كنيتي أبو صالح .. مازلت رئيس مركز شرطة منطقه .. في اقصى بلاد السند منذ أن عينت بها .. لم أخرج منها
أحب تربية الماشيه .. وأحب تربية العقارات فلدي من العمائر والدكاكين مالله به عليم ..
مثابر وأكدح ليل نهار في تجارتي .. أتاجر في كل شئ .. تقولون : وعملك .. !؟
ها ها .. ها ها ..
ألم أقل لكم أنني الرئيس وفي منطقة بعيده اذاً .. سلامي على الدوام .. !
فأنا متى مارغبت الذهاب للعمل ذهبت .. واذا لم أرغب سحبت السيفون .. فأنا أملك سيفون أصلي قد أخبرتكم به . .!؟
لدي بعض العسكر يقومون بعملي مقابل بقائهم بالمنطقه عند أهاليهم .. ولا أحتاج أن أعقّب عليهم .. الا بشفاعةٍ لأحد الوجهاء في المنطقه ..
فقبائل المنطقه التي أنا فيها .. شيوخهم وتجّارهم قد وضعوني في مخابيهم .. وأنا المستفيد .. !
كأني بأحدكم يقول : كيف ذلك .!؟
هم مسامير الكرسي الذي وُضعت عليه .. ان خرجوا من أماكنهم وقعت أنا .. ! افهم بئا مش حشرحلك ^_*
هم يقدّرون مكانتي .. فأنا أول المدعوين لولائمهم .. وأول من يصطحبوني لمقانيص النشامى منهم ..
لكن لا أخفيكم بدأت أمل .. خلاص طفشت من وضعي ..
تررررن تررررررن .. !
_ هلا أبو أمين
_ هلا أبو صالح .. كيف حالك . ؟
_ بخير دامك بخير
_ اسمع أنا جايكم زيارة تفقديه مفاجئه .. جهزوا أنفسكم
_ أبشرر طال عمرك
تباً له .. ألم يحلو له الإنتداب الا لمنطقتي .. لكن هي فرصتي .. لأتصل على التيح فرّاج صاحب الرأس الكبير .. فهاهو دوره الآن .. هو القائم بكل أعمالي وشؤوني الخاصه .. هذا وقته أكرفه كرف
_ الو .. فراج
_ سم ..
_ احجز الفندق الفلاني وفض استراحتك بكره واشتر لنا خروفين كبرك .. وحطهّن عند الطبّاخ وازهم العسكر حتى اللي حاطهم عند الغنم وانشرهم بالشوارع .. زين ؟
_ ابشر
_ واذا جهزّت كل شئ .. اعتبر معاملة نقلك موقعه
_ ابشر باللي يبيّض وجهك .. اعتبر كل شئ جاهز
_ الهمام
××××
الساعه 7.30 صباحاً
ها أنا أقف أمام المرآه مرتدياً بدلتي .. مبحلقاً بهذه الكرشه التي تكاد تمزّق الستره وتقذف الأزرار من مكانها .. متدليةً على الحزام الذي لا أستطيع مشاهدته .. وبنطالي الذي يغطي ثلثي ساقاي النحيفتين .. وصلعتي الساطعه أوتذكرونها . .!؟
ارتديت قبعتي واتجهت الى باب المنزل هامّاً بالخروج .. واسمع صوتاً خلفي يأتي من أقصى البيت .. !!
_ وهـ .. فديتك ..!! << أم صالح خاقه
هي ترى مالا ترون .. ! ثم ان القرد بعين أمه غزال
استقبلت هذا المدعو أبو أمين في مكتبي .. ثم ارتشفنا القهوه وقطعّنا التورته .. والمصوّر شاد حيله
تجوّلنا في شوارع المنطقه .. والمصوّر شاد حيله .. طبّقنا النظام على الصغير قبل الكبير والإبتسامه تعلو محيانا والمصوّر شاد حيله .. نفِذت دفاتر المخالفات .. والمصوّر شاد حيله
لا أخفيكم سراً أنني متعجب .. فأنا لم أكن أعلم بأن لدي هذا العدد الهائل من العسكر .. !!
_ وأنت من متى داومت ياحظي .. !؟ << الضمير يتكلم
في الليل اصطحبت أبو أمين الى المطار .. بعد أن تناول وليمته .. وكنت قد أسرت له ببعض الكلام عن الوضع فهزّ رأسه راضياً َمَرضيّا ..
_ في امان الله ..
_ في أمان الله
××××
ترررررن تررررن .. التيح فرّاج يتصل بك .. !
_ نعم .. ؟
_ هلا طال عمرك .. مبروك مبروك .. جتك ترقيه ونقل للعاصمه
_ خابر .. غيره ؟
_ ومعاملة نقلي طال عمرك . .!
_ اللي بعدي يوقعها .. ماني مسؤول .. يالله مع السلامه
_ طوط .. طوط .....
هنا يلتفت الكاتب ليجد القراء مندهشين متعجبين من ردة فعله .. ثم يقول :
_ لا تتعجبوا فأنا صويلح ابوصالح المصلح .. مالك السيفون الأصلي
أصلحكم الله ,,
فتكم بعافيه .