المســـاء
السحب تركض في الفضا الرحب ركض الخائفين
والشمس تبدو خلفها صفراء عاصبة الجبين
والبحر ساج صمت فيه خشوع الزاهدين
لكنما عيناك باهتتان في الافق البعيد
سلمى بماذا تفكرين
سلمى بماذا تحلمين
ارأيت احلام الطفولة تختفي خلف التخوم
ام ابصرت عيناك اشباح الكهولة في الغيوم
ام خفت ان ياتي الدجى ولا تأتي النجوم
انا لا ارى ما تلمحين من المشاهد....انما
اظلالها في ناظريك
تنم يا سلمى عليك
لا فرق عند الليل بين النهر والمستنقع
يخفي ابتسامات الطروب كأدمع المتوجع
ان الجمال يغيب متل القبح تحت البرقع
لكن لماذا تجزعين على النهار وللدجى
احلامه ورغائبه
وسمائه وكواكبه
لتكن حياتك كلها املا جميلا طيبا
ولتملأ الاحلام نفسك في الكهولة والصبا
متل الكواكب في السماء وكالازهار في الربى
ليكن بامر الحب قلبك عالما في ذاته
ازهاره لا تذبل
ونجومه لا تأفل
مات النهار ابن الصباح فلا تقولي كيف مات
ان التأمل في الحياة يزيد اوجاع الحياة
فدعي الكآبة والاسى واسترجعي مرح الفتاة
قد كان وجهك في الضحى متل الضحى متهللا
فيه البشاشة والبهاء
ليكن كذلك في المساء
للشاعر اليا ابو ماضي