء أم رقيبة، مما أسهم بشكل كبير في بروز المحافظة كوجهة سياحية، بعد أن وفر القائمون على المهرجان جميع الأساسيات لصناعة السياحة الصحراوية، وخلال فترة وجيزة استطاع أن يجذب آلاف الزائرين لأرض المهرجان سنويا حتى أصبح محط أنظار كثيرين على المستويين العربي والعالمي.
سوق الصقور
يعد من أهم وأشهر الأسواق في عملية البيع والشراء وأيضا تصدير الصقور خارج المنطقة، نظرا لكون محافظة حفر الباطن وصحراءها تقع في منطقة عبور للطيور المهاجرة، التي تبحث عن الدفء، إضافة إلى وجود عديد من الفياض والشعاب والأودية مثل وادي الباطن وفليج وشعيب القلت وكريم، مما جعل من صحراء حفر الباطن عامل جذب لأبناء السعودية والكويت وقطر والإمارات، وتحديدا في موسم القنص وساعد في إقامة أكبر سوق للصقور ومستلزماتها، فضلا عن استغلالها لإقامة مسابقات للصقور، التي تتنوع بين أجمل وأسرع طير، لتكون خطوة سياحية رائدة تهدف لجذب الهواة في كل موسم.
عين خسارة
تعد العين من أقدم الآبار التي تم حفرها منذ ما يزيد على 40 عاما، وتقع بين حفر الباطن ومركز السالمي الكويتي، وهي من الآبار الحارة الكبريتية، التي أصبحت مقصدا لكثير من أبناء السعودية ودول الخليج بقصد الاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية، إلا أن ضعف الرقابة والإهمال الحاصل لهذه العين وعدم استغلالها بشكل أفضل مما هي عليه حتى الآن، أسهم في أن تصبح العين عامل طرد لزائريها، بسبب غياب الخدمات والأماكن المخصصة للرجال والنساء رغم زيارة كثيرين لها بشكل مستمر، إذ إن مثل هذه المواقع لا تنشط ولا تتطور إلا بإقامة المنتجعات السياحية العلاجية بشكل متكامل حتى تحقق الهدف منها.
صحراء حفر الباطن.. ''عاصمة الربيع''
اشتهرت حفر الباطن عبر التاريخ بأنها من أروع المناطق وأجملها عند دخول فصل الربيع، حيث تكتسي أرضها بحلة خضراء حتى أطلق عليها لقب ''عاصمة الربيع''، كما اشتهرت صحراؤها الشاسعة عند دخول الوسم بالكمأ ''الفقع''، فتجد آلاف الأسر الخليجية والعربية تنتشر في الصحراء للتمتع بهذه الأجواء الربيعية، والبحث عن الكمأ بهدف الترفيه عن النفس، بعيدا عن صخب المدينة، إضافة إلى ذلك وجود عدد من الدحول ''الكهوف الأرضية'' في صحراء الصمان وغيرها، ويمتد بعضها إلى عدة كيلو مترات، وتشهد مغامرات كثيرين ممن يستمتعون بزيارة هذه المواقع واكتشاف ما في بطونها، حيث تجذب الدحول كثيرين لها على مدار العام وخاصة الهواة.
مواقع أثرية غنية
تزخر المحافظة بكثير من المواقع الأثرية المختلفة المنتشرة في الصحراء، ويصل عددها إلى 20 موقعا أثريا، تم بناء أكثرها في العهد العباسي في القرن الثاني من الهجرة النبوية، حيث تشكل هذه المواقع أهمية سياحية، بيد أنها تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والتطوير والتنقيب وإعادة بنائها وتعبيد الطرق إليها، ليسهل على الزائر الوصول إليها بكل يسر وسهولة ولتوضح هوية محافظة حفر الباطن من الجانب التاريخي.
أسواق شعبية وتاريخية
من العوامل المكملة للسياحة الصحراوية في المحافظة وجود السوق الشعبية القديمة، التي تعد من أهم الأسواق القديمة في المحافظة، وتم بناؤها منذ 70 عاما، ولم تفقد بريقها حتى الآن، ويتم فيها بيع بعض الصناعات البدوية المختلفة، مثل: السدو وبيوت الشعر والمفارش القديمة والبشوت وجميع مستلزمات أهل البادية، إضافة إلى معارض صغيرة تقوم ببيع المقتنيات الأثرية القديمة، التي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 300 سنة، وتشهد هذه السوق حركة نشطة متواصلة على مدار العام، وتكتظ بالمتسوقين بشكل يومي.
وفي أوقات الإجازات والعطلات الرسمية تعد الجهة الأولى للزائرين من أبناء دول الخليج، إلا أن هذه السوق، رغم أهميتها في الحركة الاقتصادية في المحافظة، غير أنها تحتاج إلى مزيد من التطوير وخاصة المداخل واللوحات الإرشادية التي تدل على موقعها، إضافة إلى إيجاد تصاميم ذات طابع عمراني أثري بالشكل القديم.
وهناك سوق البادية ولها أسماء عدة مثل: سوق الحريم أو سوق منتجات البادية أو سوق الكمأ، وتعد من أهم الأسواق القديمة في محافظة حفر الباطن قبل نقلها إلى سوق الخضار، الذي يختص ببيع المنتجات الشعبية البدوية مثل البقل وهو ما يعرف بالأقط والسمن البلدي والزبد الطبيعي والحليب واللبن الطازج، الذي يحفظ في الصميل المصنوع من جلد الأغنام، المخصص لحفظ الحليب، ومنتجات شعبية أخرى متعددة من صنع أيدي سيدات كبيرات في السن، وأصبحت السوق مقصدا للزوار من داخل السعودية والخليج، حيث يجد القادم إليها نفسه أمام ماض عريق يجبر الجميع على زيارتها وشراء منتجاتها، لتكمل أهميته السياحية والتراثية لتوضح هوية المحافظة.
العرض العادي
